الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقتولا قتل الشهداء؛ بيد أبي لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة، وترك الأمر شورى بين الستة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض: علي، وطلحة، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وعثمان، والزبير، وكانت وفاته سنة 23 هجرية بعد عشر سنوات ونصف أمضاها في الخلافة.
علي بن أبي طالب:
هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، أبو الحسن، ولد قبل البعثة بعشر سنين على الصحيح، وتربى في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أول الناس إسلامًا في قول كثير من أهل العلم، ولم يفارق رسول الله، وشهد معه المشاهد كلها، إلا غزوة تبوك، وقال له بسبب تأخيره بالمدينة "ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي" وزوجه بنته فاطمة، وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد ولما آخى النبي صلى الله عليه بين أصحابه قال له:"أنت حي".
ومناقب على كثيرة حتى قال الإمام أحمد: لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي، وقد علل العلماء كثرة ما أثر من مناقبه بما كان من بغض بني أمية له؛ فحرص كل من لديه علم بمنقبه له من الصحابة على أن يثبتها، بيانا لرفعة شأنه، وعلو منزلته، وإن كان الرافضة قد ولدوا له مناقب موضوعة هو في غنى عنها، وتتبع النسائي ما خص بعلي من دون الصحابة؛ فجمع من ذلك شيئا كثيرا بأسانيد، أكثرها جيد لا بأس به.
واشتهر على بالفروسية، والشجاعة والإقدام، وفي يوم خيبر قال صلى الله عليه وسلم:"لأدفعن الراية غدًا إلى رجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه"؛ فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غدوا كلهم يرجو كل واحد منهم أن يعطاها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أين علي بن أبي طالب"؟ فقالوا: هو يشتكي عينيه، فأتى به فبصق في عينه، فدعا له، فبرأ
فأعطاه الراية، قال عمر: ما أحببت الإمارة إلا ذلك اليوم. ولما دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية لعلي أسرع، فجعلوا يقولون له: أرفق، حتى انتهى إلى الحصن، فاجتذب بابه، فألقاه على الأرض، ثم اجتمع عليه سبعون رجلا حتى أعادوه. ولبس ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة، وقد قصد المشركون قتل رسول الله وأحاطوا ببيته؛ فلما أصبحوا رأوا عليا، وذلك منتهى ما تكون عليه رباطة الجأش، والتضحية في سبيل الله وافتداء نبيه.
وكان على أحد رجال الشورى الذين نص عليهم عمر في الخلافة فعرضها عليه عبد الرحمن بن عوف وشرط عليه شروطا امتنع من بعضها؛ فعدل عنه إلى عثمان فقبلها، فولاه وسلم على وبايع عثمان، فلما قتل عثمان بايعه الناس، ثم كان من قيام جماعة من الصحابة: طلحة، والزبير، وعائشة في طلب دم عثمان، وكانت موقعة الجمل، ثم موقعة صفين، حيث قام معاوية في أهل الشام يطالب بدم عثمان، وكان رأي على أنهم يدخلون في الطاعة، ثم يقوم ولي دم عثمان فيدعى به عنده، ثم يعمل معه ما يوجبه حكم الشريعة المطهرة، وكان من خالفه يقول له: تتبعهم واقتلهم؛ فيرى أن القصاص بغير دعوى ولا إقامة بينة لا يتجه، وكل من الفريقين مجتهد، بينما اعتزل ذلك كله فريق من الصحابة ولم يدخلوا في شيء من القتال.
وبرز علي بن أبي طالب في العلم والفقه، وتصدى للفتيا بعد النبي صلى الله عليه وسلم وكان عمر يتعود من معضلة ليس لها أبو الحسن، وكان ابن عباس يقول: إذا جاءنا الثبت عن علي لم نعدل به، وكان على يقول: سلوني، سلوني عن كتاب الله تعالى؛ فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أنزلت بليل أو نهار.
وقد انتشرت أحكام على وفتاواه، ولكن الشيعة أفسدوا كثيرا من علمه بالكذب عليه؛ ولذلك فإن أصحاب الحديث من أهل الصحيح لا يعتمدون من حديثه وفسواه إلا ما كان من طريق أهل بيته، وأصحاب عبد الله بن مسعود كعبيدة السلماني، وشريح، وأبي وائل ونحوهم، وكان رضي الله عنه يشكو عدم