الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلَمّا دَخَلَ عَلَيه وجَدَه في غَشيَةٍ فقالَ: "أقَد قَضَى؟ ". فقالوا: لا يا رسولَ اللَّهِ. فبَكَى رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم، فلَمّا رأَى القَومُ بُكاءَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَكَوا فقالَ:"ألا تَسمَعونَ، إنَّ اللَّهَ لا يُعَذِّبُ بدَمعِ العَينِ ولا بحُزنِ القَلبِ، ولكن يُعَذِّبُ بهَذا -وأَشارَ إلَى لِسانِه- أو يَرحَمُ"
(1)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن أصبَغَ عن ابنِ وهبٍ، ورَواه مسلمٌ عن عمرِو بنِ سَوّادٍ
(2)
.
بابُ مَن رَخَّصَ في البُكاءِ إلَى أن يَموتَ الَّذِى يُبكَى عَلَيهِ
7234 -
أخبرَنا أبو أحمدَ عبدُ اللَّهِ بنُ محمدِ بنِ الحَسَنِ المِهرَجانِيُّ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ جَعفَرٍ المُزَكَّى، حدثنا محمدُ بنُ إبراهيمَ البوشَنجِيُّ، حدثنا ابنُ بُكَيرٍ، حدثنا مالكٌ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ جابِرِ بنِ عَتيكٍ، عن عَتيكِ بنِ الحارِثِ بنِ عَتيكٍ وهو جَدُّ عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ اللَّهِ أبو أُمِّه، أنَّه أخبَرَه أنَّ جابِرَ بنَ عَتيكٍ أخبَرَه، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جاءَ يَعودُ عبدَ اللَّهِ بنَ ثابِتٍ فوَجَدَه قَد غُلِبَ، فصاحَ به فلَم يُجِبْه، فاستَرجَعَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وقالَ:"غُلِبنا عَلَيكَ يا أبا الرَّبيعِ". فصاحَ النِّسوَةُ وبَكَينَ، فجَعَلَ ابنُ عَتيكٍ يُسكِتُهُنَّ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"دَعهُن، فإِذا وجَبَ فلا تَبكيَن باكيَةٌ". قالوا: وما الوُجوبُ يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: "إذا ماتَ"
(3)
.
(1)
المصنف في الصغرى (1188)، والشعب (10165). وأخرجه ابن حبان (3159) من طريق ابن وهب به.
(2)
البخاري (1304)، ومسلم (924).
(3)
الموطأ برواية ابن بكير (ص 73 - مخطوط)، وبرواية يحيى 1/ 233، 234، ومن طريقه أبو داود (3111)، والنسائى (1845)، وابن حبان (3189، 3190).
7235 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عمرٍو عثمانُ بنُ أحمدَ ابنُ السَّمّاكِ، حدثنا الحَسَنُ بنُ مُكرَمٍ، حدثنا عثمانُ بنُ عُمَرَ، حدثنا أُسامَةُ بنُ زَيدٍ، حَدَّثَنِى الزُّهرِىُّ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ قال: لَمّا رَجَعَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِن أُحُدٍ سَمِعَ نِساءَ الأنصارِ يَبكِينَ فقالَ: "لَكنَّ حَمزَةَ لا بَواكِىَ له". فبَلَغَ ذَلِكَ نِساءَ الأنصارِ فبَكَينَ لِحَمزَةَ، فنامَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ استَيقَظَ وهُنَّ يَبكِينَ فقالَ: "يا ويحَهُنَّ مازِلنَ يَبكِينَ مُنذُ اليَومِ، فَلْيَبْكِينَ
(1)
، ولا يَبكِينَ على هالِكٍ بَعدَ اليَومِ"
(2)
.
وقَد قيلَ: عن أُسامَةَ عن نافِعٍ عن ابنِ عُمَرَ:
7236 -
حدثنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو العباسِ محمدُ بنُ أحمدَ المَحبوبِيُّ، حدثنا سعيدُ بنُ مَسعودٍ، حدثنا عُبَيدُ اللَّهِ بنُ موسَى، أخبرَنا أُسامَةُ ابنُ زَيدٍ، عن نافِعٍ، عن ابنِ عُمَرَ قال: رَجَعَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَومَ أُحُدٍ فسَمِعَ نِساءَ بَنِى عبدِ الأشهَلِ يَبكِينَ على هَلكاهُنَّ فقالَ: "لكنَّ حَمزَةَ لا بَواكِىَ له". فجِئنَ نِساءُ الأنصارِ فبَكَينَ على حَمزَةَ عِندَه، ورَقَدَ فاستَيقَظَ وهُنَّ يَبكِينَ فقالَ:"يا ويحَهُنَّ إِنَّهُنَّ لَههُنا حَتَّى الآنَ، مُروهُنَّ فليَرجِعنَ، ولا يَبكِينَ على هالِكٍ بَعدَ اليَومِ"
(3)
.
وقَولُه: "ولا يَبكِينَ على هالِكٍ بَعدَ اليَومِ". إن أرادَ به العُمومَ كان كَقَولِه في حَديثِ ابنِ عَتيكٍ: "فإذا وجَبَ فلا تَبكيَنَّ باكيَةٌ". ويَحتَمِلُ أن يَكونَ المرادُ به
(1)
في س، م:"فليسكتن".
(2)
الحاكم 1/ 381. وأخرجه أبو يعلى (3610) من طريق أسامة بن زيد به.
(3)
الحاكم 3/ 195. وأخرجه أحمد (4984، 5563)، وابن ماجه (1591) من طريق أسامة به.