الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإيمان والتسليم به دون تكييف، لكن من الواضح جدًا أن وصف الرسول عليه السلام لكلتا يدي ربه تبارك وتعالى بأنها يمين فهو تأكيد أنه ليس كمثله شيء.
"فتاوى جدة- الأثر -"(26ب /00:09:26)
[927] باب منه
السائل: عدة مرات كنت سألتك أنه بالنسبة لله عز وجل الأحاديث تشير إلى أن كلتا يدي ربي يمين، الأحاديث تشير كلها أنه فقبض قبضة يمينه وباليد الأخرى، أو أنه ضرب بكتف آدم ضرب بيمينه ثم ضرب في كتفه الأخرى، وذكرت لي مرة أنه فيه أحاديث تُوضِّح أن لله يداً شمالاً أو يسرى،
…
ما أستذكر الحديث، فهل الحديث وارد بذكر اليد اليسرى؟
…
الشيخ: كلمة اليمنى فيها تنبيه أن فيه هناك يسرى، وهذا طبعاً لا نقوله ونقف عنده؛ لأن هذا قول بالرأي، ولا يجوز أن نقول مثل هذا الرأي فيما يتعلق بغيب الغيوب وهو الله وصفاته، لكن أنا أقول: كأني سمعتك آنفاً أيضاً أشرت إلى حديث وهو حديث القبض، قبض قبضة بيمنه، أم أنا واهم ما ذكرته؟
مداخلة: أنه قبض قبضة فقال: في الجنة ولا أبالي، وضرب بكتفه اليسرى وقال: في النار ولا أبالي، وضرب بالأخرى بكتفه الأيسر وقال: في النار ولا أبالي.
الشيخ: هذه الأخرى ما هي؟
مداخلة: ما هذه التي أنا أسأل، أنت ذكرت لي مرة شيخنا ..
الشيخ: لا لا، أنا آتيك بالبيان، الحديث مُخرَّج في الأحاديث الصحيحة: «قبض قبضة بيمينه فقال: هؤلاء في الجنة ولا أبالي، وقبض قبضة بشماله فقال:
هؤلاء إلى النار ولا أبالي»، ثم فيه حديث يذكر اليمين واليسار الآن لا أتذكر لفظ الحديث، ثم يعقب على ذلك بقوله عليه السلام:«وكلتا يدي ربي يمين» ، إذاً: أيضاً يشر إلى حديث القبضتين، فيه يمنى وفيه يسرى، وقوله عليه السلام:«وكلتا يدي ربي يمين» هو كالتفصيل فيما يتعلق بهذه الصفة الإلهية بقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى:11) فربُّنا له يدان مبسوطتان كما هو صريح القرآن، وكما جاء في السنة يمين وشمال، لكن تميز ربنا عز وجل بهذا الوصف النبوي الذي يمكن أن نقول: إنه اقتباس من النص القرآني حين قال: وكلتا يدي ربي يمين، فهو ليس كمثله شيء إذاً، نحن البشر صحيح شمال ويمين لكن لا نوصف بما وصف نبينا ربنا تبارك وتعالى بقوله: وكلتا يدي ربي يمين. ولذلك فقد ضل ضلالاً بعيداً أحد الوعاظ المشهورين في مصر حينما أراد أن يمدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم فخاطبه بقوله: وكلتا يديك يا رسول الله يمين، وهذا هو الذي نهى عنه الرسول عليه السلام حين قال:«لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله» ، وقوله عليه السلام:«إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك الذين من قبلكم غلوهم في دينهم» فهذا الرجل يظن أن المبالغة في مدح الرسول عليه السلام مما يقربهم إلى الله زلفى، فالأمر ليس كذلك أبداً، وبخاصة حينما أخذ هذه الصفة وأطلقها على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ورسول الله خص بها ربه، فقال:«وكلتا يدي ربي يمين» .
فإذاً: له صفة اليمين والشمال، وفوق ذلك وكلتا يدي ربي يمين.
"الهدى والنور"(255/ 54: 16: 00)