المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الآية (63) * قَالَ اللهُ عز وجل: {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ - تفسير العثيمين: الزمر

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌الآية (1)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (2)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (3)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (4)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (5)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (6)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (7)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (8)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (9)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (10)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (11)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (12)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (13)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآيتان (14، 15)

- ‌من فوائد الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (16)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآيتان (17، 18)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (19)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (20)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (21)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (22)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (23)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآيات (24 - 27)

- ‌من فوائد الآيات الكريمة:

- ‌الآية (28)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (29)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآيتان (30، 31)

- ‌من فوائد الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (32)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (33)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (34)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (35)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (36)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (37)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (38)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآيتان (39، 40)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (41)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (42)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (43)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (44)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (45)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (46)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (47)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (48)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (49)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (50)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (51)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (52)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (53)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (54)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (55)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (56)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (57)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (58)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (59)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (60)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (61)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (62)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (63)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (64)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (65)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (66)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (67)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (68)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (69)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (70)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (71)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (72)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (73)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (74)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (75)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

الفصل: ‌ ‌الآية (63) * قَالَ اللهُ عز وجل: {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

‌الآية (63)

* قَالَ اللهُ عز وجل: {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [الزمر: 63].

قال الله عز وجل: {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} قال رحمه الله: [أي: مَفاتيحُ خزائِنها من المطَر والنبات وغيرهما]، قوله تعالى:{لَهُ مَقَالِيدُ} المَقاليد جَمْع: مِقلاد، وهو ما يُقلَّد به الشيء، هذا هو هذا الأصل، والمُفَسِّر رحمه الله جعَل المَقاليد هنا بمَعنَى: المَفاتيح، ولو أنه قال:{لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أي: تَدبير السمَواتِ والأرض. لكان أَوْلى؛ لأن كلِمة: المَفاتيح قد يَظُنُّ الظانُّ أنه يَملِك المفاتيح دون التَّدبير، ولكن الأمر ليس كذلك، فهو بيَدِه مَقاليد السمَواتِ والأرض. أي: تَدابيرُهما كما يَشاء.

ثُمَّ قال عز وجل: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا} مُبتَدَأ، وجملة:{أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} خبَرُه، وعلى هذا فتَكون هذه الجُملةُ تَتَضمَّن جُمْلَتين: كُبرى، وصُغرى.

الكبرى: هي المُكوَّنة من المُبتَدَأ والخَبَر، والصُّغرى: هي التي وقَعَت خبَرًا، فقوله تعالى:{وَالَّذِينَ كَفَرُوا} مُبتَدَأ، {أُولَئِكَ} مُبتَدَأ آخَرُ {الْخَاسِرُونَ} خبَر المُبتَدَأ الآخَر، والجُملة من المُبتَدَأ الثاني وخبَرِه خبَرُ المُبتَدَأ الأوَّل.

وفائِدة الإتيان بهذا التَّركيبِ: أنه أُسنِدَت الجُمْلة الثانية إلى الأُولى حتى صارت

ص: 431

الجُمْلة جُمْلتين في المَعنَى.

أمَّا قوله تعالى: {هُمُ الْخَاسِرُونَ} فـ {هُمُ} ضَمير فَصْل لا مَحَلَّ له من الإعراب.

وفائِدتُه:

أوَّلًا: التَّوكيد.

ثانيًا: الحَصْر.

ثالثًا: التَّمييز، أو إن شِئْت فقُلِ: الفصل بين كون ما بعدَه خبَرًا أو وَصْفًا، فإنك إذا قلت: زيدٌ هو الفاضِلُ. فإن كلمة (الفاضِل) تَحتَمِل أن تَكون خبَرًا، أو أن تَكون صِفة إذا حَذَفت (هو)، وإذا قلت: زيدٌ الفاضل. فربما يَترَقَّب الإنسان كلِمة أُخرى تَتِمُّ بها الجُملة، ويَعتقِد أن (الفاضِل) صِفة، فإذا قلتَ: هو الفاضِل. زال هذا الوهمُ، أو زال هذا التَّوقُّع، وعَلِم أن ما بعد (هو) خبَرَ المُبتَدَأ.

قال رحمه الله: [{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ} القرآن] وهذا فيه شيءٌ من القُصور؛ لأن آياتِ الله عز وجل في القرآن وفي غير القرآن، ثُمَّ الآياتُ كونيةٌ وشَرْعيةٌ، والكُفْر يَكون بهما جميعًا؛ أي: بالآيات الكونية والآيات الشرعية، ويَكون بالقرآن وبالتَّوراة وبالإنجيل وبغَيرِهما من الكُتُب التي أَنزَلها الله عز وجل، فالأَوْلى العُموم أن يُقال: كفَروا بآيات الله تعالى الكَوْنية والشَّرْعية، القرآن وغير القرآن.

