الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على هذا النمط كان تأليف كتاب "الأم" ومطلع هذا النص يدل على أن الربيع بن سليمان هو الذي روى الأم" عن الشافعي.
ويتكرر مثل هذا في عامة النصوص المروية؛ حيث جمع الربيع بعض كتب الشافعي، وسماه بهذا الاسم، بعد أن سمع منه هذه الكنية، وما فاته سماعه نبيه، وما وجده بخط الشافعي ولم يسمعه بينه أيضا، وقد اختصر كتاب "الأم" إسماعيل بن يحيى المزني وطبع المختصر ملحقا بكتاب "الأم" في الطبعة الأنفة الذكر.
كتاب "الرسالة
":
وكتاب "الرسالة" الذي أحرز فيه الشافعي قصب السبق في وضع علم أصول الفقه هو الكتاب الثاني للشافعي الذي يتضمن قواعد مذهبه؛ حتى قال فخر الدين الرازي فيه: "اعلم أن نسبة الشافعي إلى علم الأصول كنسبة أرسطو إلى علم المنطق، وكنسبة الخليل بن أحمد إلى علم العروض".
وقال صاحب كشف الظنون، وأول من صنف فيه - أي في علم أصول الفقه الإمام الشافعي، ذكره الإسنوي في التمهيد، وحكى الإجماع فيه.
وقال فيها عبد الرحمن بن مهدي: "لما نظرت الرسالة للشافعي أذهلتني، لأنني رأيت كلام رجل عاقل، فصيح ناصح، فإني لأكثر الدعاء له".
وقد حقق "الرسالة" أحمد محمد شاكر عن أصل بخط الربيع بن سليمان كتبه في حياة الشافعي، ولم يدخله في كتاب "الأم".
ويروى الشيخ أحمد شاكر أن: كتاب "الرسالة" ألفه الشافعي مرتين، ولذلك يعده العلماء في فهرسه مؤلفاته كتابين: الرسالة القديمة، والرسالة الجديدة.
أما الرسالة القديمة فالراجح عند الشيخ شاكر أنه ألفها في مكة، إذا كتب إليه عبد الرحمن بن مهدي وهو شاب أن يضع له كتابا فيه معاني القرآن ويجمع قبول الأخبار فيه، وحجة الإجماع، وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة،
فوضع له كتاب "الرسالة"، كما روى ذلك الخطيب بإسناده في تاريخ بغداد، وكان عبد الرحمن بن مهدي إذا ذاك في بغداد.
ولكن الفخر الرازي يقول في كتاب "مناقب الشافعي": "اعلم أن الشافعي رضي الله عنه، صنف كتاب الرسالة ببغداد، ولما رجع إلى مصر أعاد تصنبف كتاب الرسالة، وفي كل واحد منهما علم كثير".
قال الشيخ أحمد شاكر: أياما كان فقد ذهبت الرسالة القديمة، وليس في أيدي الناس الآن إلا الرسالة الجديدة، وهي هذا الكتاب.... والظاهر عندي أنه أعاد تأليف كتاب "الرسالة" بعد تأليفه أكثر كتبه التي في "الأم" لأنه يشير كثيرا في الرسالة إلى مواضع مما كتب هناك. والراجع أنه أملي كتاب "الرسالة على الربيع إملاء".
والشافعي لم يسم "الرسالة" بهذا الاسم؛ إنما يسميها "الكتاب"، أو يقول:"كتابي" أو "كتابنا".... ويظهر أنه سميت "الرسالة" في عصره بسبب إرساله إياها لعبد الرحمن بن مهدي. وقد غلبت عليها هذه التسمية. وكتاب "الرسالة" أول كتاب ألف في "أصول الفقه" بل هو أول كتاب ألف في "أصول الحديث".... وقال بدر الدين الزركشي في كتابه "البحر المحيط" في الأصول -وهو لا يزال مخطوطا حتى الآن: "الشافعي أول من صنف في أصول الفقه، صنف فيه كتاب الرسالة، وكتاب أحكام القرآن، واختلاف الحديث، وإبطال الاستحسان، وكتاب جماع العلم وكتاب القياس".
وقد عني أئمة العلماء السابقين بشرح هذا الكتاب كما ظهر لنا من تراجم بعضهم، ومن كتاب "كشف الظنون".
1-
أبو بكر الصيرفي محمد بن عبد الله، كان يقال: إنه أعلم خلق الله بالأصول بعد الشافعي، مات سنة 330هـ، ذكر شرحه في كشف الظنون، وطبقات الشافعية، والزركشي في خطبة البحر.