الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعلانية، أو على المصدر، أي: اتفاقهما أو على الحال، أي: ذوي سر وعلانية، (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ) فيشتري المقصر ما يتدارك به تقصيره، (وَلَا خِلَالٌ) لا مودة، يعني مودة تكون بميل الطبيعة لكن مودة المتقين لما كانت لله تنفعهم.
(اللهُ) مبتدأ، (الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ) خبره (وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثمَرَاتِ) أي: بعضها، (رِزْقًا) مفعول له أو حال أو مصدر، فإن أخرج بمعنى رزق، (لَّكُمْ وَسخَّرَ لَكمُ الفلْكَ لِتَجْرِيَ فِي البَحْرِ بِأَمْرِهِ) بإرادته، (وَسخَّرَ لَكم) لأجل انتفاعكم، (الأَنْهَارَ وَسخَّرَ لَكم الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) سراجًا ونورًا وحسبانًا وغير ذلك، (دَائِبَيْنِ) وهو مرور الشيء على عادة مطردة، يعني: يجريان لمصالح العباد دائمًا، (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ) لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله، (وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ) من تبعيضية، (مَا سَأَلْتُمُوهُ) بلسان القال والحال، (وَإن تَعدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا) لا تطيقوا عدها فضلاً عن القيام بشكرها، (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ) على النعمة بترك شكرها، (كَفَّارٌ) لها وقيل: يشكر غير منعمه ويجحده.
* * *
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ
(35)
رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36) رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي
زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38) الْحَمْدُ لله الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41)
* * *
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا البَلَدَ) مكة شرفها الله - تعالى، (آمِنا) ذات أمن، يذكر الله كفار مكة أنه إنما وضعت أول ما وضعت على عبادة الله وحده، (وَاجنبْنِي) بعدني، (وَبَنِيَّ) المراد أبناؤه من صلبه، (أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ) أسند إلى السبب، (فَمَن تَبِعَنِي) على ديني، (فَإِنَّهُ مِنِّي) بعضي لفرط اختصاصه بي، (وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) تقدر أن تغفر له، ولا يجب عليك شيء، قيل: معناه ومن عصاني فيما دون الشرك أو إنك غفور بعد الإنابة، (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي) بعضها أي: إسماعيل، (بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ) أي: مكة، (عِندَ بَيْتِكَ الُمحَرَّمِ) الذي في علمك أنه يحدث في ذلك
الوادي، قال بعض المفسرين: هذا دعاء بعد بناء البيت بعد الدعاء الأول بزمان، (رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ) أي: أسكنتهم كي يقيموا الصلاة عند بيتك، وتوسيط النداء للإشعار بأنها المقصودة بالذات والغرض من إسكانهم، (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ) أفئدة من أفئدتهم، (تَهْوِي) تسرع، (إِلَيْهِمْ) شوقًا، وعن السلف لو قال: أفئدة الناس لازدحم إليه فارس والروم والناس كلهم، ولكن قال: من الناس فاختص به المسلمون، (وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) نعمتك وقد استجاب الله دعاءه، (رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ) فلا حاجة إلى الطلب لكنا ندعوك إظهارًا للعبودية، أو ما نخفي من الوجد بإسماعيل وأمه، حيث أسكنتهما بواد غير ذي زرع، وما نعلن من الدعاء (وَمَا يَخْفَى عَلَى اللهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ) صفة شيء، (وَلَا فِي السَّمَاءِ) هو من تتمة كلام إبراهيم، أو مبتدأ من الله، (الحَمْدُ للهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الكِبَرِ) أي: وأنا كبير وآيس من الولد، (إِسْمَاعِيلَ) وهو في تسع وتسعين، (وَإِسْحَاقَ) وهو في مائة واثنتي عشرة، وهذا دليل علي أن الدعاء بعد بناء البيت (إِنَّ ربي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ) لمجيبه، (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ) محافظًا عليها معدلاً لأركانها، (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) واجعل منهم من يقيمها، وهو يعلم من الله - تعالى - أن في ذريته بعضًا من الكفار، (رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ) فيما سألتك كله،