الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورأيه، وكان عطاؤه عضاء من وثق بالله بحيث لا يخشى الفقر، وكان كثير اللهج بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، وعليه سيما الهيبة التي لم تحصل للملوك ولا للأمراء، ولم نسمع بها لغيره من العلماء والرؤوساء مع تواضعه ولين جانبه وخفض جناحه لطلاب العلم والسائل والمستفد وذي الحاجة والفاقة.
وبالجملة ففضائله أكثر من أن تحصر؛ وأشهر من أن تذكر، ولقد تضمخت ألسنة أعدائه بمسبته في أول ظهوره حسدًا وبغيًا كما قال الشاعر:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه
…
فالقوم أعداء له وخصوم
ومع ما يسمع من الأذى وينقل إليه وينمي يتضرع إلى فاطره أن يشرح صدور أعدائه للحق، وأن يسهل لهم قبوله ويعاملهم بعد القدرة بالصفح والعفو والمغفرة، ويسارع إلى قبول معذرة من جاء إليه معتذرًا من العلماء والرؤوساء لما وفدوا إليه منقادين وأذلهم الله بين يديه، فما وبخ ولا أهان بل أبدى البشاشة والعطف كأن لم يصدر منهم شيء، وهذه صفات كما قال الله عنه:{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 35]، ولو أرخينا عنان القلم لطال الكلام ولخرجنا عن المقصود.
ذكر مؤلفات الشيخ
أما مؤلفاته فهي الموارد العذبة اليانعة تدل على قدر مؤلفها وفضله ومكانته في العلم، إذ هو العالم الذي لا يبارى والجواد الذي لا يجارى، نفع الله بها المسلمين وجعلها للموحدين وهي عديدة ومسائلها مفيدة،
فمنها كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد، وهو كتاب لم ينسج مصنف على منواله، ولقد بارك الله بهذا المؤلف وشرحه العلماء، مثل الشيخ سليمان بن عبد الله، والشيخ عبد الرحمن بن حسن، والشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن، والشيخ حمد بن عتيق.
ومنها كتاب كشف الشبهات الذي غدا بين الأمة جواهر لا قيمة لها.
ومنها كتاب ثلاثة الأصول، وشروط الصلاة وأركانها وغير ذلك، ثم ختمه
بأربع القواعد، وكان لا يستغني عنها مبتدي ولا منتهي.
وكتاب مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد.
وكتاب أصول الإيمان.
وكتاب فضائل الإسلام.
وكتاب الكبائر.
وكتاب آداب المشي إلى الصلاة، وهو هذا المتداول في أيدي الناس، قد جعل الله له قبولًا بين الأمة، وهو مأخوذ من شرح الإقناع.
وكتاب نصيحة المسلمين.
وكلامه على القرآن أكثر من مجلد.
ومختصر الإنصاف والشرح الكبير في مجلد ضخم.
وكتاب مختصر الهدى.
وكتاب مختصر سيرة ابن هشام، وهذه الثلاثة من أحسن ما يكون.
ومسائل الجاهلية التي خالف فيها الرسول أهل الجاهلية، بلغت مائة وتسعًا وعشرين.
وكتاب في الحديث كوضع المنتقى.
وكتاب نواقض الإسلام مردوفًا بعشر درجات تتعلق ببطلان الشرك، ومعاملة أهله، وثمان حالات لإقامة دين الحنيفية، والكلام على بعض فوائد الفاتحة.
أما الرسائل والأجوبة الفقهية والأصولية فإنها كثيرة جدًا لا يمكن استيعابها، وهي بعمومها تدل على إخلاص مؤلفها وصدقه وتحقيقه وبراعته، فنسأل الله تعالى أن يجازيه عن الإسلام وأهله خيرًا.
ولقد بعث إلى أحد إخواني في الله لما بعثه جلالة الملك عبد العزيز إمامًا ومرشدًا في جهة اليمن، لما أن فتحها الله عليه، فأقام هناك ورفقته من الأئمة والمرشدين