المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الآية (60) * قَالَ اللهُ عز وجل: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ - تفسير العثيمين: الزمر

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌الآية (1)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (2)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (3)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (4)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (5)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (6)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (7)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (8)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (9)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (10)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (11)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (12)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (13)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآيتان (14، 15)

- ‌من فوائد الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (16)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآيتان (17، 18)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (19)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (20)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (21)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (22)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (23)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآيات (24 - 27)

- ‌من فوائد الآيات الكريمة:

- ‌الآية (28)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (29)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآيتان (30، 31)

- ‌من فوائد الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (32)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (33)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (34)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (35)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (36)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (37)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (38)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآيتان (39، 40)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (41)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (42)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (43)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (44)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (45)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (46)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (47)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (48)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (49)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (50)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (51)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (52)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (53)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (54)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (55)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (56)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (57)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (58)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (59)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (60)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (61)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (62)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (63)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (64)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (65)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (66)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (67)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (68)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (69)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (70)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (71)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (72)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (73)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (74)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (75)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

الفصل: ‌ ‌الآية (60) * قَالَ اللهُ عز وجل: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ

‌الآية (60)

* قَالَ اللهُ عز وجل: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ} [الزمر: 60].

قوله تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ} : (يوم) هذه ظَرْف تَحتاج إلى مُتعلِّق؛ لأن كل ظَرْف أو جارٍّ ومَجرور فلا بُدَّ له من شيء يَتعلَّق به؛ لأن الظرف والجارَّ والمَجرور لا يُمكِن أن يَكون عامِله مَعنويًّا، لا بُدَّ أن يَكون عامِله لفظيًّا، بخِلاف غيرهما، فإنه قد يَكون عامِله مَعنوِيًّا فيَكون مُبتَدَأ، لكن الظرف لا يَكون مُبتَدَأ، والجارُّ والمجرور لا يَكون مُبتَدَأ، فلا بُدَّ له من عامِل لَفْظيٍّ، والعامِل اللفظيُّ إمَّا فِعْل، وإمَّا ما كان بمَعنَى الفِعْل كاسْمِ الفاعِل واسم المَفعول، وعلى هذا يَقول ناظِمُ الجُمَل:

لَا بُدَّ لِلْجَارِّ مِنَ التَّعَلُّقِ

بِفِعْلٍ اوْ مَعْنَاهُ نَحْوُ مُرْتَقِ

وَاسْتَثْنِ كُلَّ زائِدٍ لَهُ عَمَلْ

كَالْبَاءِ وَمِنْ وَالْكَافِ أَيْضًا وَلَعَلّ

إذن: قوله تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ} : {وَيَوْمَ} هذه ظَرْف تَحتاج إلى مُتعلَّق، ومُتعَلَّقها الفِعْل الذي بعدَه {تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا} يَعنِي: وتَرَى الذين كذَبوا على الله يوم القيامة {وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ} ، ولكن قدَّم المَعمول للأَهمِّيَّة؛ لأن المُهِمَّ التَّحدُّث عن هذا اليوم.

ص: 420

وقوله تعالى: {تَرَى الَّذِينَ} الخِطاب لكل مَن يَصِحُّ خِطابه، فيَعُمُّ الرسول صلى الله عليه وسلم، وغيره ممَّن يَصِحُّ توجيه الخِطاب إليهم.

والرُّؤية هنا رُؤيةٌ بصَرية؛ لأن السَّواد لون، والرُّؤية باللَّون هي رُؤيةٌ بصَرية؛ لأن الألوان تُرى ولا تُعقَل؛ يَعنِي: تُدرَك بالرؤية لا بالعَقْل.

