الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثلاثَ رُكوعاتٍ في كُلِّ رَكعَةٍ، ومَرَّةً أربَعَ رُكوعاتٍ في كُلِّ رَكعَةٍ، فأَدَّى كُلٌّ مِنهُم ما حَفِظَ، وأَنَّ الجَميعَ جائزٌ، وكأَنَّه صلى الله عليه وسلم كان يَزيدُ في الرُّكوعِ إذا لَم يَرَ الشَّمسَ قَد تَجَلَّت. ذَهَبَ إلَى هَذا إسحاقُ بنُ راهُويه
(1)
، ومِن بَعدِه محمدُ بنُ إسحاقَ بنِ خُزَيمَةَ
(2)
، وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ إسحاقَ بنِ أيّوبَ الصِّبغِىُّ، وأبو سُلَيمانَ الخَطّابِىُّ
(3)
، واستَحسَنَه أبو بكرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ المُنذِرِ صاحِبُ "الخلافيات"
(4)
، وبِاللهِ التَّوفيقُ.
والَّذِى اختاره
(5)
الشّافِعِىُّ
(6)
مِنَ التَّرجيحِ أصَحُّ، واللَّهُ أعلَمُ.
بابُ مَن صَلَّى في الخُسوفِ رَكعَتَيِن
6402 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا إبراهيمُ بنُ مَرزوقٍ، حدثنا سعيدُ بنُ عامِرٍ، حدثنا شُعبَةُ، عن يونُسَ بنِ عُبَيدٍ، عن الحَسَنِ، عن أبى بكرَةَ قال: انكَسَفَتِ الشَّمسُ على عَهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فصَلَّى رَكعَتَينِ
(7)
. رَواه البخارىُّ في
(1)
في سنن الترمذى عقب (560) عنه: "أربع ركعات في أربع سجدات".
(2)
صحيح ابن خزيمة عقب (1385).
(3)
معالم السنن 1/ 256، 257.
(4)
الأوسط عقب (2838).
(5)
في ص 3، م:"أشار إليه".
(6)
تقدم في (6396).
(7)
أخرجه الطحاوى في شرح المعانى 1/ 330 عن ابن مرزوق به. وأخرجه البزار (3660) من طريق سعيد بن عامر به.
"الصحيح" عن مَحمودٍ عن سعيدِ بنِ عامِرٍ
(1)
.
وهَذا خَبَرٌ عن صَلاةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَومَ توُفِّىَ ابنُه إبراهيمُ عليه السلام بِدَليلِ ما:
6403 -
أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ غالِبٍ الخُوارِزمِىُّ قِراءَةً عَلَيه ببَغدادَ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ أحمدَ النَّيسابورِىُّ، حدثنا محمدُ بنُ نُعَيمٍ، حدثنا عِمرانُ بنُ موسَى، حدثنا عبدُ الوارِثِ، حدثنا يونُسُ، عن الحَسَنِ، عن أبى بكرَةَ قال: كُنّا عِندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فانكَسَفَتِ الشَّمسُ، فخَرَجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجُرُّ رِداءَه حَتَى انتَهَى إلَى المَسجِدِ وثابَ النّاسُ، فصَلَّى بنا رَكعَتَينِ، فلَمّا انكَشَفَ قال:"إنَّ الشَّمسَ والقَمَرَ آيَتانِ مِن آياتِ اللَّهِ يُخَوِّفُ اللهُ بهِما عِبادَه، وإِنَّهُما لا يَنخَسِفانِ لِمَوتِ أحَدٍ ولا لِحَياته، فإذا رأَيتُم ذَلِكَ فصَلُّوا حَتَّى يُكشَفَ ما بكُم". قال: وذَلِكَ أنَّ ابنًا له ماتَ يُقالُ له: إبراهيمُ. فقالَ ناسٌ في ذَلِكَ
(2)
. رَواه البخارىُّ في "الصحيح" عن أبى مَعمَرٍ عن عبدِ الوارِثِ، إلَّا أنَّ أبا مَعمَرٍ لَم. يَذكُرْ قَولَه:"يُخَوِّفُ اللهُ بهِما عِبادَه"
(3)
. وقَد ذَكَرَه جَماعَةٌ.
وقَولُه في الحديثِ: فصَلَّى بنا رَكعَتَينِ. مَعَ إخبارِه أنَّ ذَلِكَ كان يَومَ توُفِّىَ إبراهيمُ عليه السلام، يُريدُ به رَكعَتَينِ في كُلِّ رَكعَةٍ رُكوعَينِ كما أثبَتَه ابنُ عباسٍ وعائشَةُ وجابِرٌ وعَبدُ اللهِ بنُ عمرٍو
(4)
.
