الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من فوائد الآية الكريمة:
الْفَائِدَة الأُولَى: أن المُدبِّر للسَّموات والأرض هو الله تعالى وحدَه؛ ووجهُ كونه وحدَه: أنه قُدِّم الخَبَر في قوله تعالى: {لَهُ مَقَالِيدُ} وتقديم الخَبَر يُفيد الحَصْر.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: لَفْت نظَر الإنسان إلى أن لا يَستَعين إلَّا بالله تعالى، ولا يَسأَل إلَّا الله تعالى، ولا يَتَوكَّل إلَّا على الله تعالى؛ وجهُ ذلك: أنه هو الذي له مَقاليدُ السمَوات والأرض، فإِذَن لا تَلتَفِت إلى غيره، كما قال النبيُّ عليه الصلاة والسلام لعَبدِ الله بن عباس رضي الله عنهما:"إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ"(1).
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أن الكافِرين همُ الخاسِرون وإن كانوا في الدنيا قد ربِحوا الجَوْلة، فإنهم خاسِرون دُنيا وأُخرى؛ لقوله تعالى:{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} .
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: وُجوب الإيمان بآيات الله تعالى؛ ووجهُ الدَّلالة: أنه إذا كان الوَعيد على مَن كفَر بها دلَّ ذلك على وُجوب الإيمان.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: تَحريم الكُفْر؛ لكونه سببًا للخَسارة.
فإذا قال قائل: أين في الآية لفظ يحرم؟
قُلْنا: التحريم يُستَفاد بعِدَّة طرُق، منها: النهيُ مثل: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا} [الإسراء: 32]، ومنها: التصريح بالتحريم مثل: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ} [المائدة: 3]، ومنها: نفيُ الحِلِّ مثل: {وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ} [البقرة: 228]، ومنها: الوعيد على الشيء، ومنها: بيانُ فَوات الخير.
(1) أخرجه الإمام أحمد (1/ 293)، والترمذي: كتاب صفة القيامة، رقم (2516).
وطرق إفادة التحريم مُتعَدِّدة، لكن من جُمْلتها: أن تَرتيب الخُسْران على فعل الشيء يَدُلُّ على أنه حرام.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: رِبْح الذين آمَنوا، وأنهم هم الرابِحون، فيُؤخَذ من مفهوم خَسارة الكافِرين: أن يَكون الرِّبْح للمُؤمِنين، وقد صرَّح الله تعالى بذلك في قوله تعالى:{وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 1 - 3].