الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قسم غنائم اليرموك وكان زيد يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ويكتب له الرسائل، روى عنه أنه قال: أتى بي النبي صلى الله عليه وسلم مقدمة المدينة، فقيل هذا من بني النجار، وقد قرأ سبع عشرة سورة، فقرأت عليه، فأعجبه ذلك، فقال: تعلم كتاب يهود فإني ما آمنهم على كتابي، ففعلت، فما مضى لي نصف شهر حتى حذفته، فكنت أكتب له إليهم، وإذا كتبوا إليه قرأت له.
وهو الذي جمع القرآن في عهد أبي بكر، وقال له أبو بكر: إنك شاب عاقل، لا نتهمك، وكان زيد من علماء الصحابة الأجلاء، يؤمه الناس في القضاء والفتوى والقراءة والفرائض.
عن الشعبي قال: ذهب زيد بن ثابت ليركب فأمسك ابن عباس الركاب؛ فقال: تنح يا ابن عم رسول الله، قال: لا، هكذا نفعل بالعلماء والكبراء، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أفرضكم زيد"، ومات رضي الله عنه سنة خمس وأربعين على إحدى الروايات، وهو قول الأكثر.
وقال أبو هريرة حين مات: "اليوم مات حبر هذه الأمة، وعسى الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفا" ولما مات رثاه حسان بقوله:
فمن للقوافي بعد حسان وابنه
…
ومن للمعاني بعد زين بن ثابت
عبد الله بن عمر:
هو عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل، القرشي العدوي، ولد سنة ثلاث من البعثة، أو دون ذلك، وأسلم مع أبيه وهاجر، وعرض على النبي صلى الله عليه وسلم ببدر فاستصغره، ثم بأحد فاستصغره كذلك، ثم بالخندق فأجازه، وهو يومئذ ابن خمس عشرة سنة كما ثبت في الصحيح.
وكان ابن عمر يتحفظ ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويسأل من حضر إذا غاب عن قوله وفعله، وكان يتبع آثاره في كل مسجد صلى فيه، وكان يعترض براحلته في الطريق الذي رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض ناقته، وكان لا يترك الحج، وإذا وقف بعرفة يقف في الموقف الذي وقف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أحد المكثرين من الحديث.
وعرف ابن عمر بالزهد والتوى والصلاح والنسك، ولما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل"، كان لا ينام من الليل إلا قليلا.
وعن نافع أن ابن عمر كان يحيى الليل صلاة، ثم يقول: يا نافع، أسحرنا، فيقول: لا، فيعاود، فإذا قال: نعم، قعد يستغفر الله حتى يصبح، وقال ابن مسعود: إن أملك شباب قريش لنفسه في الدنيا عبد الله بن عمر.
ومع ذكاء ابن عمر ودقة فهمه، إلا أنه وجه عنايته لحفظ الآثار والتدقيق في نقلها، وحمله الورع على ألا يكثر من الفتوى.
قال الشعبي فيه: كان جيد الحديث، ولم يكن جيد الفقه.
وقال ابن الأثير: كان ابن عمر شديد الاحتياط والتوقي لدينه في الفتوى، وكل ما تأخذه به نفسه، حتى أنه ترك المنازعة في الخلافة، مع كثرة ميل أهل الشام إليه، ومحبتهم له، ولم يقاتل في شيء من الفتن، ولم يشهد مع على شيئا من حروبه.
وتوفي رضي الله عنه بمكة بعد الحج سنة ثلاث وسبعين عن أربعة وثمانين عاما.