الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيصل طلباته، وكان ذلك أول تأسيس لإمارة الرشيد، فجعله الإمام فيصل أميرًا على حائل.
ولما أن توفى هذا الشجاع سنة 1263 هـ جعل الإمام مكانه ابنه طلال ابن عبد الله، وكان لعبد الله أبنان غيره وهما متعب ومحمد.
فأما متعب فهو الذي تولى الإمارة بعد أخيه طلال.
وأما محمد فكان عقيمًا وهو الذي انتهت إليه ولاية الجبل ونجد بعد آل سعود، وكان لطلال ستة أولاد وهم: بندر وبدر ونايف وأخوتهم.
أما متعب بن عبد الله فكان له ابن وهو عبد العزيز الظالم العنيد.
وكان لنائف ابن طلال ابن اسمه طلال، ولطلال ابنان، وهما: عبد الله ومحمد.
أما عبد العزيز بن متعب فكان له أربعة أولاد، وهم متعب، ومشعل ومحمد وسعود. وكان لمتعب ابن اسمه عبد الله، فهؤلاء فخذ من أولاد علي بن رشيد يسمون آل عبد الله، أما الفخذ الثاني فهم آل عبيد بن علي، وكان لعبيد هذا ابن يسمى حمود العبيد، وكان لحمود أربعة بنين وهم فيصل، وسلطان وسعود وماجد.
وكان لماجد ابن هو عبيد.
رجعنا إلى ما نحن بصدده فنقول: في هذه السنة جدد السلطان عبد العزيز خان مقام الحنفي، وكان قبل هذه العمارة مبنيًا بالحجر الصوان والشميسي فأبدلوا الصوان برخام وأعادوا الأصفر على ما كان، وكان من جهة المغرب عمود في الوسط وقوسان فرفعوا العمود وجعلوه قوسًا واحدًا، وكذلك من جهة الشرق وفرغوا من عمارته في ذي الحجة من هذه السنة.
ذكر ما جرى فيها من الحوادث
ففيها وقع الحادث الفادح والكرب العظيم الجارح الذي شتت المسلمين وفرّق المجتمعين، وذلك بتقدير رب العالمين، وهو وفاة الإمام فيصل رحمه الله تعالى، وكانت وفاته لتسع بقين من رجب سنة 1282 هـ فأصيب القلوب بكلوم فقده
وانقطع من عقد الشمل سلك عقده فما أشبهه بالعين التي قلعت عن مكانها، وأزيلت عن أركانها فأصبح صاحبها يندب بفؤاد موجوع، وقلب بألم الفراق ملسوع، أضف إلى ذلك ما تفتق بموته من مواد الشرور والبلا، فإنا لله وإنا إليه راجعون، إن هي إلا محنة سكبت الدموع من الأجفان ومصيبة أثارت سواكن الأشجان ونائبةً من نوائب الزمان، وهذه ترجمته.
هو الإمام الضرغام والأسد المقدام ومؤطد دعائم الملة والإسلام، والناسك الحبر الهمام سلالة الأكرمين وأمير المؤمنين فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة أبو عبد الله المريدي، ولد سنة 1213 هـ، وتولى الإمامة بعد قتل قاتل أبيه فكان إمامًا عادلًا حليمًا مهابًا، وافر العقل، سمحًا كريمًا جوادًا، حسن السيرة، سهل الأخلاق، محبًا للعلماء، مجالسًا لهم، كثير الخوف من الله تعالى، وقد يسقط السيف من يده إذا خوّف بالله، وكان شجاعًا ثابتًا، اجتمعت فيه جلّ المفاخر والفضائل، ونال من المواهب ما يندر مثلها في الأواخر والأوائل، وطلعت بشائر سعوده وهو ملتف في مهوده، وتقحم عظائم لم يجسر عليها البسلاء من آبائه وجدوده، وسطا على قاتل أبيه سطوة يشيب من هولها المولود، وتابع العرب عليهم حتى جعلهم كلهم خمود، وشب الحرب على عبد الله بن ثنيان مع شدة بأسه وقوة أعوانه ولم يهب شجاعته وبطشه وعظمة عدوانه، واستنقذ الملك بالحرب والضرب من أهل زمانه، وظهر من حبس الترك مرتين وذلك في مصر كرتين، وأخذ الملك قسرًا، وقهر أعدائه قهرًا، فعاد به ظلام الاختلاف فجرًا، ولا خاف في استنقاذ الملك صولة الترك والعلوج الأبطال ولا هاب أشبالًا غصبوا ملكه بل استرده بالقتال وجيش الجيوش برًا وبحرًا وأخذ الممالك طوعًا وجبرًا، وسلكت جنوده في نجد وعمان، وذانت له بالطاعة الأعراب والبلدان، وتوفرت بحسن سياسته مصالح المسلمين، وجمع في سياسته بين الشدة واللين، سياسة تعجز عنها الملوك وأعوانها، وتصلح بها الممالك وسكانها، أقلامه بالعطاء جارية؛ وخزائنه إلى نفع الرعية سارية، وخازنه ليس له حاجة إلا