(1)
البخاري (1062).
(2)
أخرجه النسائى (1490) عن عمران بن موسى به.
(3)
البخارى (1063).
(4)
ينظر ما تقدم في (6374 - 6383، 6385، 6386).
6404 -
ورَواه يَزيدُ بنُ زُرَيعٍ وغَيرُه عن يونُسَ بنِ عُبَيدٍ، فقالوا في الحديثِ: فصَلَّى رَكعَتَينِ كما تُصَلّونَ. أخبَرَناه أبو عُمَرَ محمدُ بنُ الحُسَينِ بنِ محمدٍ القاضِى، أخبرَنا أبو سَهلٍ المِهرَجانِىُّ، حدثنا داودُ بنُ الحُسَينِ، حدثنا يَحيَى بنُ يَحيَى، أخبرَنا يَزيدُ بنُ زُرَيعٍ، عن يونُسَ. فذَكَرَه بمَعناه، وقالَ: كما تُصَلّونَ. إلا أنَّه لَم يَذكُرْ مَوتَ ابنِه عليه السلام
(1)
. وصَلاةُ الخُسوفِ كانَت مَشهورَةً فيما بَينَهُم فأَشارَ إلَيها، واللَّهُ أعلَمُ.
6405 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ، أخبرَنا محمدُ بنُ عيسَى بنِ السَّكَنِ، حدثنا عُبَيدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ القَواريرِىُّ، حدثنا بشرُ ابنُ المُفَضَّلِ، حدثنا الجُرَيْرِىُّ، عن حَبّانَ بنِ عُمَيرٍ، عن عبدِ الرَّحمَنِ بنِ سَمُرَةَ قال: بَينَما أنا أرمِى بأَسهُمٍ لِى في حَياةِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذِ انكَسَفَتِ الشَّمسُ، فنَبَذْتُهُنَّ وقُلتُ: لأنظُرَنَّ ما يَحدُثُ لِرسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في كُسوفِ الشَّمسِ اليَومَ. قال: فانتَهَيتُ إلَيه وهو رافِغ يَدَيه يُسَبِّحُ ويَحمَدُ ويُهَلِّلُ ويُكَبِّرُ ويَدْعو، حَتَّى حُسِرَ عن الشَّمسِ، فقَرأَ بسورَتَينِ ورَكَعَ رَكعَتَينِ
(2)
. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن عُبَيدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ القَواريرِىِّ
(3)
. وقَولُه: فقَرأَ بسورَتَينِ ورَكَعَ رَكعَتَينِ. يحتَمِلُ أن يَكونَ مُرادُه بذَلِكَ في كُل رَكعَةٍ، فقَد رُوِّيناه عن جَماعَةٍ أثبَتوه،
(1)
أخرجه النسائى (1501)، وابن خزيمة (1374) من طريق يزيد به.
(2)
أخرجه أبو داود (1195) من طريق بشر بن المفضل به. وأحمد (20617)، ومسلم (913/ 26، 27)، والنسائى (1459)، وابن خزيمة (1373) من طريق الجريرى به.
(3)
مسلم (913/ 25).
والمُثبِتُ شاهِدٌ فهو أولَى بالقَبولِ.
6406 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ محمدٍ المُقرِئُ المِهرَجانِىُّ بها، أخبرَنا الحَسَنُ بنُ محمدِ بنِ إسحاقَ، حدثنا يوسُفُ بنُ يَعقوبَ القاضِى، حدثنا محمدُ بنُ أبى بكرٍ، حدثنا عبدُ الوَهّابِ الثَّقَفِىُّ، عن خالِدٍ، عن أبى قِلابَةَ، عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ قال: انكَسَفَتِ الشَّمسُ على عَهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فخَرَجَ فزِعًا يَجُرُّ ثَوبَه حَتَى أتَى المَسجِدَ، فلَم يَزَلْ يُصَلِّى حَتَّى انجَلَت، [فلَمّا انجَلَت]
(1)
قال: "إنّ ناسًا يَزعُمونَ أنَّ الشَّمسَ والقَمَرَ لا يَنكَسِفانِ إلَّا لِمَوتِ عَظيمٍ مِنَ العُظَماءِ، ولَيسَ كَذَلِكَ؛ إنَّ الشَّمسَ والقَمَرَ لا يَنكَسِفانِ لِمَوتِ أحَدٍ ولا لِحَياتِه، ولكنِّهُما آيَتانِ مِن آياتِ اللَّهِ، وإِنَّ اللهَ عز وجل إذا تَجَلَّى لِشَيءٍ مِن خَلقِه خَشَعَ له، فإذا رأَيتُم ذَلِكَ فصَلُّوا كأَحدَثِ صَلاة صَلَّيتُمُوها مِنَ المَكتوبَةِ"
(2)
. هَذا مُرسَلٌ؛ أبو قِلابَةَ لَم يَسمَعْه مِنَ النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ، إنَّما رَواه عن رَجُلٍ عن النُّعمانِ، ولَيسَ فيه هذه اللَّفظَةُ الأخيرَةُ:
6407 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضِى، حدثنا إبراهيمُ بنُ الحَجّاجِ، حدثنا عبدُ الوارِثِ، عن أيّوبَ، عن أبى قِلابَةَ، عن رَجُلٍ، عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ قال: كَسَفَتِ الشَّمسُ على عَهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فجَعَلَ يُصَلِّى
(1)
ليس في: س، ص 3.
