الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر من توفى فيها من الأعيان
فمنهم الشيخ الإمام العالم العلامة الفاضل عبد العزيز بن حسن بن يحيى قاضي بلد ملهم رحمه الله وعفا عنه، أخذ العلم عن الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأخذ أيضًا عن الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن وتولى قضاء حريملا والمحمل للإمام فيصل بن تركي، وكان عالمًا فاضلًا متواضعًا حسن السيرة عليه آثار التواضع والعلم.
وممن توفي فيها أيضًا الشقي داود بن جرجيس ونذكر شيئًا من ترجمته:
هو داود بن سليمان بن جرجيس البغدادي ويسمى بداود العراقي كان له تخبيط في العقيدة، وميل إلى مذهب عباد الأصنام، وقد تظاهر بالشرك وشطر البردة وزاد الرمد عمى فقبحه الله ما أمقته وكان في بداية أمره أن قدم على الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبي بطين في مبتدأ النصف من القرن الثالث عشر ومعه شيء من كتب المذهب وجلس يتعلم العلم من الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن، فلما كان بعد ذلك طلب منه إجازة في الفتيا في المذهب، فلما حاز الإجازة ذهب إلى بلده وقام بإجازة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبي بطين يتجمل بها، ثم شرع والعياذ بالله يشبه على الناس ويموه بكلام معناه استحالة وقوع الشرك في الأمة المحمدية ويزعم أن دعاء الأموات والغائبين والذبح والنذر لغير الله ليس بشرك.
فلما كان بعد ذهابه بأربع سنين قدم إلى نجد، واتفق بالشيخ أبي بطين معه ورقة فيها شيء من عبارات شيخ الإسلام ابن تيمية يضعها في غير مواضعها، فلما تبين للشيخ حالته باحثه أمره فوجده قد وقع في هوة الردى فدحض حجته وأبان له خطأه، فأذعن في الظاهر ووافق وانقاد، ثم إن الشيخ كتب على ورقة أربع كراسات ردًا عليها سماها بعض الإخوان من طلاب العلم الشريف [الانتصار لحزب الله الموحدين]، ثم إنه طلب بعض الإخوان من الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بيان معنى بعض أبيات في البردة وتشطيرها، فكتب الشيخ عليها قدرًا من ورقتين
فاشمأز بعض الأشرار والذين في قلوبهم مرض ونفاق، واعتراض على ما كتبه بكلام قد ضمنه شركًا عظيمًا فكتب الشيخ على كلامه قدر ثلاث كراسات فرفع أولئك الأشرار رد الشيخ أبي بطين الأول والثاني إلى كبيرهم داود المذكور، مستنصرين به، فقام وقعد وجد واجتهد في جمع ما اعترض به أعداء شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه، فحصل على جملة منها وزاد من عنده فضائح وضعها من تلقاء نفسه، فعند ذلك رد عليه الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبي بطين بكتاب سماه "تأسيس التقديس" وكان قد ألف هذا المعترض كتابًا سماه "صلح الإخوان" ويعني بالإخوان أهل التوحيد وعباد القبور والأصنام، فرد عليه الشيخ عبد اللطيف برد سماه أيضًا "بيان المحجة" ردًا على من انتصر لداود العراقي، ولقد أحسن الشيخ سليمان حيث أبان نحلة داود ورد عليه وعلى من انتصر له من الأغبياء، قال الشيخ سليمان هذه الأبيات من معرض قصيدة:
جاس ابن جرجيس بغيًا من شقاوته
…
خلال سنة خير الناس بالأحن
وبالفواضع من زور ومن كذبٍ
…
وما نحاه من التحريف للسنن
وللنقول التي كان ينقلها
…
عن الثقات ذوي القرمان بالحسن
فحرق الأحمق الزنديق ما نقلوا
…
تحريف داعية الكفر مفتتن
فدم ببغداد خلد لأخلاق له
…
هبينغ قيعم معبوبق النتن
إلى أن قال:
مخلط ليس يدري حين يكتب ما
…
يهذو به كالذي في غمرة الوسن
أو ذاهب العقل والنشوان من سكر
…
أو كالحمار الذي يعدو بلا رسن
إلى أن قال:
وإنما مثل المأفون حيث طغى
…
كرائدٍ أعجبته خضرة الدمن
فسام في مرجها إذ خالَ من سفهٍ
…
أن ليس في روضها الندى من سكن
فحينما سام في روضاتها وعثى
…
وخال أن قد خلت من قاطنٍ ضنن