قوله تعالى: {كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ} بكل أنواع الكذِب، فكلُّ مَن كذَب على الله تعالى فإن وجهَه سيَكون مُسوَدًّا يوم القيامة، وذلك [بنِسبة الشَّريك له]، كما قال المُفَسِّر رحمه الله [بنِسْبة الولَد له]، كما قال المُفَسِّر رحمه الله أيضًا، وبنِسبة الجَوْر له، وبنِسْبة الظُّلْم، وبأي شيء يَكذِب على الله تعالى، فإن الذين يَكذِبون على الله تعالى ستَكون وجوهُهم يوم القِيامة مُسوَدَّة، حتى لو كانوا في الدُّنيا بِيضًا فإنهم يَأتون يوم القيامة وجوهُهم مُسوَدَّة - والعِياذُ بالله -.

قال تعالى: {تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ} ولم يَقُل: تَرَى وجوهَ الذين كذَبوا على الله مُسوَدَّة؛ لأن التَّركيب المَذكور في القُرآن أَبلَغُ في الإثبات؛ حيث جعَل هذا الوَصْفَ - أَعنِي: سَواد وجوهِهم - مُكوَّنًا من جُملة واحِدة؛ لأن الجُملة الاسْمِيَّة تُفيد الثُّبوت والاستِمْرار، بخِلاف الجُمْلة الفِعْلية فإنها تُفيد التَّجدُّد والحُدوث.

فـ {تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ} ترَى نفس الإنسان وجهُه مُسوَدٌّ، لكن لو قال: تَرَى وجوه الذين كذَبوا على الله تعالى مُسوَدَّة لم تَحصُل هذه الفائِدة.

إذن: هذا التركيبُ الذي في الآية الكريمة يُفيد مَعنًى أكثَرَ ممَّا لو كان على التَّركيب الذي ذكَرْته؛ لأن هذا التَّركيبَ القرآنيَّ يَدُلُّ على أن هذا الاسوِدادَ في

ص: 421

وجوههم ثابِتٌ مُستَقِرٌّ، حيث جاء بالجُملة الاسمِيَّة، والجُملة الاسْمِيَّة تُفيد الثُّبوت والاستِمْرار.

قوله تعالى: {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ} : {أَلَيْسَ} الاستِفهام هنا للتَّقرير، ويَقول العُلماءُ رحمهم الله: كلَّما جاءَت أداة النفيِ بعد الاستِفْهام فإنه للتَّقرير، كقوله تعالى:{أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} [التين: 8].

وقوله تعالى: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} [القيامة: 40]، وقوله تعالى:{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} [الزمر: 36]، وقوله تعالى:{أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ} [الزمر: 60]، وقوله تعالى:{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح: 1]، والآيات في هذا كثيرة.

فالاستِفهام إذَنْ في هذه الآيةِ: {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ} - والجَوابُ: بلى - استِفهام تَقرير.

وقوله تعالى: {جَهَنَّمَ} اسمٌ من أسماء النار - أَعاذَني الله تعالى وإيَّاكم منها - وهل هو اسمٌ مُعرَّب، أو هو اسمٌ عرَبيٌّ على وَزْن فَعلَل؟

في ذلك قولان:

منهم مَن قال: إنه اسم مُعرَب وأصلُه في الفارسية: (كهَنّام) فعُرِّب فآلَ إلى جَهنَّمَ. وقيل: بل هو اسمٌ عرَبيٌّ على وَزْن فَعلَّل، مَأْخُوذ مِنَ الجُهمة وهي الظُّلْمة؛ لأن النار - والعِياذُ بالله - سَوداءُ مُظلِمة.

وإذا دار الأمرُ بين أن تَكون الكلِمة أصيلة أو دَخيلة فالأصل أنها أَصيلة؛ لأن القُرآن عرَبيٌّ، فإذا حكَمْنا بأن الأصل عرَبيٌّ جعَلنا اللغة العربية غَنيَّةً عن غيرها، وإذا جعَلْنا أصلَه فارِسيًّا، أو حبَشِيًّا، أو ما أَشبَه ذلك، ولكنه عُرِّب، فهذا يَعنِي أن

ص: 422