المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

دَكَّاءَ) أي: أرضًا مستوية ومن قرأ " دكا " بغير - تفسير الإيجي جامع البيان في تفسير القرآن - جـ ٢

[الإيجي، محمد بن عبد الرحمن]

فهرس الكتاب

الفصل: دَكَّاءَ) أي: أرضًا مستوية ومن قرأ " دكا " بغير

دَكَّاءَ) أي: أرضًا مستوية ومن قرأ " دكا " بغير مد يكون مصدرًا بمعنى المفعول أي: مدكًّا مسوى بالأرض (وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا) كائنا ألبتَّة (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ) أي: بعض يأجوج ومأجوج (يَوْمَئِذٍ): يوم فتح السد (يَمُوجُ في بَعْضٍ): يختلط بعضهم ببعض كموج الماء لكثرتهم، أو جعلنا بعض الخلق من الإنس والجن يوم قيام الساعة يختلط إنسهم بجنهم حيارى (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ): قَرْنٌ ينفخ فيه إسرافيل لقيام الساعة (فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا): للحساب (وَعَرَضْنَا): أبرزنا وأظهرنا (جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا): فعاينوها (الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ): غشاوة، (عَن ذكْرِي) عن رؤية آياتي الدالة على توحيدي (وَكَانُوا لا يَستَطِيعُونَ سَمْعًا): لكَلامي كأنهم [أصمت] مسامعهم بالكلية.

* * *

(أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا ‌

(102)

قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108) قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ

ص: 464

مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)

* * *

(أَفَحَسِبَ) همزة الاستفهام للإنكار (الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي): كالملائكة وعيسى أو الشياطين (مِنْ دُونِي أَوْلياءَ): معبودين وثاني مفعولي حسب محذوف للقرينة أي: ظنوا اتخاذهم معبودين نافعًا لهم (إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا) أي: منزلاً أو ما يهيأ للضيف حين نزوله مما حضر، وفيه تنبيه على أن لهم وراءها عذابًا أشد (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا) تمييز وجمعه لتنوع الأعمال (الَّذِينَ ضَلَّ) أي: هم الذين بطل وضاع (سَعْيُهُمْ) أو نصب على الذم (فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسنُونَ صُنْعًا): لاعتقادهم أنَّهم على الحق (أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ ربهِمْ): الدالة على توحيده (وَلِقَائِهِ): بالبعث (فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ): بسبب كفرهم (فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا): ليس لهم خطر ولا مقدار ولا اعتبار عند الله (ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ) مبتدأ وخبر (جَهَنَّمُ) عطف بيان للخبر، أو هو خبر وجزاؤهم بدل من المبتدأ أو تقديره: الأمر ذلك والجملة مبينة له (بِمَا كَفَرُوا) ما مصدرية (وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا).

(إِن الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ) هي أوسط الجنة وأعلاها، ومنه تفجر الأنهار (نُزُلًا) فيه تفسيران كما مر (خَالِدِينَ فِيهَا) حال مقدرة (لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا): تحولا إذ لا يتصورون

ص: 465

منزلاً أطيب منها (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ) أي: ماء البحر (مِدَادًا لِكَلِمَاتِ

ص: 466

رَبِّي): لكلمات علمه وحكمته (لَنَفِدَ الْبَحْرُ) أي: ماؤه (قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي) فإن ماء البحر متناه وعلم الله غير متناه (وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ): بمثل البحر الموجود (مَدَدًا): زيادة معونة؛ لأن المجموع أيضًا متناه نزلت حين قالت اليهود: إنا قد أوتينا الحكمة، وفي كتابك: ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا، ثم تقول: وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً أو لما نزلت: " وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً " قالت اليهود أوتينا التوراة وفيها علم كل شيء فنزلت " قل لو كان البحر " الآية (قُلْ إِنَّمَا

ص: 467

أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ) خصصت بالوحي وتميزت عنكم به (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ) يخاف المصير إليه أو يأمل لقاء الله ورؤيته (فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا) وهو ما كان موافقًا لشرع الله (وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) أي لا يرائي بعمله بل لابد أن يريد به وجه الله وحده لا شريك له.

والْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ أكمل الحمد وأتمه

* * *

ص: 468