المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

من الوحي، (إِذَا رَجَعُوا) من الغزو، (إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) عما - تفسير الإيجي جامع البيان في تفسير القرآن - جـ ٢

[الإيجي، محمد بن عبد الرحمن]

فهرس الكتاب

الفصل: من الوحي، (إِذَا رَجَعُوا) من الغزو، (إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) عما

من الوحي، (إِذَا رَجَعُوا) من الغزو، (إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) عما ينذروا عنه أو ليتفقه النافر أي: ليتبصروا بالغلبة على المشركين وينظروا صنائع الله تعالى ثم إذا رجعوا ينذروا قومهم من الكفار ويخبرهم بنصرة الدين لعلهم يحذرون، أو نزلت حين نزلت أحياء العرب المدينة فغلت أسعارهم وفسدت طرقهم بالعذرات وحينئذ معنى الآية ظاهر، أو نزلت حين خرج بعض الصحابة في البوادي فأصابوا منهم معروفًا ودعوا الناس إلى الهدى فقال أهل البوادي: ما نراكم إلا وقد تركتم صاحبكم فرجعوا كلهم إلى المدينة فقال تعالى هلا رجع طائفة منهم يستمعوا ما أنزل الله تعالى بعدهم من الوحي ولينذروا ويخبروا قومهم أي: أهل البوادي بالفقه الذي تعلموه إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون وقد ذكر في وجه النزول غير ما ذكرنا أيضًا.

* * *

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ‌

(123)

وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125) أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126) وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (127) لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ

ص: 112

مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129)

* * *

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ) أمروا بقتال الأقرب فالأقرب ولهذا لما فرغوا عن جزيرة العرب شرعوا في الشام، (وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً) شدة في القتال وصبرًا، (وَاعْلَموا أَنْ الله مَع المتَّقِينَ)، بالإعانة والحفظ، (وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ) المنافقين، (مَّن يَقول) أي: يقول بعضهم لبعض استهزاء وتثبيتًا على النفاق، (أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ) السورة، (إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا) بزيادة المؤمن به أو لزيادة عمله الحاصل منها، (وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) بنزولها، (وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) كفر ونفاق، (فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا) كفرًا، (إِلَى رِجْسِهِمْ) الذي كانوا عليه، (وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125) أَوَلَا يَرَوْنَ) أي: المنافقون، (أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ) يختبرون بالسَّنَة والقحط أو الغزو والمصائب، (فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ) لأن يتنبهوا، (ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ) ولا يعتبرون، (وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ) فيها عيب المنافقين، (نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ) إنكارًا لها وسخرية أو تدبيرًا للفرار قائلين، (هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ) يعني من المسلمين إن قمتم من الخطبة والمسجد فإن لم يرهم أحد قاموا وإلا أقاموا، (ثُمَّ انْصَرَفُوا) عن حضرته، (صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) عن الإيمان دعاء أو إخبار، (بِأَنَّهُمْ) أي: بسبب

ص: 113

أنهم، (قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ) عن الله دينه، (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) تعرفون حسبه ونسبه، (عَزِيزٌ) شديد شاق، (عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ) أي: عنتكم ومضارتكم، (حَرِيصٌ عَلَيْكُم) على صلاحكم وإيمانكم، (بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ) له شدة الرحمة على المطيعين، (رَحِيمٌ) على المذنبين لكن غليظ شديد على الكافرين، (فَإِنْ تَوَلَّوْا) عن الإيمان وقاتلوك، (فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ) في الحماية والنصرة، (لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ) فلا أرجوا ولا أخاف غيره، (وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) الذي هو سقف المخلوقات وجميع الخلق تحته وعن بعض السلف أن آخر ما نزل هاتان الآيتان.

والْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ.

* * *

ص: 114