الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خصائص التشريع في القرآن والسنة:
1-
المعروف والمنكر:
تهدف الشريعة الإسلامية إلى تأسيس الحياة الإنسانية على المعروف، وتجنبها للمنكر، وتقوم دعوتها على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والمعروف، هو: الخير الذي يوافق {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} 1 وعرف في الشرع حسنه.
والمنكر، هو: الذي ينافي هذه الفطرة، وعرف بالشرع قبحه.
ولا تكتفي الشريعة الإسلامية ببيان المعروف وتعداد أنواعه، ولكنها ترسم للإنسانية، منهاج الحياة المتكامل على وجه ينمي فيها المكارم والفضائل، ويبعث فيها روح الخير، ويساعدها على النماء والرقي، ويجب إليها فعل المعروف بكافة صوره.
كما لا تكتفي بالنهي عن المنكر وبيان الرذائل، وإنما توضح مضارها، وتحذر من اقترافها حتى يصير المجتمع المسلم مجتمعاس فاضلا نظيفا.
والمعروف درجات:
فمنه: الواجب الذي ورد بصيغة ملزمة تفرض القيام به، لأهميته في صلاح الفرد وصلاح المجتمع.
ومنه: المندوب الذي ترغب الشريعة فيه لاستكمال الخير وتنميته.
ومنه: المباح، الذي لا يتعلق بتركه محظور، ولا يترتب على فعله أثر ظاهر في التقوى، ولا يقتصر هذا على ما أذن الشرع فيه، بل يتناول ما لا يخالف أمرا من أمور الشريعة، فدائرته أعم وأوسع.
وكذلك الشأن في المنكر، ليس على درجةواحدة.
1- الروم: 30.
فمنه: المحرم الذي يجب اجتنابه، وورد، النهي عنه لما يترتب عليه من شر يفسد الحياة الفردية والحياة الجماعية.
ومنه المكروه الذي يكون دون ذلك، فما يخل بواجب الصلاح، ويحول دون وصول الناس إلى مراتب الرقي في التقرب إلى الله والدرجات العلا في الحياة الآخرة.
وهذه الأنواع هي المعروفة في الاصطلاح بأقسام الحكم التكليفي. ولها أدلتها من الكتاب والسنة.
2-
شمول الشريعة:
وهذه الأحكام التكليف في المعروف والمنكر، جاءت شاملة لشعب الحياة كلها، في العقيدة وما يتصل بها من عالم الغيب.
وفي العبادات وكيفيتها وتفصيلها.
وفي المعاملات اللازمة لحياة الجماعة في تبادل المنافع.
وفي حياة الأسرة منذ تكوين نواتها الأولى في بناء الحياة الزوجية، وما يتلو ذلك من عشرة ولد.
وفي شئون الحكم وأسسه وتبعاته، وواجبات كل من الراعي والرعية. وفي القضايا المالية والاقتصادية والإدارية.
وفي حالات الحرب والسلم، والعلاقات بالأمم الأجنبية.
وفي الحياة الخاصة للفرد بالأكل والشرب واللباس والكلام ونحو ذلك.
فما من ناحية من هذه النواحي إلا وتناولتها الشريعة الإسلامية في القرآن والحديث بالنص أو الفحوي، وأوضحت فيها الخير من الشر، والطيب من الخبيث، والصحيح من الفاسد، في صورة كاملة لنظام الحياة في الإسلام الذي يجب أن يقوم على فعل الحسنات وتنميتها، وتجنب السيئات والعمل على استئصالها
3-
الشريعة كل لا يقبل التجزئة:
وهذا المنهج التشريعي لفروع الحياة الإنسانية بكافة صورها، يمثل وحدة متكاملة لا تقبل التجزئة، هذه الوحدة هي التي تسمي "إسلاما" فلا يجوز أن يأخذ الناس بعض هذه الشريعة دون بعض، لأن جوانبها المختلفة هي التي تكون بمجموعها "دين الله" والأخذ بجزء دون آخر يخل بهذه الشريعة، ويشوه حقيقتها، والمجتمعات التي تنتسب إلى الإسلام، وتعمل بجانب منه وتترك جوانب أخرى، لا يتحمل الإسلام أوزارها ومفاسدهان فالإسلام: عقيدة وعبادة، وخلق وتشريع ومنهج حياة.
أرأيت شجرة باسقة مورقة مثمرة، يتفيأ الناس ظلالها، ويأكلون من ثمارها ويستروحون عبير أزهارها؟
إنها شجرة مكتملة الخصائص تؤدي نفعها لخير الإنسانية.
فشريعة الإسلام تلك الشجرة، والعقيدة جذورها، والعبادات ساقها، والمعاملات أفنانها، والأخلاق أوراقها، والأخوة والعزة والجنة قطوفها، فإذا أتيت إلى هذه الشجرة وأسقطت ثمارها وأوراقها، ولم يبق إلا جذورها، بل أتيت على هذه الجذور بالتحريف والتأويل، فهل نستطيع بعد ذلك أن نقول: إن هذه هي الشجرة الباسقة المثمرة المورقة؟
4-
نصوص الشريعة الإسلامية وكفايتها بحاجة البشرية:
ونصوص الشريعة الإسلامية في الكتاب والسنة، منها القطعي، ومنها المحتمل:
أ- أما القطعي: فهو الأحكام الصريحة القطعية الواردة في القرآن والسنة الصحيحة. وهذه الأحكام بينت أصول الحلال والحرام، وتناولت القواعد العامة التي تبني عليها الحياة الإنسانية في الإسلامن وهي تقرر الأمور الثابتة في الشريعة التي لا يختلف حكمها باختلاف الزمان والمكان.