المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

سخطه، (إِلَّا إِلَيْهِ) بالتضرع والاستغفار، (ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ) وفقهم للتوبة - تفسير الإيجي جامع البيان في تفسير القرآن - جـ ٢

[الإيجي، محمد بن عبد الرحمن]

فهرس الكتاب

الفصل: سخطه، (إِلَّا إِلَيْهِ) بالتضرع والاستغفار، (ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ) وفقهم للتوبة

سخطه، (إِلَّا إِلَيْهِ) بالتضرع والاستغفار، (ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ) وفقهم للتوبة أو رجع عليهم بالرحمة، (لِيَتُوبُوا) أو قبل توبتهم ليتوبوا في المستقبل إن صدر عنهم خطيئة أو تاب عليهم ليرجعوا إلى حالهم، (إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) يقبل توبة العباد بمحض رحمته وهم كعب بن مالك ومرارة بن الربيع العامري وهلال بن أمية الواقفى.

* * *

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ‌

(119)

مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120) وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (121) وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122)

* * *

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) في نياتهم وأعمالهم أو في الاعتراف بالذنب لا كمن اعتذر بالأكاذيب والخطاب لأهل الكتاب، أي: كونوا مع

ص: 109

محمد عليه السلام وأصحابه، (مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ) نهي بصيغة النفي للمبالغة، (وَلَا يَرْغَبُوا)، أي: ولا أن يرغبوا، (بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ) لا أن يصونوا أنفسهم عما لم يصن نفسه الأشرف عنه، (ذلِكَ) أي: النهي عن التخلف ووجوب الموافقة، (بِأنَّهُمْ) بسبب أنهم، (لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ) عطش، (وَلَا نَصَبٌ) تعب، (وَلَا مَخْمَصَةٌ) مجاعة، (فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَطَئُونَ) لا يدوسون، (مَوْطِئًا) مكانًا، (يَغِيظُ) وَطْؤُه، (الكُفارَ) يضيق صدورهم ويغضبهم، (وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا) قتلاً وأسرًا أو غنمية وغلبة، (إِلا كُتِبَ لَهُم بِهِ) بكل واحد من الظمأ وغيره، (عَمَلٌ صَالِحٌ)، إلا استوجبوا الثواب والاستثناء المفرغ في موقع الصفة للنكرة قبله أو الحال، (إِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ) على إحسانهم وهو كالعلة لكتب، (وَلَا يُنفِقُونَ نفَقَةً) في سبيل الله، (صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً) قليلاً ولا كثيرًا، (وَلَا يَقْطَعُون) في سفرهم، (وَادِيًا) أرضًا، (إِلا كُتِبَ لَهُمْ) أثبت لهم كل من الإنفاق والقطع، (ليَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون) أي: يجزيهم جزاء أحسن من أعمالهم، (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ) ما استقام لهم، (لِيَنْفِرُوا كَافَّةً) أي: جميعًا لغزو

ص: 110

نزلت حين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم السرايا بعد تبوك ينفر المؤمنون جميعًا إلى الغزو حذرًا مما أنزل الله تعالى في تخلف المنافقين عن تبوك فيتركون رسول الله صلى الله عليه وسلم، (فَلَوْلَا) أي: هلا، (نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ) جماعة كثيرة، (طَائِفَةٌ) جماعة قليلة، (لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ) أي: ليحصل القاعدون الفقه والقرآن وأحكامه، (وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ): ليعلموا النافرين ويخوفوهم بما نزل

ص: 111