الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم دخلت سنة 1281 ه
ـ
في هذه السنة أرسل السلطان عبد العزيز خان طوقًا من فضه للحجر الأسود، وذلك بأنه لما انكسر الطوق الأول وحشي مكانه زنك أسود بعث السلطان العثماني بدله في هذه السنة فوصل إلى مكة في 14 من رمضان وابتدئ في تركيبه من الغد بعد قلع الطوق الأول الذي أرسله عبد المجيد، وكان أمير مكة حينئذ الشريف عبد الله بن محمد بن عون وشيخ الحرم إذ ذاك اسمه وجيهي باشا.
وفيها سار عبد الله بن الإمام بجنود المسلمين فتوجه إلى الأحساء وكانت بادية نعيم وأخلاط من آل مرة وغيرهم قد أكثروا الغارات في أطراف الأحساء، فعدا عليهم وصبحهم وهم على حلبون، فأخذهم وقتل منهم عدة رجال منهم جبر بن حام شيخ نعيم؛ وابنه محمد بن جبر، وأقام ابن الإمام على حلبون أيامًا، ثم عدا على آل مرة ومن معهم من المناصير فأخذهم، واتفق أنه في مغزاه ذلك صادف ركبًا من العجمان فأخذهم وقتلهم ثم توجه راجعًا ونزل على النجيبة فقسم الغنائم، ثم قفل منها إلى الرياض وأذن لمن معه من أهل النواحي بالرجوع إلى أوطانهم.
وفيها أنشأ الشيخ الإمام أحمد بن علي بن مشرف قصيدة في ذكر مآثر الإمام فيصل بن تركي، ويتبادر إلى الفكر أنها آخر قصائده التي قالها في حياته:
على الوالي المهذب خير وال
…
إمام المسلمين أخي المعالي
سلام فاق عرف المسك نفحًا
…
بنظم مثل منظوم اللآلي
تضمن مدحه بخصال مجد
…
حواها وهي من خير الخصال
عفاف ثم اقدام وحزم
…
وجود بالمكارم والنوالي
ثم امتدحه بالنداء والبشاشة والشجاعة إلى أن قال:
فإن تطلب له في العصر مثلًا
…
فقد حاولت إدراك المحال
تتبعنا ذخائره جميعًا
…
فلم نبصر له من كنز مال
ولكن كنزه التقوى وظن
…
جميل فى المهيمن ذي الجلال
وبط الأعرجيات العوادي
…
وجمع البيض والسمر العوال
وتقليد الرجال بكل طوق
…
من المعروف ذي قدر وبال
بطلعته الزمان زها افتخارًا
…
ولم تكتم أياديه الليالي
سيشكر فضله من كان حرًا
…
ولكن أين أحرار الرجال
فأهل العصر مثل الطير طبعًا
…
بخفتها وأحلام السعال
فإن جربت أكثرهم تجدهم
…
على صنفين ختال وقال
علامات النفاق بهم تراها
…
ثلاث هن من شر الخلال
خيانتهم وإخلاف لوعد
…
وكثرة كذبهم عند المقال
فسل على البوادي سيف عزم
…
وقائلهم على منع العقال
وأدبهم إذا انتبهوا وعاثوا
…
بحد المرهفات وبالنكال
وأنى من سيوفك لست انبوا
…
أنا فح من قلاك ولا أبالي
واسنج في علاك برود مدح
…
وأدراعا تقي وقع النصال
فإن فقت الملوك وأنت منهم
…
فإن المسك بعض دم الغزال
ودونك من بنات الفكر بكرًا
…
حكت حسن الغزالة والهلال
إليك أتت من الأحساء تطوى
…
لها البيد بحل وارتحال
وفيها توفى الشيخ إبراهيم بن حمد بن عيسى رحمه الله تعالى وعفى عنه، وكانت وفاته في آخر ليلة عرفه من هذه السنة، وهذه ترجمته:
هو الشيخ الإمام العالم العلامة الفقيه الفاضل إبراهيم بن حمد بن حمد بن عبد الله بن عيسي قاضي بلدان الوشم في شقراء، ولاه الإمام فيصل بن تركي رحمه الله القضاء في بلد شقراء جميح بلدان الوشم، فباشره بعفة وديانة وصيانة وتثبت وتأن في الأحكام وكتب كثيرًا من الكتب الجليلة بخطه المتوسط في الحسن الفائق في الضبط، وحصل كتبًا كثيرة نفيسة في كل فن على كل كتاب منها تهميش وتصحيح وجلب فوائد وتنبيهات وأجاب على مسائل عديدة في الفقه بجوابات حسنة سديدة،