الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والملك الناصر صلاح الدين بن يوسف بن العزيز محمد بن الظاهر غازي ابن السلطان صلاح الدين صاحب الشام.
ولد سنة سبع وعشرين وست مائة وسلطنوه بعد أبيه سنة أربع وثلاثين ودبر المملكة شمس الدين لؤلؤ والأمر كله راجح إلى جدته الصاحبة صفية ابنة العادل.
ولهذا سكت الملك الكامل لأنها أخته.
فلما ماتت سنة أربعين اشتد الناصر واشتغل عنه الكامل بعمه الصالح.
ثم فتح عسكره له حمص سنة ست وأربعين ثم سار هو وتملك دمشق بلا قتال سنة ثمان وأربعين فوليها عشر سنين وفي سنة اثنتين وخمسين دخل بابنة السلطان علاء الدين صاحب الروم وهي بنت خالة أبيه العزيز.
وكان حليمًا جوادًا موطأ الأكتاف حسن الأخلاق محببًا إلى الرعية فيه عدل في الجملة وقلة جور وصفح.
وكان الناس معه في بلهنية من العيش لكن مع إدارة الخمر والفواحش وكان للشعراء دولة بأيامه لأنه كان يقول الشعر ويجيز عليه.
ومجلسه مجلس ندماء وأدباء.
خدع وعمل عليه حتى وقع في قبضة التتار فذهبوا به إلى هلاوو فأكرمه فلما بلغه كسرة جيشه على عين جالوت غضب وتنمر وأمر بقتله.
فتذلل له وقال: ماذنبي فأمسك عن قتله.
فلما بلغه كسرة بيدراعلى حمص استشاط غضبًا وأمر بقتله وقتل أخيه الظاهر.
وقيل بل قتله في الخامس والعشرين من شوال عام ثمانية.
وكان شاباص أبيض مليحًا حسن الشكل بعينه قبل.
سنة ستين وست مئة
في أوائل رمضان أخذت التتار الموصل بخديعة بعد حصار أشهر وطمنوا الناس وخربوا السور.
ثم بذلوا السيف تسعة أيام وأبقوا على صاحبها الملك الصالح إسماعيل بن لولو أيامًا ثم قتلوه وقتلوا ولده علاء الدين.
وفيها وقع الخلف بين بركة صاحب دست القفجاق وابن عمه هولاوو.
وفيها توفي أحمد بن عبد المحسن بن محمد الأنصاري أخو شيخ شيوخ حماة.
روى عن عبد الله ابن أبي المجد الحربي وغيره.
والمستنصر بالله أبو القاسم أحمد بن الظاهر بأمر الله محمد بن الناصر لدين الله العباسي الأسود.
قدم مصر وعقد له مجلس فأثبتوا نسبه.
ثم بدأ الملك الظاهر بمبايعته ثم الأعيان على مراتبهم.
ولقب بلقب أخيه صاحب بغداد.
ثم صلى بالناس يوم الجمعة وخطب ثم ألبس السلطان خلعة بيده وطوقه وأمر له بكتابة تقليد بالأمر.
وركب السلطان بتلك الخلعة الخليفة وزينت القاهرة وهوالثامن والثلاثون من خلفاء بني العباس.
وكان جسيمًا شجاعًا عالي الهمة.
رتب له السلطان أتابك وأستاذ دار وحاجبًا وكاتب إنشاء وجعل له خزانة ومائة فرس وثلاثين بغلًا وستين حملًا وعدة مماليك.
فلما قدم دمشق وسار إلى العراق وجد بهجانة الحاكم في سبع مائة نفس.
فاستماله وأنزله معه في دهليزه.
فتجمعت المغول بالعراق في نحو خمسة آلاف
ثم دخل المستنصر هيت في ذي الحجة في التاسع والعشرين ونهب من بها من الذمة.
ثم التقى المسلمون والتتار في ثالث المحرم فانهزم التركمان والعرب وأحاطت التتار بعسكر المستنصر.
فحرقوا وساقوا على حمية.
فنجا طائفة منهم الحاكم.
وقتل المستنصر.
وأضمرته البلاد.
وقيل إنه قتل ثلاثة من التتار ثم تكاثروا عليه فاستشهد.
والعز الضرير الفيلسوف الرافضي حسن بن محمد بن أحمد بن نجا الإربلي.
كان بصيرًا بالعربية رأسًا في العقليات.
كان يقرىء المسلمين والذمة بمنزله.
وله حرمة وهيبة مع فساد عقيدته وتركه للصلاة ووساخة هيئته.
مات في
ربيع الآخر عن أربع وسبعين سنة بدمشق.
وعز الدين شيخ الإسلام أبو محمد عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم السلمي الدمشقي الشافعي.
ولد سنة ثمان وسبعين وحضر أحمد بن حمزة ابن الموازيني وسمع من عبد اللطيف بن أبي سعد والقاسم بن عساكر.
وبرع في الفقه والأصول والعربية ودرس وأفتى وصنف وبلغ رتبة الإجتهاد.
وانتهت إليه رئاسة المذهب مع الزهد والورع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصلابة في الدين.
قال قطب الدين: كان مع شدته فيه حسن محاضرة بالنوادر والأشعار.
يحضر السماع ويرقص.
مات في عاشر جمادى الأولى وشيعه الملك الظاهر.
والتاج عبد الوهاب بن زين الأمناء أبي البركات الحسن بن محمد الدمشقي بن عساكر.
سمع الكثير من الخشوعي وطبقته.
وولي مشيخة النورية بعد والده.
وحج وزار ولده أمين الدين عبد الصمد وجاور قليلًا.
ثم توفي في حادي عشر جمادى الأولى بمكة.
ونقيب الأشراف بهاء الدين أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن محمد الحسيني بن أبي الجن.
سمع حضورًا وله أربع سنين من يحيى الثقفي وابن صدقة.
توفي في رجب.
وابن العديم الصاحب العلامة كمال الدين أبو القاسم عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة العقيلي الحلبي.
من بيت القضاء والحشمة.
ولد سنة بضع وثمانين وخمس مائة وسمع من ابن طبرزد وبدمشق من الكندي وببغداد والقدس والنواحي.
وأجاز له المؤيد وخلق.
وكان قليل المثل عديم النظير فضلًا ونبلًا ورأيًا وحزمًا وذكاء وبهاء وكتابة وبلاغة.
ودرس وأفتى وصنف.
وجمع تاريخًا لحلب في نحو ثلاثين مجلدًا.
وولي خمسة من آبائه على نسق القضاء.
وقد ناب في سلطنة دمشق وعلم عن الملك الناصر.
توفي بمصر في العشرين من جمادى الأولى.
والضياء عيسى بن سليمان بن رمضان أبو الروح التغلبي المصري القرافي الشافعي.
آخر من روى صحيح البخاري عن منجب المرشدي مولى مرشد المديني.
توفي في رمضان عن تسعين سنة.
والشمس الصقلي أبو عبد الله محمد بن سليمان أبو الفضل الدمشقي الدلال في الأملاك.
سمع من ابن صدقة الحراني وإسماعيل الجنزوري وأبي الفتح المندائي.
وقرأ الختمة على أبي الجود.
ولد سنة ثلاث وسبعين وتوفي في أواخر صفر.
وابن عرق الموت أبو بكر محمد بن فتوح بن خلوف بن يخلف ابن مصال الهمذاني الإسكندراني.
سمع من التاج المسعودي وابن موقا وأجازه أبو سعد بن أبي عصرون والكبار.
وتفرد عن جماعة.
توفي في جمادى الأولى.