المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الآية (75) * قَالَ اللهُ عز وجل: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ - تفسير العثيمين: الزمر

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌الآية (1)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (2)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (3)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (4)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (5)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (6)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (7)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (8)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (9)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (10)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (11)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (12)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (13)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآيتان (14، 15)

- ‌من فوائد الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (16)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآيتان (17، 18)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (19)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (20)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (21)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (22)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (23)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآيات (24 - 27)

- ‌من فوائد الآيات الكريمة:

- ‌الآية (28)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (29)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآيتان (30، 31)

- ‌من فوائد الآيتين الكريمتين:

- ‌الآية (32)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (33)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (34)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (35)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (36)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (37)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (38)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآيتان (39، 40)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (41)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (42)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (43)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (44)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (45)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (46)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (47)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (48)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (49)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (50)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (51)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (52)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (53)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (54)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (55)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (56)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (57)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (58)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (59)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (60)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (61)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (62)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (63)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (64)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (65)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (66)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (67)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (68)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (69)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (70)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (71)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (72)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (73)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (74)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

- ‌الآية (75)

- ‌من فوائد الآية الكريمة:

الفصل: ‌ ‌الآية (75) * قَالَ اللهُ عز وجل: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ

‌الآية (75)

* قَالَ اللهُ عز وجل: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الزمر: 75].

قوله تعالى: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ} : (تَرَى) تَرَى أيُّها المُخاطَب، ويُحتَمَل أن المُراد به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن القول الأوَّلَ أَوْلى؛ لأنَّ القول الأوَّلَ يَشمَل القولَ الثانِيَ ولا عكسَ، فإنك لو قُلتَ: وتَرَى يا مُحمَّدُ. حجَبْت هذا الخِطابَ عن بقية الأُمَّة، وإذا قُلت: وتَرَى أيُّها المُخاطَب صار عامًّا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم ولغيرِه من الأُمَّة.

والقاعِدةُ: أنه إذا دار اللَّفْظ بين مَعنًى عامٍّ ومَعنًى خاصٍّ فإنَّه يُحمَل على المَعنَى العامِّ؛ لأنك إذا حمَلته على المَعنَى العامِّ دخَل فيه الخاصُّ ولا عكسَ.

وقوله: {الْمَلَائِكَةَ} جَمعُ ملَك، والمَلَك في الأصل هو الرَّسول، والمَلائِكة جعَلهم الله تعالى رُسُلًا، وهم عالَم الغَيْب قائِمون بأَمْر الله عز وجل، مَخلوقون من نور؛ ولهذا ليس فيهم مَعْصية؛ لأنهم خُلِقوا من نور.

والجِنُّ خُلِقوا من النار؛ ولهذا كان الأصل أنه ليس فيهم طاعة، فإن أَباهم وزعيمهم استَكبَر من أمر الله تعالى الذي خاطَبَه به مُشافَهةً.

قوله تعالى: {الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ} يَقول المُفَسِّر رحمه الله: [حال]، وإنما جعَلها حالًا؛ لأن الرُّؤْية هنا بصَرية، والرؤية البصَرية لا تَنصِب إلَّا مَفعولًا واحِدًا، فما

ص: 513

يَأتي بعدَه مَنصوبًا يَكون مَنصوبًا على الحال، بخِلاف الرُّؤية العِلْمية فإنَّها تَنصِب مَفعولين.

إِذَنِ: الرؤيةُ هنا بصَرية، ولهذا أَعرَب المُفَسِّر رحمه الله قوله تعالى:{حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} أَعرَبها حالًا.

وقوله تعالى: {حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} أي: مُحيطين به.

والعَرْش هو عَرْش الله عز وجل الذي استَوَى عليه، وهو أَعظَمُ المَخلوقات وأَعلاها، وأَوْسعها، فإن الكرسيَّ وسِعَ السمواتِ والأرضَ؛ يَعنِي: أَحاط بها وشمِلَها، والعَرْش أَعظَمُ من الكُرسيِّ؛ وقد ورَد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الكُرسيَّ مَوضِع القَدَمَيْن (1)، وقال بعضُ العُلَماءِ رحمهم الله: إنه بالنِّسبة للعَرْش كالدرَجة.

وقد جاء في الحديث: "أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ فِي الْكُرْسِيِّ كَحَلَقَةٍ أُلْقِيَتْ فِي فَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ" الحلَقة: حلَقة المِغفَر وهي حلَقة ضَيِّقة "أُلْقِيَتْ فِي فَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، وَأَنَّ فَضْلَ الْعَرْشِ عَلَى الْكُرْسِيِّ كفَضْلِ الْفَلَاةِ عَلَى هَذِهِ الحَلَقَةِ"(2).

إِذَنْ: فيَكون هذا العرشُ عظيمًا لا يَقدُر قَدْره إلَّا الله عز وجل.

قال رحمه الله: [{حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} من كل جانِب] ووجهُ هذا التَّفسيرِ: أنَّه من كل جانِب؛ لأنه أَطلَق قوله تعالى: {حَوْلِ الْعَرْشِ} ، وحينئذ لا بُدَّ أن يَكون هذا

(1) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (3/ 250 رقم 3030)، وابن خزيمة في التوحيد (1/ 248)، وابن أبي حاتم في تفسيره (2/ 491 رقم 2601)، والطبراني في معجمه الكبير (12/ 39 رقم 12404)، وأبو الشيخ في العظمة (2/ 552)، والحاكم في المستدرك (2/ 282).