(2)
أخرجه النسائي (1484)، وابن ماجه (1262)، وابن خزيمة (1404) من طريق عبد الوهاب به. وضعفه الألبانى في ضعيف النسائي (1485).
رَكعَتَينِ ويُسَلِّمُ، [ويُصَلِّى رَكعَتَينِ ويُسَلِّمُ]
(1)
، حَتَّى انجَلَتِ الشَّمسُ، فقالَ:"إنَّ ناسًا مِنَ الجاهِليَّةِ كانوا يَقولونَ إذا كَسَفَ واحِدٌ مِنهُما: إنَّما يَنكَسِفُ لِمَوتِ عَظيمٍ مِن عُظَماءِ أهلِ الأرضِ. وإِنَّ ذَلِكَ لَيسَ كَذَلِكَ، ولَكِنَّهُما خَلقانِ مِن خَلقِ اللَّهِ، فإِذا تَجَلَّى اللهُ لِشَيءٍ مِن خَلقِه خَشَعَ له، فإِذا رأَيتُم ذَلِكَ فصَلُّوا"
(2)
. ورَواه الحارِثُ بنُ عُمَيرٍ البَصرِىُّ عن أيّوبَ عن أبى قِلابَةَ عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال فيه: فجَعَلَ يُصَلِّى رَكعَتَينِ ويَسأَلُ
(3)
عَنها حَتَى انجَلَت
(4)
.
ورَواه الحَسَنُ عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ خاليًا عن هذه الألفاظِ التى تُوهِمُ خِلافًا، وخاليًا عن لَفظِ التَّجَلِّى:
6408 -
أخبَرَناه أبو الحَسَنِ المُقرِئُ، أخبرَنا الحَسَنُ بنُ محمدِ بنِ إسحاقَ، حدثنا يوسُفُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ أبى بكرٍ، حدثنا مُعاذُ بنُ هِشامٍ، حَدَّثَنِى أبى، عن قَتادَةَ، عن الحَسَنِ، عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مُستَعجِلًا يَجُر رِداءَه حَتَى أتَى المَسجِدَ وقَدِ انكَسَفَتِ الشَّمسُ، فصلَّى حَتَّى انجَلَت وقالَ: "إنَّ أهلَ الجاهِليَّةِ يَقولونَ: إنَّ الشَّمسَ والقَمَرَ لا يَنخَسِفانِ إلَّا لِمَوتِ عَظيمٍ مِن عُظَماءِ الأرضِ. وِإنَّ الشَّمسَ والقَمَرَ لا يَنخَسِفانِ لِمَوتِ أحَدٍ، ولَكِنَّهُما خَلْقانِ مِن خَلقِ اللَّهِ عز وجل، ويُحدِثُ اللهُ
(1)
ليس في: ص 3، م.
(2)
أخرجه أحمد (18351) من طريق عبد الوارث به.
(3)
في م: "وسأل".
(4)
أخرجه أبو داود (1193) من طريق الحارث بن عمير به.
في خَلقِه ما يَشاءُ، فأَيُّهُما انخَسَفَ فصَلُّوا حَتَّى يَنجَلِىَ أو يُحدِثَ اللهُ عز وجل أمرًا"
(1)
.
هَذا أشبَهُ أن يَكونَ مَحفوظًا.
