الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قد أخذ عليك العهد والميثاق في ذلك كما صرح الله لك بذلك في كتابه العزيز، فأنت استعن بالله وقم بوظيفتك التي أوجب الله عليك وفرضها عليك فإن الله سائلك عما استرعاك واستحفظك من كتابه وسنة نبيه الكريم ومن قام لله قام الله له ومن كان مع الله كان الله معه، وإن كان الله معك فلا تخف من المخلوقين فإن الله ناصرك ومظهرك وكافيك وحاميك وواقيك وحارسك وحافظك ومؤيدك ومظفرك بأعدائك وأعداء ربك فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون جعلنا الله وإياكم من المتقين المحسنين ومن حزبه المفلحين في الدنيا والآخرة ومن جنده الغالبين وأوليائه المنصورين ولا تنسنا من صالح الدعاء كما هو لك مبذول ورد جواب الخط وخبرنا عن أحولكم وأحوال حمولتكم وعيالكم ومحمد العمر لعل أمورهم جميلة وأحوالهم مستقيمة، وكذلك أخبرنا عن أحوال والدتي وإخواتي لعلهم طيبون، وأنا في حوطة بني تميم من عقب وقعة جودة والأخبار عنا منقطعة من قبل الوالدة والأخوات، والخطوط عنا واقفة فأنت لا تغفل عن الجواب بارك الله فيك، طرشه لنا ولو مع بدو ممن يجيئنا من عندكم وعطه حمد العثمان يطرشه علي إن شاء الله وسلم لنا على حمد العثمان وعلى عيالكم وحمولتكم وكافة الإخوان الذين يحبونكم في ذات الله وتحبونهم فيها، ومن لدينا إبراهيم بن عبد الملك وحسين بن حمد وزيد بن محمد وصالح الشتري يسلمون عليكم وأنت عليكم وأنت في أمان الله وحفظه وأنت سالم والسلام.
وفيها قام الحصانا والخراشا قبيلتان من آل بسام في بلد أشيقر على محمد بن إبراهيم بن نشوان فقتلوه بعد صلاة العصر في البلد المذكور، وذلك في 14 من شوال من هذه السنة وذلك لضغائن كانت بين الفريقين، وكان سخيًا جوادًا كريمًا تضرب الأمثال في كرمه رحمة الله عليه.
ثم دخلت سنة 1301 ه
ـ
ففيها جرت واقعة الحمادة المشهورة بين الإمام عبد الله بن فيصل وبين محمد بن عبد الله بن رشيد.
وذلك بأنه لما كان في ربيع الأول خرج الإمام عبد الله بن فيصل من الرياض غازيًا وأمر على أهل بلدان نجد بالجهاد، فنزل على شقراء ودعا بغزو البلدان فقدموا عليه فيها، وأمر على بوادي عتيبة أن ينزلوا الحمادة المعروفة، وكان يريد حرب أهل المجمعة، فنزل عربان عتيبة في الروضة الكائنة في الحمادة وهي التي تسمى أم العصافير ثم ارتحل الإمام عبد الله من شقراء بمن معه من الجنود ونزل على عربان عتيبة هناك، وكان لما علم أهل المجمعة بما دبره لهم الإمام عبد الله فزعوا إلى محمد بن رشيد وأمير بريدة حسن بن مهنا وتابعوا الرسل يستعينونهما ويستحثون بعجلة.
فما كان إلا أن جمع ابن رشيد جنوده من حاضرة الجبل وباديته وزحف من حائل بتلك الجنود متوجهًا إلى بريدة، ولما أن قدمها وجد الأمير حسن بن مهنا قد جند جنوده فيها، فارتحل ابن رشيد وحسن بن مهنا بجنودهما وتوجها لقتال عبد الله بن فيصل ومن معه من عتيبة، ولما التقى الفريقان جرت بينهما وقعة شديدة جدًا، وصارت الهزيمة على عبد الله بن فيصل ومن معه وقتل منهم خلق كثير، ومن مشاهير القتلى الذين من أهل الرياض تركي بن عبد الله بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود بن مقرن، وفهد بن غشيان وفهد بن سويلم وابن عياف رحمهم الله، وقتل أيضًا أحمد بن عبد المحسن السديري أمير الغاط، وقتل من أهل شقراء عبد العزيز بن الشيخ عبد الله أبي بطين، ومحمد بن عبد العزيز بن حسين، وعبد العزيز بن محمد بن عقيل.
وقتل من مشاهير عتيبة عقاب بن شبنان بن حميد، وأقام الأمير محمد بن رشيد بعد هذه الوقعة في الحمادة مدة أيام ثم إنه دعا برؤساء بلدان الوشم وسدير، فقدموا عليه في ذلك الموضع، وأمرَّ في كل بلد من بلدان الوشم وسدير أميرًا على ما تقتضيه إرادته، ورحل من ذلك الموضع راجعًا إلى بلده، وطمع بعد هذه الوقعة في الاستيلاء على نجد وأطمع أهل الأغراض والمقاصد وأخذ يكاتب رؤساء البلدان ويبذل لهم الأموال، واستفحل أمره، وتعتبر هذه الخطوط الثالثة في استيلائه على نجد، وقد ضبط تلك النواحي.