الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على إمداد هذه المؤتمرات بالمفيد القيم من البحوث والنظريات، وموسوعة الفقه الإسلامي، تيسر معرفة الأحكام الفقهية، وتيسر عرضها في هذه المجالات.
مشاريع موسوعة الفقه الإسلامي
مشروع كلية الشريعة بجامعة دمشق
…
مشاريع موسوعة الفقه الإسلامي 1:
لقد نجم عن الشعور بالحاجة إلى موسوعات فقهية تيسر سبيل البحث الفقهي أن قامت عدة مشاريع نذكر منها ما يلي:
1-
مشروع كلية الشريعة بجامعة دمشق:
حين أنشئت "كلية الشريعة" في دمشق، وتولى عمادتها الداعية الإسلامي الدكتور "مصطفى السباعي" رحمه الله قام بأوجه نشاط عدة، مستعينا برجال مختارين من الهيئة العامة في جامعة دمشق ومن خارجها.
وكان من ثمار ذلك مشروع موسوعة الفقه الإسلامي الذي تبنته الكلية وصدر به مرسوم جمهوري رقم 1711 بتاريخ 3/ 5 / 1956م.
وقد تضمنت مواد هذا المرسوم الخطوط العامة للمشروع:
المادة الأولى: تصدر كلية الشريعة في الجامعة السورية موسوعة "دائرة معارف" للفقه الإسلامي، غايتها صياغة مباحث الفقه الإسلامي بمختلف مذاهبه، وإفراغها في مصنف جامع مرتب، على غرار الموسوعات القانونية الحديثة بحث:
أ- يعرض مواد الفقه الإسلامي عرضا علميا حديثا.
ب- ويسهل الرجوع إلى نصوصه في كل موضوع، للاستفادة منها إلى أبعد حد.
جـ- ويرشد الباحثين إلى مصادر هذا الفقه، ومواطن كل بحث فيه.
المادية الثانية: توضع موسوعة الفقة الإسلامي هذه باللغة العربية، ولمجلس
1 انظر "تراث الفقه الإسلامي" للدكتور جمال الدين عطية.
الجامعة السورية، بناء على اقتراح كلية الشريعة، أن يترجمها إلى اللغات الأخرى، أو يسمح بترجمتها إليها بشروط يحددها.
المادية الثالثة: يشرف على إصدار هذه الموسوعة وما يتصل بها "لجنة موسوعة الفقه الإسلامي" يؤلفها مجلس الجامعة، بناء على اقتراح "مجلس كلية الشريعة" على ألا يتجاوز عددها سبعة أشخاص.
هذا وقد تألفت "لجنة موسوعة الفقه الإسلامي" من: الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله والدكتور أحمد السمان رحمه الله والأستاذ مصطفى الزرقا، والدكتور معروف الدواليبي، والدكتور يوسف العش.
ورأت هذه اللجنة بعد البحث والدراسة أن المرحلة الأولى للعمل تقتضي تحقيق أمرين:
أ- تحديد الموضوعات الفقهية التي تبحث في الموسوعة تحت عنوان مفرد -أي كلمة مفردة- دون مراعاة لترتيب أبواب الفقه المعروفة.
ب- فهرسة ما أمكن من أمهات كتب الفقه المعتمدة، وترتيب تلك الفهارس على الحروف الأبجدية، ليسهل على من يشارك في تحرير الموسوعة الرجوع إلى ما يريد دون مشقة1، وكان معجم "المحلى" لابن حزم الظاهري أول عمل لخدمة المشروع، وهو يورد الكلمة بصيغتها الاصطلاحية بما فيها من حروف أصول وزوائد، ويحيل إلى أماكنها ويذكر خلاصة الحكم الفقهي الذي استقر عليه ابن حزم؛ ففي حرف الألف مثلا يوجد الكلمات: آل البيت، آنية، آب، إباحة، إبراء، أبكم، إبليس، أبو بكر، إجارة، اجتهاد، أجرة، إجماع، إجهاض، أحباس، احتكار، إحداد، إحرام، إحصار، وهكذا
…
1 قام الأستاذ محمد المنتصر الكتاني بفهرسة كتاب "المحلى" لابن حزم، والأستاذ أحمد مهدي الحضر بفهرسة كتاب "حاشية ابن عابدين" والأستاذ محمد الأشقر أخيرا بفهرسة المغني" لابن قدامة.
