المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

مستأنفًا، (إِلا امْرأَتَهُ) استثناء، من ضمير لمنجوهم، (قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ - تفسير الإيجي جامع البيان في تفسير القرآن - جـ ٢

[الإيجي، محمد بن عبد الرحمن]

فهرس الكتاب

الفصل: مستأنفًا، (إِلا امْرأَتَهُ) استثناء، من ضمير لمنجوهم، (قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ

مستأنفًا، (إِلا امْرأَتَهُ) استثناء، من ضمير لمنجوهم، (قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ) الباقين مع الكفرة لتهلك معهم، وإنما علق مع أن التعليق من خواص أفعال القلوب لتضمن التقدير معنى العلم، أو لأنه أجرى مجرى قلنا، قال بعضهم: هذا من كلام الله - تعالى - لا من كلام الملائكة، وجاز أن يكون من كلامهم، وإسناد التقدير إلي أنفسهم لا لهم من القرب إلى الله - تعالى.

* * *

(فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ ‌

(61)

قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62) قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63) وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65) وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66) وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (67) قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ (68) وَاتَّقُوا اللهَ وَلَا تُخْزُونِ (69) قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ (70) قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (71) لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73) فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75) وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (76) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (77) وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ (79)

* * *

ص: 317

(فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ المُرْسَلُونَ قَالَ) لوط لهم: (إِنَّكُمْ قَوْمٌ منكَرُونَ) لا أعرفكم أو تنكركم نفسي وتنفر منكم مخافة شركم، (قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانوا فيهِ يَمْتَرُون) أي: ما جئناك لتعرفنا أو ما جئناك لشرك، بل جئناك بما يسرك وهو ما أوعدت به أعداءك من العذاب، فيشكون فيه ولا يصدقونك، (وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ) باليقين من عذابهم، (وَإِنَّا لَصَادِقُونَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ) اذهب بهم في الليل، (بِقِطْعٍ) في طائفة، (مِّنَ الليْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهمْ) سر خلفهم لتطلع على حالهم حتى لا يتخلف منهم أحد، (وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكم أَحَدٌ) إلى ما وراءه إذا سمعتم الصيحة بالقوم وذروهم، (وَامضوا حَيثُ تؤْمَرُون) إلى حيث أمركم الله، (وَقَضيْنَا) أوحينا، (إِلَيْهِ) مقضيًّا، (ذَلِكَ الأَمْرَ) مبهم مفسر بقوله:(أَنْ دَابِرَ هَؤُلاءِ مَقْطُوعٌ) ودابرهم آخرهم، أي: يستأصلون عن آخرهم، وهو بدل من ذلك الأمر، (مُّصبِحِينَ) داخلين في الصبح، (وَجَاءَ أَهْل المَدِينَةِ) أي سدوم، قرية قوم لوط، (يَسْتَبْشرُون) يفرحون بأضياف لوط طمعًا في ركوب الفاحشة منهم، (قالَ) لوط، (إِن هَؤُلاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحونِ) بفضيحة ضيفى، (وَاتَّقُوا اللهَ) في تلك الفاحشة، (وَلَا تُخْزُونِ) لا تخجلوني فيهم، من الخزاية وهي الحياء، (قَالوا

ص: 318

أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ) أي: عن ضيافة أحد من العالمين، أو أن تجير منهم أحدًا، (قَالَ هَؤُلاءِ بَناتِي) فتزوجوهن واتركوا أضيافي وعن كثير من السلف أن المراد من البنات نساء القوم، فإن نبي كل أمة بمنزلة أبيهم، (إِن كُنتُمْ فاعِلِينَ) لا محال قضاء وطركم بمحال المباشرة دون المنكر، (لَعَمْرُكَ) أي: لعمرك قسمي، (إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ)، حيرتهم وغوايتهم، (يَعْمَهُونَ) يتحيرون عن ابن عباس - رضى الله عنهما - ما خلق الله وما ذرأ وما برأ نفسًا أكرم عليه من محمد عليه الصلاة والسلام وما سمعت الله - تعالى - أقسم بحياة أحد غيره، وعن بعض المفسرين أن الضمير لقريش والجملة اعتراض، (فأَخَدتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ) هي ما جاءتهم من الصوت العاصف حال كونهم داخلين في وقت طلوع الشمس، (فَجَعَلنا عَالِيَهَا) أي: المدينة، (سَافِلَهَا) صارت منقلبة، (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً) قبل التقليب أو

ص: 319