الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعثهم، (عليهِ) إنجازه لامتناع خلف وعد (حَقًّا) صفة أخرى لوعدًا، (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) أنَّهم يبعثون، (لِيُبَيِّنَ) أي: يبعثهم ديبين، (لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ) الضمير لمن يموت والمختلف فيه هو الحق، (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ) في إقسامهم لا يبعث الله من يموت، (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ) أي: احدث، (فَيَكُونُ) فيحدث وهو بيان سهولة الأشياء له حتى يعلم أن البعث لا يتعسر على الله بوجه.
* * *
(وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ
(41)
الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (42) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44) أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (45) أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (46)
أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (47) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لله وَهُمْ دَاخِرُونَ (48) وَلله يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50)
* * *
(وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللهِ) أي: في رضاه وحقه، (مِن بَعْدِ مَا ظُلموا)، عذبوا وأوذوا والمراد المهاجرون إلى الحبشة وغيرها كعثمان بن عفان رضي الله عنه وجعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وغيرهما، (لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا) تبوئة، (حَسَنَةً) وهى أن مكنهم الله تعالى في البلاد وحكمهم على رقاب العباد فصاروا أمراء حكامًا وللمتقين إمامًا أو مباءة حسنة وهي المدينة، (وَلأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ) مما أعطى لهم في الدنيا، (لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) قيل الضمير للكفار فإن المؤمنين يعلمون، (الذينَ صَبَرُوا) منصوب أو مرفوع على المدح، (وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكلُونَ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا) لا ملائكة رد على من قال: الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا، (نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ) أهل الكتاب ليخبروكم أنَّهم بشر لا ملائكة، (إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ بالْبَيّنَاتِ وَالزُّبُرِ) كأنه جواب قائل: بم أرسلوا؟ فقال: أرسلناهم بالمعجزات والكتب وقيل صفة رجالاً، وقيل: متعلق بما
أرسلنا، وقيل: بما تعلمون أو بـ نوحي، (وَأَنزَلنا إِلَيْكَ): يا محمد، (الذِّكْرَ):، القرآن، (لِتبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) يعني لتفصل لهم ما أجمل وتبين لهم ما أشكل لعلمك بمعنى ما أنزل الله عليك وحرصك عليه، (وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) فيما أنزلنا إليك فيهتدون، (أَفأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا) المكرات، (السَّيِّئَاتِ) كأهل مكة، (أَنْ يَخْسِفَ الله بِهِمُ الأَرْضَ) كما خسف بقارون، (أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ) لا يعلمون مجيئه إليهم، (أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ): في المعايش واشتغالهم بما من أسفار ونحوها من الأشغال الملهية، أو تقلبهم في الليل والنهار، (فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ) الله، (أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ) أي: في حال خوفهم من أخذه لا بغتة أو على تنقص بأن يأخذ شيئًا بعد شيء حتى يستأصلوا، (فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) حيث لا يعاجلكم بعقوبته، (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ الله) ما موصولة مبهمة، (مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ) بيانه أي: يميل ويدور، (عَنِ اليَمِينِ وَالشَّمَائِلِ) جمع الشمال باعتبار كل حتى ما خلق الله تعالى، (سُجَّدًا لله) حال من الظلال كل شيء له ظل يسجد ظله لله تعالى ولا يبعد ذلك عن قدرة الله تعالى أو
سجودها انقيادها لما قدر له من التفيؤ، أو حال من ضمير ظلاله قال كثير من السلف: إذا زالت الشمس سجد كل شىء لله تعالى، (وَهُمْ دَاخِرُونَ): صاغرون حال من ضمير ظلاله لأنه في معنى الجمع وجمعه بالواو والنون للتغليب، أو لأن الدخور والسجود من أوصاف العقلاء واليمين يمين الفلك أي: الجانب الشرقي والشمال الجانب الغربي أو المراد من اليمين والشمائل جانبا كل شيء استعارة من يمين الإنسان وشماله، (وَلله يَسْجُدُ): ينقاد، (مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَابَّةٍ) والدبيب هي الحركة الجسمانية فجاز أن يكون بيانًا لما في السماوات أيضًا (وَالْمَلائكَةُ) عطف على ما في السماوات عطف خاص على عام فإن في السماوات غير الملائكة من الأرواح، (وَهُمْ لَا يَسْتكبرُون) عن عبادته، (يَخَافُونَ رَبَّهُم) حال أو بيان أو تأكيد لنفي الاستكبار، (مِن
فَوْقِهِمْ) أي: حال كون الرب قاهرًا عاليًا لهم، وهو القاهر فوق عباده، أو