منهج الموسوعة:
ويتلخص منهج الموسوعة في الأمور الآتية:
1-
غاية الموسوعة: الغاية من الموسوعة هي جمع التراث الفقهي المبعثر في كتب الفقه الإسلامي على اختلاف مذاهبها، جمعا مرتبا ميسرا توجيهيا؛ بحيث يكون مادة قريبة التناول للباحث، وهاديا لمن يريد التوسع إلى المصادر نفسها.
2-
المذاهب: يترتب على هذه الغاية من الموسوعة أن تكون الموسوعة حاوية لكل المذاهب والآراء في الفقه الإسلامي بقدر الإمكان؛ فيجب أن تتضمن المذهب الحنفي، والمالكي، والشافعي، والحنبلي، كما يجب أن تتضمن أيضا مذاهب أخرى كالظاهري، والزيدي، والإمامي، والإباضي.
وخوفا من التكرار رأت لجنة الموسوعة اتخاذ المذهب الحنفي- باعتباره المذهب السائد في البلاد- أساسا لعرض الموضوع ثم تذكر وجوه الخلاف بين هذه المذهب والمذاهب الأخرى؛ إلا إذا اقتضى البحث في موضوع من الموضوعات اختيار مذهب أساسي آخر أوسع من المذهب الحنفي، كما في مسألة الشروط في العقود؛ فإن دائرة الشروط الصحيحة في المذاهب الحنفي أضيق منها في مذاهب أخرى، كالمذهب الحنبلي، فيحسن عرض الموضوع على أساس الاجتهاد الحنبلي.
3-
طريقة الموسوعة وترتيبها:
أ- فضلت اللجنة ترتيب الموسوعة حسب الحروف الهجائية "أ- ب - ت- ث - ج" إلخ
…
ب- ترد كل مادة تحت الحرف الأول لها؛ فكلمة: "إجارة" ترد تحت حرف الألف، وكلمة "بيع" تحت حرف الباء، وكلمة "صلاة" تحت حرف الصاد..... وهكذا....
جـ- والعبرة من تحديد الحرف الأول من الكلمة، بالكلمة الفقهية نفسها لا بأصولها.
المجردة، ولا بالمصدر، باعتبار الموسوعة سجلا فقهيا، وليس قاموسا لغويا؛ فالكلمة الفقهية أقرب إلى ذهن الباحث من الأصل المجرد أو مصدرها، فكلمة "مزارعة" مثلا تأتي تحت حرف الميم، ولا تحت حرف الزاي.
د- ويحال عقب البحث إلى المواد المتشابهة، أو المشتركة، أو المتصلة؛ ففي البيع مثلا، يوجه نظر القارئ للرجوع إلى "مقايضة" وإلى "سلم" وإلى "صرف".
4-
تقسيم الموضوعات: تقسم الموضوعات إلى ثلاثة أقسام
أ- موضوعات شاملة: كالبيع.
ب- موضوعات مستقلة: كالخيار؛ فهو داخل في موضوعات شاملة كالبيع، ولكنه يكون موضوعات مستقلة.
جـ- مواد إحالة: وهي التي تدخل في الموضوعات الشاملة أو المستقلة؛ ولكن يجب إيرادها تحت حرفها، ثم الإحالة إلى مواضعها تسهيلا على الباحث.
مثال "مثمن": ترد في حرف الميم، ولكن يحال الباحث إلى مادة "مبيع" وهكذا
…
وعلى الكاتب في كل حال أن يذكر المراجع بطبعاتها.
5-
أسلوب الكتابة: يجب على الكاتب أن يعرض الموضوع بأسلوب خال من التعقيد اللفظي، ويحسن أن أمكن أن يستعمل الكاتب عبارة الكتب الفقهية نفسها، إذا وجد عبارة من كتاب فقهي تؤدي إلى المعنى بوضوح وبساطة؛ فينقلها بذاتها بين قوسين، محيلا إلى المرجع الذي نقلت عنه.
6-
مراحل العمل: ويجتاز هذا العمل الضخم مراحل:
أ- المرحلة الأولى: وهي مرحلة جمع ألفاظ الفقه الإسلامي من كتب المذاهب الأربعة المعروفة، ومذهب أهل الظاهر.
ب- المرحلة الثانية: هي مرحلة وضع المخططات للبحوث على ضوء الألفاظ المستخرجة في المرحلة الأولى.