الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخلف يعترفون بأن السلف ما كانوا يؤولون، لكن هؤلاء لتضليل الناس اليوم وإخراجهم عن سبيل المؤمنين الأولين يزعمون بأن السلف أولوا، الحقيقة: أنهم ما أولوا، والنصوص الكثيرة والكثيرة جداً يجدها المسلم مجموعة في كتاب الحافظ الذهبي المعروف بالعلو للعلي الغفار.
وكنت أنا اختصرته وحذفت منه بعض الروايات والآثار الواهية الضعيفة، فتجد هناك عشرات الصحابة والتابعين وأتباعهم والحفاظ من الأئمة كلهم لا يؤولون ويردون على المؤولة؛ لذلك فهذا تضليل من هذا السخاف لسبيل المؤمنين، من أجل أن يضلوا هؤلاء الناس الذين لا علم لهم بما يدجل به هذا الإنسان الذي ابتلي من حوله اليوم ومن وصلت رسائله إليهم بأضاليله الكثيرة المبثوثة في رسائله.
"الهدى والنور"(795/ 17: 44: 00)
[817] باب أثر القول بالمجاز في أبواب الصفات
مداخلة: هل [تعتقد] بالمجاز؟
الشيخ: ما نعتقد في مجاز إلا المعنى الضيق: المحدَّد، ونستطيع أن نأتي بجانب منه: هنا تعابير في القرآن يسميها بعض المتأخرين بأنها مجاز، لكن تسمية هذا النوع من المجاز يتنافى مع قولهم: الأصل في كل عبارة الحقيقة أن تُفَسَّر على ظاهرها وعلى حقيقتها، وأنه لا يجوز الخروج عنها بتأويلها إلا لقرينة، هذا تعريفهم للحقيقة والمجاز، لكن مع ذلك نجدهم يأتون إلى بعض عبارات فيقولون عنها بأنها مجاز، فتسميتهم مجاز هذا محض اصطلاح مثلًا: قوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا} (يوسف:82) يقولون: هذا مجاز
لعلهم يسمونه مجاز الحذف، طيب! هذا الكلام من حيث الأسلوب العربي لا أحد يفهم منه ظاهر العبارة وهي اسأل القرية، يعني: شجرها وحيطانها ونحو ذلك، هذا المعنى لا يتبادر إلى ذهن عربي إطلاقًا وإنما المتبادر هو سكانها .. أهلها، ولأن هذا المعنى هو المتبادر لا يسمى هذا الكلام مجاز؛ لأنه المتبادر، مع ذلك هم يحشرونه في اسم المجاز.
مثلًا يقول العربي: سال الميزاب، لو أردنا أن نأخذ هذه العبارة العربية القديمة على طريقة الحقيقة والمجاز، حقيقة هذه العبارة أن الميزاب من شدة الحرارة ذاب حتى سال، لكن هذا المعنى لا أحد يفهمه إطلاقًا، ما هو المفهوم؟ سال الميزاب، أي: ماء الميزاب، هذه الحقيقة وليست مجازًا، لكن هم يسمونها مجاز، حينما ينتقل البحث في هذه المسألة إلى ما يتعلق بأحاديث الصفات وآيات الصفات نجد بأنهم حادوا عن القاعدة التي أشاروا إليها: أن الأصل بكل جملة عربية الحقيقة، ولا يصار عنها إلى المجاز إلا للضرورة، فمثلًا الآية المعروفة:{وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} (الفجر:22) جاء ربك: يفسرونها بمعنى: ما جاء ربك، ولذلك يسمي علماء السلف هؤلاء المؤولة بالمعطلة، فربنا يقول: جاء ربك، ثم يقولون: لا، ربنا ما يأتي ولا يجئ ولا ولا إلى آخره، «ينزل ربنا في كل ليلة .. » لا ما ينزل، لماذا؟ قال: هذا مجاز، ما الذي اضطرهم إلى القول بالمجاز؟ ليس هناك شيء إلا انحرافهم عن فهم الكتاب والسنة على الأسلوب العربي الذي فهمه الصحابة مباشرًة من نبيهم عليه الصلاة والسلام؛ ولذلك لم يتكلفوا التأويل.
فإذًا: ليس هناك مجاز إلا للضرورة، وأين الضرورة في تأويل آيات الصفات وأحاديث الصفات؟ وهذا بحث وَفَّاه شيخ الإسلام ابن تيمية حيث لا أحد يستطيع أن يأتي بمثل ما أتى هو به
…
"لقاءات المدينة"(1/ 00:42:09)