الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(النَفَس)
[980] باب معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم:
«إني أجد نَفَسَ الرحمن من هنا» يشير إلى اليمن
[قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم]:
«إني أجد نفس الرحمن من هنا- يشير إلى اليمن» .
[قال الإمام]:
يبدو أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يذهب إلى ثبوت الحديث، فقد رأيتهُ سُئل عن حديث:«الحجر الأسود يمين الله في الأرض» ، وعن هذا الحديث في "مجموع الفتاوى"(6/ 397 ـ 398)؟ فضعف الأول، دون هذا، وقال مبيناً معناه، وأنه ظاهر فيه؛ فقال:
"فقوله في: "اليمن " يبين مقصود الحديث؛ فإنه ليس لليمن اختصاص بصفات الله تعالى حتى يظن ذلك، ولكن منها جاء الذين يحبهم ويحبونه، الذين قال فيهم: {من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه}؛ وقد روي أنه لما نزلت هذه الآية؛ سئل عن هؤلاء؛ فذكر أنهم قوم أبي موسى الأشعري (1). وجاءت الأحاديث الصحيحة، مثل قوله: "أتاكم أهل اليمن، أرق
(1) فيه عدة أحاديث يدل مجموعها على صحة ذلك؛ انظر الحديث الآتي. [منه].
قلوباً، وألين أفئدة، الإيمان يمان، والحكمة يمانية " (1).وهؤلاء هم الذين قاتلوا أهل الردة، وفتحوا الأمصار، فبهم نَفَّس الرحمن عن المؤمنين الكربات، ومن خصص ذلك بأويس؛ فقد أبعد".
قلت: وعلى هذا المعنى فليس الحديث من أحاديث الصفات، ولذلك لم يورده الحافظ الذهبي في جملة أحاديثها في كتابه "العلو" الذي كنت اختصرته، وهو مطبوع، خلافاً للشيخ زاهد الكوثري الذي غمز من صحته كما تقدم مع الرد عليه، ولذلك كذَّب ابن تيمية رحمه الله ما حكاه الغزالي عن بعض الحنابلة أن الإمام أحمد لم يتأول إلا ثلاثة أشياء؛ منها هذا الحديث، فقال (5/ 398):
"فهذه الحكاية كذب على أحمد، لم ينقلها أحد عنه بإسناد، ولا يُعرف أحد من أصحابه نقل ذلك عنه، وهذا الحنبلي مجهول لا يعرف ".
ثم رأيت ابن الأثير قد أورد الحديث في مادة (نفس) من "النهاية "، وقال:"قيل: عنى به الأنصار؛ لأن الله نفَّس بهم الكُرَب عن المؤمنين، وهم يمانون؛ لأنهم من الأزد، قال الأزهري: (النفس) في الحديث اسم وضع موضع المصدر الحقيقي من: نَفَّس يُنَفسِّ تنفيساً ونفساً)، كما يقال: (فرج يفرج تفريجاً وفرجاً)؛ كأنه قال: أجد تنفيس ربكم من قِبَل اليمن ".
"الصحيحة"(7/ 2/1099، 1101 - 1102).
(1) متفق عليه، وهو مخرج في "الروض النضير"(1045). [منه].