الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسديد الدولة بن الأنباري صاحب ديوان الإنشاء ببغداد وهو محمد بن عبد الكريم بن إبراهيم الشيباني الكاتب البليغ: أقام في الإنشاء خمسين سنة.
وناب في الوزارة ونفذ رسولًا.
وكان ذا رأي وحزم وعقل.
عاش نيفًا وثمانين سنة.
والجواد جمال الدين أبو جعفر محمد بن علي الإصبهاني وزير صاحب الموصل أتابك زنكي.
كان رئيسًا نبيلًا مفخمًا دمث الأخلاق سمحًا كريمًا مفضالًا متبوعًا في أفعال البر والقرب مبالغًا في ذلك.
وقد وزر أيضًا لولد زنكي سيف الدين غازي ثم لأخيه قطب الدين مدة ثم قبض عليه في هذه السنة وحبسه.
ومات في العام الآتي فنقل ودفن بالبقيع.
ولقد حكى ابن الأثير في ترجمة الجواد مآثر ومحاسن لم يسمع بمثلها في الأعمار.
سنة تسع وخمسين وخمس مئة
فيها كسر نور الدين الفرنج وأسر الإبرنس.
وذلك أن صاحب ماردين نجم الدين نازل حارم فنجدتها الفرنج واجتمع عليها طائفة من ملوكهم وعلى الكل بيمند صاحب أنطاكية.
ففر صاحب ماردين.
وقصدهم نور الدين فالتقاهم.
فانهزمت ميمنته وتبعتهم فرسان الفرنج فمالت ميسرته على رجالة الفرنج فحصدتهم فلما ردت فرسانهم ردت خلفهم الميمنة ومن بين أيديهم الميسرة.
فأحاط به المسلمون وحمي الحرب واستحر القتل بالفرنج والأسر فأسر صاحب أنطاكية وصاحب طرابلس ومقدم الروم الدوك.
وزادت عدة القتلى على عشرة آلاف وتسلم نور الدين قلعة حارم وفي آخر السنة قلعة بانياس.
وفيها سار ملك القسطنطينية بجيوشه وقصد بلاد الإسلام.
فلما قاربوا مملكة قلج أرسلان جعل التركمان يبيتونهم ويغيرون عليهم في الليل حتى قتلوا منهم نحو العشرة آلاف فردوا بذلة.
وطمع فيهم المسلمون وأخذوا لهم عدة حصون.
ولله الحمد.
وفيها سار جيش نور الدين مع مقدم عسكره أسد الدين شيركوه فدخلوا مصر وقتل الملك المنصور ضرغام الذي كان قد قهر شاور السعدي.
ثم تمكن شاور وخاف من عسكر الشام فاستنجد بالفرنج فنجدوه من القدس وما يليه.
فدخل العسكر بلبيس وحصرهم الفرنج ثلاثة أشهر.
فلما جاءهم الصريخ بما تم على دين الصليب بوقعة حارم صالحوا أسد الدين وردوا.
وفيها توفي أبو أسعد عبد الوهاب بن الحسن الكرماني بقية شيوخ نيسابور.
روى عن أبي بكر بن خلف وموسىبن عمران وأبي سهل عبد الملك الدشتى وتفرد عنهم.
عاش تسعًا وسبعين سنة.
والسيد أبو الحسن علي بن حمزة العلوي الموسوي مسند هراة.
سمع أبا عبد الله العمري ونجيب بن ميمون وأبا عامر الأزدي وطائفة وعاش نيفًا وتسعين سنة.
وأبو الخير الباغبان محمد بن أحمد بن محمد الإصبهاني المقدر.
سمع عبد الوهاب بن منده والمطهر البزاني وجماعة.
وكان ثقة مكثرًا.
توفي في شوال.
ونصر بن خلف السلطان أبو الفضل صاحب سجستان.
عمر مائة سنة.
ملك منها ثمانين سنة.
وكان عادلًا حسن السيرة مطيعًا للسلطان سنجر.