المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ): بمال وعافية، (أَعْرَضَ): عن طاعة الله، (وَنَئَا - تفسير الإيجي جامع البيان في تفسير القرآن - جـ ٢

[الإيجي، محمد بن عبد الرحمن]

فهرس الكتاب

الفصل: أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ): بمال وعافية، (أَعْرَضَ): عن طاعة الله، (وَنَئَا

أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ): بمال وعافية، (أَعْرَضَ): عن طاعة الله، (وَنَئَا بِجَانِبِهِ) والنائي بالجانب أن يلوي عنه عطفه ويوليه ظهره أي: بعد عنا أو استكبر عن طاعتنا، (وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ) من المصائب والنوائب، (كَانَ يَئُوسًا): شديد اليأس قَنِطَ أن يعود له بعد ذلك خير، (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ): دينه ونيته وطريقته التي تشاكل حاله في الهدى والضلالة أو على طبيعته التي جبلت عليها، (فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا): أسدَّ طريقًا وسيجزي كل عامل بعمله، وهو وعيد للمشركين كما قالَ تعالى:(وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (122)[هود: 121، 122].

* * *

(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ‌

(85)

وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86) إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا (87) قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89) وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ

ص: 411

لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93)

* * *

(وَيَسْألونَكَ) أي: اليهود والأحاديث الواردة في نزول هذه الآية مشعرة بأنَّهَا نزلت في المدينة والأصح أن السورة كلها مكية فأجيب بأنه نزلت مرتين، أو أنه نزل في المدينة عليه وحي بأن يجيبهم عما سألوا بالآية المتقدم إنزالها عليه في مكة، وما ذكره الإمام أحمد يدل على أنها مكية فإنه نقل عن ابن عباس أن قريشًا قالت لليهود أعطونا شيئًا نسأل عنه هذا الرجل فقالوا: سلوه عن الروح فسألوه فنزلت، (عَنِ الرُّوحِ): روح بني آدم أو جبريل أو ملك عظيم، (قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي)، مما استأثر

ص: 412

بعلمه، (وَمَا أُوتِيتم مِّنَ العِلْمِ إِلا قَلِيلاً)، أي: ما اطلعتم من علمه إلا على القليل يعني في جنب علم الله قليل وأمر الروح مما لم يطلعكم الله عليه، وقد روي أن اليهود قالوا: تزعم أنا لم نؤت من العلم إلا قليلاً وقد أوتينا التوراة وهي الحكمة ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا فنزلت (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ)[لقمان: 27] الآية، (وَلَئِنْ شِئْنَا) اللام توطئة القسم، (لَنَذْهَبَنَّ) جواب القسم ساد مسد جواب الشرط، (بِالذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ) أي: إن شئنا محونا القرآن عن مصاحفكم وصدوركم، (ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا): من يصير وكيلاً علينا باسترداده، (إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) أي: لكن رحمة ربك تركته غير مذهوب به أو الاستثناء متصل يعني: إن نالتك رحمته تسترده عليك كأن رحمته تصير وكيلاً عليه، (إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا) حيث أنزل عليك الكتاب وأبقاه، (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ) وإن فرض أن كلهم بلغاء، (عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ) في البلاغة والإخبار عن المغيبات، (لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ) لعدم قدرتهم وهو جواب القسم الدال عليه اللام، (وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا): معينًا وناصرًا في الإتيان، (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا) بيَّنا مكرَّرًا، (لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ) من

ص: 413