الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"وما علمت للقاضي مستنداً في قوله هذا سوى قول مجاهد"
وخلاصة القول: إن قول مجاهد هذا - وإن صح عنه - لا يجوز أن يتخذ ديناً وعقيدةً ما دام أنه ليس له شاهد من الكتاب والسنة، فيا ليت المصنف إذ ذكره عنده [أي في كتابه] جَزَمَ برده وعدم صلاحيته للاحتجاج به، ولم يتردد فيه فإنه هو اللائق به وبتورعه
…
" مختصر العلو"(ص14 - 20).
[958] باب هل يوصف الله تعالى بالقعود على العرش
؟
[قال الإمام]:
أقول: إن مما ينكر في هذا الباب "أي باب الغلو في الإثبات بإثبات ما لا يصح" ما رواه أبو محمد الدشتي في " إثبات الحد "(144/ 1 - 2) من طريق أبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش: أنشدنا أبو طالب محمد بن علي الحربي: أنشدنا الإمام أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني رحمه الله قال:
حديث الشفاعة في أحمد
…
إلى أحمد المصطفى نسنده
فأما حديث بإقعاده
…
على العرش فلا نجحده
أمروا الحديث على وجهه
…
ولا تُدخِلوا فيه ما يُفسده
ولا تنكروا أنه قاعد
…
ولا تجحدوا أنه يقعده
فهذا إسناد لا يصح، من أجل أبي العز هذا، فقد أورده ابن العماد في وفيات سنة (526) من " الشذرات " (4/ 78) وقال:" قال عبد الوهاب الأنماطي: كان مخلطا ".
وأما شيخه أبو طالب وهو العشاري فقد أورده في وفيات سنة (451) وقال (3/ 289): " كان صالحا خيرا عالماً زاهداً ".
فاعلم أن إقعاده صلى الله عليه وآله وسلم على العرش ليس فيه إلا
…
الحديث الباطل "وهو ما يروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «يجلسني على العرش» تفسيراً لقوله تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} ، وأما قعوده تعالى على العرش فليس فيه حديث يصح، ولا تلازم بينه وبين الاستواء عليه كما لا يخفى. وقد وقفت فيه على حديثين، أنا ذاكرهما لبيان حالهما:
(منكر
…
).
«يقول الله عز وجل للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده:
إني لم أجعل علمي وحكمي فيكم إلا وأنا أريد أن أغفر لكم، على ما كان فيكم،
ولا أبالي».
موضوع بهذا التمام.
وفيه لفظة منكرة جدًّا وهي قعود الله تبارك وتعالى على الكرسي، ولا أعرف هذه اللفظة في حديث صحيح، وخاصة أحاديث النزول وهي كثيرة جدًّا بل وهي متواترة كما قطع بذلك الحافظ الذهبي في " العلو"(ص 53، 59)، وذكر أنه ألف في ذلك جزءًا.
"الضعيفة"(2/ 257 - 258).