الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا
(71)
وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا (72) وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75) وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76) سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77)
* * *
(يَوْمَ) أي: اذكر يوم، (نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ) أي: نبيهم كـ يا أمَّةَ فُلانٍ، أو بكتابهم الذي أنزل عليهم أو بكتاب أعمالهم أو إمام هدي وإمام ضلالة كـ يا متبعي محمد عليه السلام ويا متبعي شيطان، وعن محمد بن كعب هي جمع أم كخفاف
فلا يفتضح أولاد الزنا ويلزم إجلال عيسى والحسن والحسين عليهم السلام، (فمَن أُوتِيَ كِتَابَهُ) كتاب أعماله، (بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) فلا ينقص من أجورهم أدنى شيء والفتيل الخيط المستطيل في شق النواة، (وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ): الدنيا، (أَعْمَى): عمى القلب فلم ير رشده، (فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى) لا يرى طريق النجاة قيل أعمى الثاني أفعل التفضيل كالأجهل، (وَأَضَلُّ سَبِيلاً) منه في الدنيا، وقد نقل عن بعض السلف أن معناه من كان في هذه النعم التي قد مر وهو قوله:(رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ) الآية، أعمى وهو يعاين فهو في أمر الآخرة التي لم يعاين ولم ير أعمى وأضل، (وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ) إن مخففة، أي: إن الشأن قاربوا بمبالغتهم أن يوقعوك في الفتنة قيل: نزلت في ثقيف حين قالوا: لا نؤمن حتي تعطينا خصالاً نفتخر بها على العرب [لا نجبي] في الصلاة، أي: لا ننحني ولا نكسر أصنامنا بأيدينا وأن تمتعنا باللات سنةً من غير أن نعبدها فإن خشيت أن
يسمع العرب لم أعطيتهم ما لم تعطنا فقل الله أمرني بذلك، وقيل نزلت حين قالت قريش: لا ندعك يا محمد أن تستلم الحجر الأسود حتى تمس آلهتنا وقيل قالوا: نؤمن بك أن تمس آلهتنا، وقيل غير ذلك، (عَنِ الذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ): من الأحكام، (لِتَفْتَرِيَ عَلَينا غَيْرَهُ): غير ما أوحينا إليك، (وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا): لو اتبعت مرادهم يؤمنوا بك ولكنت لهم وليًّا، (وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ) لولا تثبيتنا لك وعصمتنا، (لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ): لقاربت أن تميل، (إِلَيْهِمْ): إلى اتباع مرامهم، (شَيْئًا قَلِيلًا)
لكن عصمناك فما قاربت من الركون مع قوة اهتمامك بإيمانهم فضلاً من الركون وقيل خطر خطرة بقلبه الأشرف ولم يكن عزمًا والله قد عفى الخلق عنه والأول هو الأولى، (إِذًا): لو قاربت، (لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الحَيَاةِ وَضِعْفَ المَمَاتِ) أي: عذاب الدنيا والآخرة ضعف ما يُعذب به غيرك بمثل هذا الفعل فإن المقربين على خطر عظيم وأصله عذابًا ضعفًا في الحياة، أي: مضاعفًا فأقيمت الصفة مقام الموصوف بعد ما حذف ثم أضيفت كما يقال: أليم الحياة، أي: عذابًا أليمًا في الحياة، (ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا): يدفع عنك عذابنا، (وَإِن كَادوا) إن مخففة مثل الأول، (لَيَسْتَفِزونَكَ): يزعجونك، (مِنَ الأَرْضِ): أرض مكة أو المدينة، (لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا) قيل: نزلت حين هم قريش بإخراج الرسول من بين أظهرهم، (وَإِذاً): لو خرجت، (لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ): لا يبقون بعد خروجك، (إِلَّا قَلِيلًا): إلا زمانًا قليلاً وقد كان كذلك فإنه قد وقع على أكثرهم بعد سنة واقعة بدر، وقيل نزلت في المدينة حين قالت اليهود: إن الشام مسكن الأنبياء وأنك إن كنت تسكن فيها آمنَّا بك فوقع ذلك في قلبه الأشرف لكن السورة مكية بتمامها عند الأكثر فالأول أقرب، (سُنَّةَ) أي: سن الله ذلك سنة، (مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا) وهو أن يهلك كل أمة أخرجوا رسولهم فالسنة لله وإضافتها إلى الرسل؛ لأنها من أجلهم، (وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا): تغييرًا.
* * *