المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

محل لِتُبَيِّنَ ولا يجوز أن يقال إلا تبيينًا لأنه فعل - تفسير الإيجي جامع البيان في تفسير القرآن - جـ ٢

[الإيجي، محمد بن عبد الرحمن]

فهرس الكتاب

الفصل: محل لِتُبَيِّنَ ولا يجوز أن يقال إلا تبيينًا لأنه فعل

محل لِتُبَيِّنَ ولا يجوز أن يقال إلا تبيينًا لأنه فعل المخاطب لا المنزل بخلاف الهداية والرحمة، (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64) وَاللهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) لا لمن هو أصم فيتدبر في دلالته على البعثة المختلف فيها.

* * *

(وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ ‌

(66)

وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67) وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69) وَاللهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70)

* * *

(وَإِن لَكمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً) دلالة على كمال قدرته، (نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ): لما كان الأنعام اسم جمع وحد ضميره ومن قال: جمع نَعَم فالضمير للبعض

ص: 347

فإن اللبن لبعضها أو من للتبعيض، (مِن بَيْنِ فَرْثٍ) هو ما في الكرش من الثفل ومن للابتداء، (وَدَمٍ لبَنًا خَالِصًا): صافيًا ليس عليه لون دم ولا رائحة فرث، (سَائِغاً لِّلشَّارِبِينَ) هنيئًا يجري على السهولة في حلوقهم، (وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعنابِ) متعلق بمحذوف أي ونسقيكم من ثمراتهما يعني عصيرهما، (تَتَّخِذونَ) استئناف لبيان الإسقاء، (مِنه سَكَرًا) وهو الخمر والآية قبل تحريمه وتذكير الضمير لأنه يرجع إلى المضاف المقدر أعني العصير قيل من ثمرات متعلق بـ تتخذون ومنه تكرير التأكيد، وقيل: تقديره ومن ثمراتهما ثمر تتخذون منه فتتخذون صفة لمبتدأ محذوف، (وَرِزْقًا حَسَنًا) كالخل والدبس، (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) يستعملون عقولهم قيل: ناسب ذكر العقل ها هنا فإنه أشرف ما في الإنسان ولهذا حرم السكر صيانة لعقولهم، (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) ألهمها وأرشدها، (أَنِ اتَّخِذِي) أي: بأن اتخذي أو أن مفسرة للوحي وتأنيث الضمير لأن المراد منه الجمع، (مِنَ الجبالِ بُيُوتًا) تأوي إليها، (وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) ضمير الجمع للناس يعني أرشدنا النحل باتخاذ المسكن لأنفسها من الجبال والأشجار ومما يبنون لها في أي موضع كان أو منهما ومن البيوت فإنه قد يكون بيوت الناس مسكنه، (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ) التي تشتهينها، (فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ) في الجبال والبراري والأودية في ذهابك إلى رعيك وإيابك إلى بيتك، (ذُلُلًا) حال كون السبل مُذَلَّلَة سهلها لك أو

اسلكي أنت حال كونك ذُلُلًا منقادة لما أمرتك به، (يَخرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ) هو

ص: 348

حال كونك ذُلُلًا منقادة لما أمرتك به، (يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شرًابٌ) هو العسل، (مخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ) أبيض وأصفر وأحمر وأسود، (فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) في الحديث:(عليكم بالشفائين العسل والقرآن)(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) في صنع الله وإحكام أمره، (وَاللهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ) أخسه وهو الهرم وعن علي رضي الله عنه أنه خمس وسبعون سنة ففيه ضعف القوى وسوء الحفظ وقلة العلم، (لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا): ليصير إلى حالة شبيهة بالطفولية في أكثر الأشياء، (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ) بما يصنع، (قَدِيرٌ) على ما يريد.

* * *

ص: 349