الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثقل، (عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ) حيثما يرسله سيده في أمر، (لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ) لا يَكْفِ مُهمَّ مُرْسِلِهِ، (هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ)، فَهِمٌ منطيق ذو رشد ينفع الناس أحسن نفع، (وَهُوَ) في نفسه، (عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ): مسيرة صالحة لا يرجى منه شيء إلا وهو يأتي بأمثل منه فالأول: هو الأصنام لا تسمع ولا تنطق ولا تعقل ومع ذلك كلفة إلى عابدها تحتاج إلى أن يخدمها، والثاني: هو الله القادر المتكلم النافع الصمد المستغني مطلقًا المحتاج إليه ما عداه، أو مثل للكافر والمؤمن وقد نقل أن الأول في عبد رجل من قريش والثاني في عثمان بن عفان والأبكم الذي هو مولاه ينفق عليه عثمان وهو يكره الإسلام ويأباه.
* * *
(وَلله غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
(77)
وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78) أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79) وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (80)
وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (82) يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ (83)
* * *
(وَلله غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) يختص به علم ما غاب عن العباد، (وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ) قيام القيامة في السرعة والسهولة، (إِلا كَلَمْحِ البَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ) أو أمرها أقرب منه بأن يكون في أقل من ذاك الزمان وأو للتخيير أو بمعنى بل، (إِنْ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ) فيقدر على إعادة الخلائق دفعة.
(وَاللهُ أَخْرَجَكُم) دليل على كمال قدرته، (مِّنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ) حال كونكم، (لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ) أنشأ، (لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصارَ وَالأَفْئِدَةَ) التي هي سبب معرفتكم الجزئية والكلية، (لَعَلَّكُمْ تشكُرُون) هذه النعم فلا تعبدون غير موليها، (أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ) مذللات للطيران بما خلق لها من الأجنحة، (فِي جَوِّ السَّمَاءِ) الجو الهواء المتباعد من الأرض، أي: في هواء العلو، (مَا يُمْسِكُهُنَّ) فيه، (إِلَّا اللهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) والآيات خلق الطير بهيئة يمكن معها الطيران وخلق الجو بحيث يمكن فيه الطيران وإمساكها في الهواء مع ثقل جثة الطير ولا ينتفع بها إلا كل مؤمن، (وَاللهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُم
سَكَنًا): موضعًا تسكنونها كالبيوت الحجرية والمدرية والسكن بمعنى المسكون، أي: ما يسكن إليه بأن خلق الآلات ثم علمكم الترصيف، (وَجَعَلَ لَكم مِّن جُلُودِ الْأَنْعَامِ بيوتًا) هي القباب المتخذة من الأدم والأنطاع، (تَسْتَخِفُّونَهَا) تجدونها خفيفة، (يَوْمَ ظَعْنِكُمْ) ترحالكم في سفركم، (وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ): وقت حضركم أو نزولكم، (وَمِنْ أَصْوَافِهَا): هي للضأن، (وَأَوبارِهَا): هي للإبل، (وَأَشْعَارِهَا) هى للمعز، (أَثَاثاً) من الفرش والأكسية وغيرهما، (وَمتاعًا) ما يتمتعون به، (إلَى حِينٍ) مدة متطاولة أو إلى أجل معلوم، (وَاللهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلالاً) تستظلون بها من الحر كالأشجار وغيرها، (وَجَعَلَ لَكل مِّنَ الجِبَالِ أَكنانًا) جمع كِنّ وهو ما يستكن به من الغيران والبيوت المنحوتة في الجبال والحصون، (وَجَعَلَ لَكُلْ سَرَابيلَ) القمصان والثياب، (تقيكُمُ الحَرَّ) والبرد واكتفى بأحد الضدين عن الآخر أو خصه بالذكر، لأن الحجاز بلاد الحر، (وَسَرَابيلَ) لباس الحرب كالدروع، (تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ) تمنعكم الطعن والقطع والرمي، (كَذَلِكَ) مثل تمام هذه النعم التي مر ذكرها، (يتمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ) لتستعينوا بها على الطاعة، (لَعَلَّكمْ تُسْلِمُون): تنظرون في نعمه فتؤمنون به أو تنقادون لحكمه وعن عطاء إنما نزل القرآن على قدر معرفة العرب هم أصحاب جبال وأوبار وأشعار ألا ترى إلى قوله: " سرابيل