وقَد قيلَ: عن أبى قِلابَةَ عن قَبِيصَةَ الهِلالِىِّ:
6409 -
أخبَرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ يَعقوبَ الحافظُ، حدثنا السَّرِىُّ بنُ خُزَيمَةَ، حدثنا موسَى بنُ إسماعيلَ، حدثنا وُهَيبٌ، عن أيّوبَ (ح) وأخبرَنا أبو القاسِمِ عبدُ الرَّحمَنِ بنُ عُبَيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ الحُرْفِىُّ ببَغدادَ، حدثنا أحمدُ بنُ سَلمانَ الفَقيهُ، حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ، حدثنا إبراهيمُ بنُ الحَجّاجِ، حدثنا عبدُ الوارِثِ بنُ سعيدٍ، حدثنا أيّوبُ، عن أبى قِلابَةَ، عن قَبيصَةَ الهِلالِىِّ قال: كَسَفَتِ الشَّمسُ على عَهدِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، فصَلَّى بهِم رَكعَتَينِ أطالَ فيهِما القيامَ. قال: وانجَلَت، فقالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم:"إنَّما الآياتُ تَخويفًا يُخَوِّفُ اللهُ بها عِبادَه، فإذا رأَيتُم ذَلِكَ فصَلُّوا كأَحدَثِ صَلاة صَلَّيتُموها مِنَ المَكتوبَةِ"
(2)
. لَفظُ حَديثِ عبدِ الوارِثِ، ولَيسَ في رِوايَةِ وُهَيبٍ:"تَخويفًا". وزادَ في أوَّلِه: فخَرَجَ فزِعًا يَجُرُّ ثَوبَه وأَنا مَعَه يَومَئذٍ بالمَدينَةِ. وهَذا أيضًا لَم يَسمَعْه أبو قِلابَةَ عن قَبِيصَةَ، إنَّما رَواه عن رَجُلٍ عن قَبيصةَ:
6410 -
أخبرَنا أبو علىٍّ الرّوذبارِىُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا
(1)
أخرجه النسائي (1489) من طريق معاذ بن هشام به.
(2)
الحا كم 1/ 333. وأخرجه أبو داود (1185) عن موسى بن إسماعيل به. وأحمد (20608) من طريق وهيب به. وأحمد (20607)، والنسائى (1485) من طريق أيوب به. والنسائى (1486)، وابن خزيمة (1402) من طريق أبى قلابة به. وضعفه الألبانى في ضعيف أبى داود (254).
أبو داودَ، حدثنا أحمدُ بنُ إبراهيمَ، حدثنا رَيْحانُ بنُ سعيدٍ، حدثنا عَبّادُ ابنُ مَنصورٍ، عن أيّوبَ، عن أبى قِلابَةَ، عن هِلالِ بنِ عامِرٍ، أنَّ قَبيصَةَ الهِلالِىَّ حَدَّثَه أنَّ الشَّمسَ كَسَفَت. بمَعنَى حَديثِ موسَى بنِ إسماعيلَ، قال: حَتَّى بَدَتِ النُّجومُ
(1)
. فأَلفاظُ هذه الأحاديثِ تَدُلُّ على أنَّها راجِعَةٌ إلَى الإخْبارِ عن صَلاتِه يَومَ توُفِّىَ ابنُه عليهما السلام، وقَد أثبَتَ جَماعَةٌ مِن أصحابِه الحُفّاظِ عَدَدَ رُكوعِه في كُلِّ رَكعَةٍ
(2)
، فهو أولَى بالقَبولِ مِن رِوايَةِ مَن لَم يُثبِتْه، وبِاللَّهِ التَّوفيقُ.
وقَد ذَكَرَ الشّافِعِىُّ رحمه الله احتِجاجَ مَنِ احتَجَّ بحَديثِ أبى بكرَةَ
(3)
أنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى في الكُسوفِ رَكعَتَينِ نَحوًا مِن صَلاتِكُم. وحَديثِ سَمُرَةَ بنِ جُندُبٍ في مَعناه، وذَلِكَ يَرِدُ إن شاءَ اللهُ تَعالَى
(4)
. وحَديثِ النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ
(5)
، ثُمَّ رَجَّحَ أحاديثَنا بأَنَّ الجائىَ بالزّيادِةِ أولَى أن يُقبَلَ قَولُه؛ لأنَّه أثبَتَ ما لَم يُثبِتِ الَّذِى نَقَصَ الحديثَ، وبِأَنَّ إسنادَنا في حَديثِنا مِن أثبَتِ إسنادِ النّاسِ. أخبرَنا بذَلِكَ أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ، أخبرَنا الرَّبيعُ، عن الشّافِعِىِّ رضي الله عنه
(6)
.
(1)
أبو داود (1186). وضعفه الألبانى في ضعيف أبى داود (255).
(2)
تقدم في (6374 - 6383، 6385، 6386).
(3)
تقدم في (6402، 6403).
(4)
سيأتى في (6413).
(5)
تقدم في (6406 - 6408).
(6)
المصنف في المعرفة (1982)، والشافعى في اختلاف الحديث ص 190، 191.