الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فهذا السلف كانوا يُؤمِنون بأن الله على العرش استوى، لكن في الوقت نفسه لا يؤمنون بأن لله مكاناً، هذا الجمع بين الإيجاب والسلب هي العقيدة الصحيحة، أي: الإيمان بأن الله عز وجل فوق العرش عقيدة إيجابية لا بد منها، وتنزيه الرب من المكان هذه عقيدة سلبية يجب تنزيه الله من كل مكان، ذلك لأن المكان خلق من خلق الله؛ لأن في الحديث الصحيح:«كان الله ولا شيء معه» فالله عز وجل كان وليس في مكان، فهو الغني عن المكان وعن الزمان، ولكنه لما خلق الخلق فهو خلق الخلق فوقه، خلق الخلق واندس جوفه، حاش لله فهو العلي الأعلى، هذه هي العقيدة الصحيحة التي عليها علماء السنة وعلماء السلف الصالح؛ لأن حديث الجارية فيها تصريح بأين الله؟ والجواب: بأنه في السماء، ذلك أنكروه مع أنه حديث صحيح باتفاق علماء المسلمين قاطبة، سواء كانوا من علماء الحديث وهذا اختصاصهم أو من علماء التفسير أو الفقه، كلهم مجمعون على صحة هذا الحديث مع ذلك فبعضهم حتى اليوم ينكره، ونسأل الله السلامة.
"الهدى والنور"(633/ 12: 38: 00)
[1015] باب منه
الملقي: شيخنا في أحد الأخوة جاء من إربد قبل قليل يبلغك السلام، ويسأل بالنسبة لحديث الجارية اللي سألها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:«أين الله؟» ، فيقول: هذا الحديث هل ذكر أحد من أهل العلم ضعف هذا الحديث أو شيء؟ مع أنه موجود طبعاً في صحيح مسلم.
الشيخ: إي نعم.
الملقي: هل في أحد من أهل العلم ضعَّف هذا الحديث على مر العصور؟
الشيخ: لا يوجد مطلقاً من طعن في هذا الحديث إلا بعض جهمية العصر الحاضر بس، وعلى رأسهم الشيخ زاهد الكوثري، والحقيقة أقول: هذا الإنسان لولا أنه ابتلي بالعصبية المذهبية الحنفية في الفروع، والماتريدية في العقيدة لكان علامة زمانه في علم الحديث وفي معرفته بتراجم الرجال، ومعرفته بالكتب المخطوطة بحكم كونه كان في اسطنبول، واسطنبول فيها آثار علماء المسلمين على مر الدهور والعصور مجموعة هناك فكان متفرغاً، ولذلك فهو يتحدث عن كتب وعن روايات موجودة في بطون هذه الكتب، أستطيع أن أقول: لا يعرفها أحد في زمانه إلا هو، لكن مع الأسف لم ينفعه علمه هذا لغلبة العصبية المذهبية والفكرية عليه، هو الذي حاول غمط حق هذا الحديث الصحيح، بطريقة اللف والدوران ومحاولة إيجاد علل أو علة على الأقل في هذا الحديث، ولكنه لم يستطع أن يفعل ذلك علمياً، إلا أنه أوهم طبعاً من يلوذ به ومن يدور في فلكه أنه هذا الحديث فيه طعن ولو رواه الإمام مسلم في صحيحه، والحقيقة أنه لا مطعن فيه، ولعلكم تعلمون أننا بفضل الله عليه عز وجل ورحمته، مع أنني أرجو أن يحشرني ربي في زمرة أهل الحديث، فأنا لا أتعصب لا للبخاري ولا لمسلم، ولي بعض كتابات أرد بعض الأحاديث الموجودة فيهما، فلو وجدت في هذا الحديث ما ادعاه الرجل لكنت أول من أشاع بهذا الضعف؛ لأنه لا يجوز التقول على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، خاصة في مسألة تتعلق بالعقيدة، ولكن مع ذلك هذا الطاعن في هذا الحديث يوهمه شيطانه أنه لو استطاع أن يثبت ضعفه يوهمه شيطانه أنه هدم العقيدة السلفية التي تقول بأن الله عز وجل من صفاته العلو على جميع خلقه، لا يستفيد شيئاً، نحن حينما نتكلم عن هذا السؤال النبوي الكريم، وإجابة الجارية عليه بالجواب السليم، نحن نقول: انظروا جواب الجارية هذه راعية الغنم، أصح
من جواب شيخ الأزهر الشريف، لماذا؟ لأن شيخ الأزهر هاللي قضى عمره في دراسة العقيدة -زعم- تخرج من غير مدرسة محمد عليه السلام، وإنما تخرج من مدرسة علم الكلام، أما تلك الجارية وهي راعية غنم، فهي تخرجت من مدرسة الرسول عليه السلام، والآن تَفَكَّروا معي: كيف عَرَفتْ هذه الجارية وهي راعية غنم هي امرأة أولاً، وراعية غنم ثانياً، وهي لا يمكنها أن تحضر دروس بين يدي الرسول عليه السلام كما يفعل الرجال، وهل تتصورون أن أكثر أصحاب الرسول كانوا يحضرون دروسه أم أقلهم.
مداخلة: أقلهم
…
الشيخ: أنا أقول: أقلهم، ولذلك فالإمام ابن القيم رحمه الله يقول: لا يوجد في الألوف المؤلفة من الصحابة من كان يفتي إلا نحو مائتين، مائتين من الصحابة علماء والبقية بقى داخلون في قول الذي يروى عن معاذ: كن عالماً أو متعلماً أو مستمعاً، فهم واحد من التلاتة لكن ما كانوا الرابعة، ولا تكن الرابعة فتهلك؛ إذا كان الرجال هكذا فماذا نقول عن النساء، أقل وأقل بكثير، هنا يأتي السؤال: كيف عرفت هذه الجارية هذا الراعية للغنم كيف عرفت الجواب الصحيح لهذا السؤال النبوي: «أين الله؟» ، قالت: في السماء، وتسأل اليوم العلماء والدكاترة بيقولوا لك: الله موجود في كل وجود.
مداخلة: ينكرون أصل السؤال.
الشيخ: نعم.
مداخلة: يُنكروا أصل السؤال.
الشيخ: ينكروا أصل السؤال أحسنت، بيحملقوا بأعينهم: أأأ
…
شو هذا