وأصل الكُفْر الجَحْد، ومنه: الكفرة الذي هو وِعاء طَلْع النَّخْلة؛ لأنه يَستُر الطَّلْع ولا يَتبيَّن، والكافِر جاحِدٌ ساتِرٌ لحَقِّ الله عز وجل ولنِعَم الله عز وجل، وكُفرهم بآيات الله تعالى يَكون تارةً بالتكذيب وتارةً بالاستِكْبار، ففي مُقابِل الأخبار يَكون بالتَّكذيب،

ص: 432

وفي مُقابِل الأمر والنَّهيِ يَكون بالاستِكْبار.

إذَنِ: الكُفْر قُلنا: إنه يَتَضمَّن شيئين: إمَّا جُحودًا، وإمَّا استِكبارًا.

قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} ، قوله تعالى:{أُولَئِكَ} اسمُ إشارة، وهنا المُشار إليه بعيد؛ لأن الكافَ لا تَأتِي إلَّا إذا كان المُشار إليه بعيدًا، فإنها تَأْتي الكاف لتَنبيه المُخاطَب إلى المُشار إليه؛ لبُعْده، أمَّا إذا كان المُشار إليه قريبًا فإنه لا يُؤتَى بالكاف، بل يُقال:(أولاءِ) مثل: (هَؤلاءِ)، ويُقال:(هذا) لكن إذا كان بَعيدًا فإنه يُؤتَى بالكاف؛ لتَنبيه المُخاطَب إلى المُشار إليه؛ لأنه لا شَكَّ أن الإنسان إذا خُوطِب كان ذلك أبلَغَ في تَنبيهه: (أولئِك) إذا قلتَ الكافَ سيَنتَبِه ويَنظُر من هذا المُشارُ إليه.

فإذا كان لا يَكون إلَّا البعيد، فالبُعْد إمَّا عُلوٌّ أو سُفول، وإمَّا حِسِّيٌّ وإمَّا مَعنَوِيٌّ، فالأقسام إذَنْ أربعة، والقِسْم الذي يَنطَبِق على الذين كفَروا هنا حِسِّيٌّ، لكن في الدنيا مَعنوِيٌّ؛ لأنه قد يَكون كافِرًا وهو في قِمَّة الجبَل.

قوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} هم لا غيرهم الخاسِرون الذين خسِروا الدُّنيا والآخِرة، أمَّا خُسْران الآخِرة فظاهِر، وأمَّا خُسْران الدنيا فإنهم إنما خُلِقوا لعِبادة الله تعالى، ولم يَقوموا بعِبادة الله تعالى، إذَنْ خَسِروا المعنى الذي من أَجْله خُلِقوا، قال الله تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، وقال الله تعالى:{قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الزمر: 15].

قال المُفَسِّر رحمه الله: [مُتَّصِلٌ بقوله: {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ} وما بينهما اعتِراض] قوله رحمه الله: [مُتَّصِلٌ] يَعنِي بقوله تعالى: {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا

ص: 433

بِمَفَازَتِهِمْ}؛ هذا ما ذهَب إليه رحمه الله، ولكن هذا قد يُنازَع، قد يُقال إن قوله تعالى:{وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ} هو مُتَّصِل بما قبلَه، لمَّا ذكَر الذين كذَبوا على الله تعالى أن وجوهَهم مُسوَدَّة قال تعالى:{وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا} ، أمَّا هذا فليس له صِلة بما ذُكِر، بل صِلَته بما قَبْله مُباشَرةً أَبْيَنُ وأَظهَرُ؛ لأن الله تعالى قال:{اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} يَعنِي: فبَعدَ هذا البيانِ، وبعد إقرار الكُفَّار بأن الله تعالى خالِق كل شيء لا يَبقَى لهم رِبْحٌ إذا كفَروا، بل همُ الخاسِرون.

فتَكون هذه الآيةُ مُتَّصِلةً بما قبلَها مُباشَرةً، وليست مُتَّصِلةً بقوله تعالى:{وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ} ، لأن هذه الآيةَ:{وَيُنَجِّي اللَّهُ} مُتَّصِلة بما قبلَها، وهذا هو مُقتَضى النَّظْم القرآني، أمَّا أن نُشَتِّتَ الآياتِ ونَقول: كلُّ هذه الجُملةِ {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} كل هذا جُملة اعتِراضية، أو كل هذا اعتِراضٌ لا محَلَّ له هنا؛ فلا شَكَّ أن هذا خِلاف ما يَقتَضيه النَّظْم وسِياق القرآن.

فالصَّوابُ: أن هذه الجُملةَ مُتَّصِلة بما قبلَها، ووجهُ الاتِّصال أنه بيَدِه مَقاليدُ السمَوات والأرض، وأنه خالق كل شيء، وهم يُقِرُّون به؛ فصار هؤلاء الذين يُقِرُّون بأن الله تعالى خالِق كل شيء، وأن له مَقاليدَ السموات والأرض وكفَروا به يَكونون خاسِرين لا شكَّ هم أَخسَرُ الناس، فكيف يُقِرُّون بأن الله تعالى خالِق كل شيء، وأن له مَقاليدَ السموات والأرض ثُم يَكفُرون بآياته؟! وكان مُقتَضى هذا الإقرارِ أن يُؤمِنوا بآياته، ولكنهم خَسِروا فكفَروا بآيات الله تعالى، قال الله تعالى:{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} .

ص: 434