الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان يقول: لا تملئوا أعينكم من أعوان الظلمة، إلا بإنكار من قلوبكم، لكي لا تحبط أعمالكم.
وكان ولادته لسنتين مضتا من خلافة عمر رضي الله عنه، وتوفي سنة ثلاث وتسعين للهجرة على الراجح.
عروة بن الزبير:
هو أبو عبد الله "عروة بن الزبير" بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي.
وهو أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، وأبوه الزبير بن العوام أحد الصحابة العشرة المشهود لهم بالجنة.
وهو ابن صفية عمة النبي صلى الله عليه وسلم وأم عروة المذكور "أسماء بنت أبي بكر الصديق" رضي الله عنه.
وهي ذات النطاقين، وإحدى عجائزة الجنة.
وعروة شقيق أخيه عبد الله بن الزبير؛ بخلاف أخيهما مصعب؛ فإنه لم يكن من أمهما، وقد ورث عنه الرواية في حروف القرآن، وسمع خالته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها. روى عنه ابن شهاب الزهري وغيره.
وكان عالما صالحان وأصابته الأكلة في رجله، وهو بالشام عند الوليد بن عبد المطلب قطعت رجله في مجلس الوليد، والوليد مشغول عنه بمن يحدثه؛ فلم يتحرك ولم يشعر الوليد أنها قطعت، حتى كويت فشم رائحة الكي، هكذا قال ابن قتيبة في كتاب "المعارف" ولم يترك ورده هذه الليلة، ويقال إنه مات ولده محمد في تلك السفرة، دخل دار دواب عبد الملك، فضربته دابة، فخر ميتا؛ فلما عاد إلى المدينة قال:{لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} 1.
1 الكهف: 26.
وعاش بعد قطع رجله ثماني سنين.
وكان أحسن من عزاه إبراهيم بن محمد بن طلحة، فقال له:
"والله ما بك حاجة إلى المشي، ولا أرب في السعين وقد تقدمك عضو من أعضائك وابن من أبنائك إلى الجنة، والكل تبع للبعض إن شاء الله تعالى، وقد أبقى الله لنا منك ما كنا إليه فقراء، وعنه غير أغنياء، من علمك ورأيك، نفعك الله وإيانا به، والله ولي ثوابك، والضمين بحسابك".
وكان يقرأ القرآن كل يوم نظرا في المصحف، ويقول به الليل، ولما دعي الجزار لقطع رجله، قال له: نسقيك الخمر حتى لا تجد لها ألما، فقال: لا أستعين بحرام الله على ما أرجو من عافيته، قالوا: فنسقيك المرقد1، قال: ما أحب أن أسلب عضوا من أعضائي وأنا لا أجد ألم ذلك فأحتسبه ودخل عليه قوم أنكرهم، فقال: من هؤلاء؟ قالوا: يمسكونك فإن الألم ربما عزب معه الصبر، قال: أرجو أن أكفيكم ذلك من نفسي. ولما بلغ السكين العظم وضع عليها المنشار فقطعت وهو يهلل ويكبر، وحسمت بالزيت، ثم أخذ ما قطع من رجله في يده وقلبه وقال:"أما والذي حملني عليك إنه ليعلم أني ما مشيت به إلى حرام، أو قال "معصيته".
ولما قدم المدينة قال: "اللهم إنه كان لي أطراف أربعة، فأخذت واحدا وبقيت لي ثلاثة، فلك الحمد، وايم الله لئن أخذت لقد أبقيت، ولئن ابتليت لطالما عافيت".
ولما قتل أخوه عبد الله، قدم عروة على عبد الملك بن مروان، فقال له يوما: أريد أن تعطيني سيف أخي عبد الله؛ فقال له: هو بين السيوف، ولا أميزه من بينها، فقال عروة: إذا أحضرت السيوف ميزته أنا، فأمر عبد الملك بإحضارها؛ فلما حضرت أخذ منها سيفا مفلل الحد، فقال: هذا سيف أخي، فقال عبد الملك:
1 المرقد: دواء يرقد شاربه.