(2)

أخرجه ابن حبان في صحيحه رقم (361)، وابن بطة في الإبانة (7/ 181)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 166)، من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه.

ص: 514

الحَولُ من كل جانب؛ لأنهم لو أَحاطوا من جانِبٍ واحِد لم يَكونوا حول العَرْش من الجانب الخالي، فإذا كانوا حافِّين من حوله فلا بُدَّ أن يُحيطوا بجميع جوانِبه؛ ولهذا قال رحمه الله:[مِن كُلِّ جانِب].

قوله تبارك وتعالى: {يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} قال رحمه الله: [{يُسَبِّحُونَ} حال] يَعنِي: الجُمْلة هذه حاليَّة [من ضمير {حَافِّينَ}]؛ لأن {حَافِّينَ} اسم فاعِل، واسم الفاعِل يَتَحمَّل الضمير كما يَتَحمَّله الفِعْل.

وقوله رحمه الله: [{يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} مُلابِسين للحَمْد] يَعنِي: جعَل الباء في قوله تعالى: {بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} للمُلابَسة، وإن شِئْت فقُلْ: للمُصاحَبة. أي: يُسبِّحون تَسبيحًا مَصحوبًا بالحَمْد، أي: يَقولون: سُبحانَ اللهِ وبحَمْدِه.

والجمع بين التَّسبيح والحمد هو كَمال المُسبَّح والمَحمود؛ لأن بالتَّسبيح زوال النقائِص والعُيوب، وبالحَمْد إثبات الكمال، فيَكون الجَمْع بين التَّسبيح والحَمْد مُفيدًا لمَعنًى أكثَرَ ممَّا لوِ انفَرَد التسبيح أوِ انفَرَد الحمد.

فإن قال قائِل: قال بعضُ أهل العِلْم في قوله تعالى: {يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} : إن التسبيح هنا للتَّلذُّذ لا للتَّعبُّد؛ لأنَّه لا تَكليفَ في ذلك اليومِ، فما رأيُكم؟

فالجَوابُ: رأْيُنا أن هذا قول باطِل، بل وللتَّعبُّد، ولكنهم يَتَلذَّذون بالعِبادة، يَعنِي: يَشعُرون بأنهم خاضِعون لله تعالى مُتذَلِّلون له.

وأمَّا قوله: لا تَكليفَ في ذلك اليومِ. فهو أيضًا باطِل، ففي ذلك اليومِ تَكليف؛ ألَيْسَ الله سبحانه وتعالى يَقول:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} [القلم: 42]؟ ففيه تَكليف، ومَن نَفَى التَّكليف في ذلك اليومِ فقَدْ أَخطَأ وغفَل عن النُّصوص الدالَّة على أن فيه تَكليفًا.

ص: 515

وقوله رحمه الله: [{وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} بين جميع الخَلائِق {بِالْحَقِّ} أيِ: العدل، فيَدخُل المُؤمِنون الجَنَّة، والكافِرون النار]، قوله تعالى:{وَقُضِيَ} أي: حُكِم؛ لأن القَضاء مَعناه: الحُكْم.

وقوله تعالى: {وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} : {وَقِيلَ} أُبهِم الفاعِل؛ ليَكون أَعمَّ. يَعنِي: أن الله تعالى في تلك الحالِ يُحمَد من كل أحَد، ومن كل جانِب، ومن كل جِهة، والحمد هنا مَقرون بـ (أل) المُفيدة للاستِغْراق، واللَّام في قوله تعالى:{لِلَّهِ} للاختِصاص والاستِحْقاق، فإذا جعَلْنا الحمد للاستِغْراق شمِلت كلَّ أنواع الحَمْد، سواءٌ كان على كَمال الصِّفات أو على الإِفْضال والإِحْسان والإِنْعام، وإذا قُلنا: اللَّام في قوله تعالى: {لِلَّهِ} أنها للاستِحْقاق والاختِصاص تَبيَّن أن الحَمدَ المُطلَق لا يَستَحِقُّه إلَّا الله تعالى، ولا يَكون إلَّا لله تعالى اختِصاصًا، ولا يُحمَد به إلَّا اللهُ تعالى استِحقاقًا.

والفَرْق بين الحَمْد والمَدْح مع تَساويهما في الحُروف: أن المَدْح وَصْف بالكَمال، لكن لا يَستَلزِم المَحبَّة، وأمَّا الحمْد وهو وَصْف للكَمال مُستَلزِمٌ للمَحبَّة، فالله تعالى يُحمَد ويُمدَح، لكن الحَمد أَخَصُّ من المَدْح؛ لأنَّ المَدْح هو مُطلَق الثَّناء، وأمَّا الحمد فهو ثَناء مَقرون بمَحبَّة وتَعظيم.

وقوله تعالى: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} أي: خالِق العالَمين ومالِكهم ومُدبِّرهم، والعالَم كلُّ مَن سِوى الله تعالى.

قال رحمه الله: [ختَمَ استِقْرار الفَريقين بالحَمْد من المَلائِكة]، وهذا فيه نظَر، فليس من المَلائِكة فقَطْ، بل من المَلائِكة وغيرهم؛ ولهذا أُبهِم الفاعِل فقال تعالى:{وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} .

ص: 516