المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

كَيْدِكُنَّ) والخطاب لها ولسائر النساء، (إن كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ يُوسُفُ) أي: - تفسير الإيجي جامع البيان في تفسير القرآن - جـ ٢

[الإيجي، محمد بن عبد الرحمن]

فهرس الكتاب

الفصل: كَيْدِكُنَّ) والخطاب لها ولسائر النساء، (إن كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ يُوسُفُ) أي:

كَيْدِكُنَّ) والخطاب لها ولسائر النساء، (إن كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ يُوسُفُ) أي: يا يوسف، (أَعْرِضْ عَنْ هَذَا): اكتمه ولا تَذكره، (وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ): من القوم المتعمدين للذنب والتذكير للتغليب قيل: إنه كان قليل الغيرة.

* * *

(وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ‌

(30)

فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لله مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ (32) قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35)

* * *

ص: 220

(وَقَالَ نِسْوَةٌ)، اسم مفرد لجمع المرأة وتأنيثه غير حقيقي، (فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ): تطلب من عبدها الفاحشة، (قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا)، أي: خرق حبه شغاف أي: حجاب قلبها، فوصل إلى الفؤاد، و (حُبًّا) تمييز، وفاعل شغف ضمير الفتى، (إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ)، تسميته مكرًا لما علمت أنهن أردن بهذا القول أن تريهن يوسف أو لأنهن أفشين سرها، (أَرْسلَتْ إِلَيْهِنَّ): دعتهن، (وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَئًا): ما يُتَّكَأ عليه قال أكثر السلف المتكأ المجلس المعد فيه مفارش ومخاد وطعام فيه ما يقطع بالسكين، (وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا) لقطع ما في المائدة مما يحتاج إليه، (وَقَالَتِ): حين أخذن السكاكين: (اخرُج): يا يوسف، (عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ) عظمنه وهبهن ذلك الحسن وقيل: أكبرنه أي: حضن له من شدة الشبق (1) فإن المرأة إذا أكبرت حاضت أو الهاء للسكت، (وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ): جرحنها من فرط الحيرة، (وَقُلْنَ حَاشَ لله): أصله حاشا فحذفت الألف تخفيفًا وهى من حروف الجر وضعت موضع التنزيه والبراءة كأنه قال: براءة ثم قال: لله؛ لبيان من يبرئ وينزه كـ سقيا لك والمعني تنزيهًا لله من العجز وتعجبًا من قدرته على هذا الخلق الجميل، (مَا هَذا بَشَرًا): فإنه لم يعهد للبشر مثل ذلك الجمال

(1) كلام لا يعول عليه.

ص: 221

وأعمل ما عمل ليس لمشاركتهما في نفي الحال وهو لغة الحجاز، (إِن هَذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ) فإن جماله فوق جمال البشر، (قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمتنَّنِي فيهِ) وضع ذلك موضع هذا رفعًا لمنزلته واستبعادًا لمحله في الحسن، (وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ): بالغ في عصمته اعترفت عندهن لما علمت أنهن يعذرنها، (وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ) بحذف حرف الجر أي: ما أمر به، (لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ): من الأذلاء والنون الخفيفة يكتب في خط المصحف ألفًا على حكم الوقف، (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ): من المعصية أصناف الدعوة إليهن لأنهن تنصحن له مطاوعتها، (وَإِلَّا) أي: وإن لم، (تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ): أمل، (إِلَيْهِنَّ) بإجابة كلامهن، وقيل: إنهن جميعًا دعونه إلى أنفسهن، (وَأَكُن مِّنَ الجَاهِلِينَ): من السفهاء الذين يعملون القبائح، (فَاسْتَجَابَ): أجاب، (لَهُ ربُّهُ): دعاءه، (فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ): بأن عصمه الله حتى اختار السجن، (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ): لدعوات الملتجئين إليه، (العَلِيمُ): بأحوالهم، (ثُمَّ بَدَا لَهُمْ): ظهر للعزيز وأصحابه، (مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ): على براءة يوسف من قدِّ القميص وكلام الطفل

ص: 222