الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لـ قطعًا ومن قرأ قطْعًا بسكون الطاء فالأولي أن يكون مظلمًا صفة، (أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) والآية في الكفار قسيم المؤمنين المراد من قوله للذين أحسنوا، (وَيَوْمَ) بتقدير اذكر، (نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا) المؤمن والكافر، (ثمَّ نَقول لِلذِينَ أَشْرَكوا) الزموا، (مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ) تأكيد للضمير المنتقل إلى مكانكم من عامله، (وَشُرَكَاؤُكُمْ) أي الأوثان، (فَزَيَّلْنَا) فرقنا، (بَيْنَهُمْ) وقطعنا ما كان بينهم من التواصل، (وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ) ينطق الله الأصنام فينكرون عبادتهم ويتبرأون منهم مكان شفاعتهم، (فَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنكمْ إِنْ) أي أنه، (كنَّا عَنْ عِبَادَتِكمْ لَغَافِلِينَ) لأنا كنا جمادًا لا نعلم ولا نشعر فما أمرناكم بها ولا رضينا منكم بها، (هُنَالِكَ) في ذلك المقام، (تَبْلُو) تختبر وتعلم، (كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ) من عمل فتعاين نفعه وضره ومن قرأ تتلو فهو من التلاوة أي تقرأ أو من التلو أي: تتبع عمله قال بعضهم: تتبع كل أمة ما كانت تعبد، (وَرُدُّوا) أي: أمرهم، (إِلَى اللهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ) متولي أمورهم بالحقيقة لا ما اتخذوه مولىً بالباطل، (وَضَل عَنْهم) ضاع وبطل، (مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ) فيعبدونه من دون الله.
* * *
(قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ
(31)
فَذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32) كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (33) قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ
يُعِيدُهُ قُلِ اللهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (34) قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35) وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (36) وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38) بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39) وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (40)
* * *
(قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ) بالمطر، (وَالْأَرْضِ) بالنبات قيل: تقديره من أهل السماء والأرض، (أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ) أي: من يملك خلقهما أو حفظهما من الآفات، (وَمَن يُخْرِجُ الحَيَّ) الحيوان، (مِنَ المَيِّتِ) النطفة، (وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ) النطفة، (مِنَ الْحَيِّ) الحيوان وقيل: من يحيي ويميت، (وَمَن يُدَبَرُ الأَمْرَ) يلي تدبير أمر العالم، (فَسَيَقُولُونَ اللهُ) إذ الأمر أوضح من أن ينكر، (فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ) الشرك مع هذا الإقرار، (فَذَلِكُمُ) إشارة إلى من هذه قدرته، (اللهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ) لا ما جعلتم معه شريكاً أخبار مترَادفة،
(فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ) أي: ليس بعد الحق إلا الضلال، (فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) عن الحق إلى الضلال وعن عبادته إلى عبادة غيره، (كَذَلِكَ)، أي: كما حق أن بعد الحق الضلال أو أنَّهم مصروفون عن الحق، (حَقتْ كَلِمَتُ ربِّكَ) أي: حكمه السابق، (عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا) تمردوا في كفرهم، (أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) بدل من كلمة، وقيل تقديره: لأنهم لا يؤمنون فالمراد منها كلمة العذاب، (قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم) أي: آلهتكم، (مَّن يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) أدخل الإعادة في الإلزام وإن يكونوا قائلين بها لظهور برهانها، (قُلِ اللهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) وأنتم تعلمون أن شركاءكم لا يقدرون على مثل هذا، (فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) تصرفون عن سواء السبيل، (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ) والهداية كما يعدى بإلى يعدى باللام، (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ) أمره وحكمه، (أَمَّنْ لَا يَهِدِّي) أصله يهتدي فأدغم وكسرت الهاء لالتقاء الساكنين، (إِلَّا أَنْ يُهْدَى)، الهداية قد تجيء بمعنى النقل أي الأوثان لا ينتقل من مكان إلا أن ينقل أو يكون هذا حال أشرف شركائهم كالملك والمسيح أو لا يصح منه الاهتداء إلا أن يهديه الله بأن يجعل الجماد حيوانًا عالمًا، (فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) بما يبطله
العقل بتا، (وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا) مستندًا إلى خيال باطل ووهم زائل والمراد من الأكثر الجميع أو المراد رؤساؤهم فإن السفلة مقلدون ليس لهم ظن أيضًا، (إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) أي: لا يقوم مقام العلم فالمراد من الحق العلم، وشيئاً مفعول مطلق، أو مفعول به، ومن الحق حال قيل معناه: الظن لا يدفع من عذاب الحق شيئاً، (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بمَا يَفْعَلُونَ) تهديد ووعيد، (وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللهِ) أي: ما صح أن يكون القرآن مفترى من الخلق وهذا محال، (وَلَكِن): كان، (تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ) من الكتب المتقدمة، (وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ) تبيين ما كتب وفرض من الشرائع، (لَا رَيْبَ فِيهِ) خبر ثالث أو حال أو استئناف، (مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ) خبر آخر أو حال، (أَمْ يَقُولُونَ) بل أيقولون، (افْتَرَاهُ) محمد والهمزة للإنكار، (قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ) في البلاغة على وجه مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ الافتراء، (وَادْعُوا) إلى معاونتكم على المعارضة، (مَنِ اسْتَطَعْتُمْ) من الجن والإنس، (من دُونِ اللهِ) سوى الله تعالى فإنه القادر على ذلك متعلق بـ ادعوا لا بـ استطعتم، (إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) أنه من عند نفسه فإنه بشر مثلكم بل تمرنكم في