المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[1034] باب رد شبهة حول علو الله تعالى - جامع تراث العلامة الألباني في العقيدة = موسوعة العقيدة - جـ ٦

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌كتابالأسماء والصفات

- ‌جماع مقدماتعقدية هامة في توحيد الأسماء والصفات

- ‌[786] باب في وجوب تصفية العقيدة مما شابها من البدع بما فيها أبواب الأسماء والصفات

- ‌[787] باب في أهمية جعل العقيدة بما في ذلك توحيد الأسماء والصفات أولى الأولويات في الدعوة، مع بيان أهمية فهم السلف وخطورة التنكب عنه

- ‌[788] باب هل ينبغي على الدعاة أن يتجنبوا الكلامعلى الأسماء والصفات أمام العامة

- ‌[789] باب هل آيات الصفاتوأحاديثها من المتشابهات أم من المحكمات

- ‌[790] باب منه

- ‌[791] باب هل عقيدة السلفيينفي الصفات هي عقيدة الصحابة

- ‌جماع أبواب أصولأهل السنة في باب توحيد الأسماء والصفات

- ‌[792] باب أصول عقيدة السلف في الأسماء والصفات

- ‌[793] باب من أصول مذهب السلف في الأسماء والصفات

- ‌[794] باب منه

- ‌[795] باب أحاديث وآيات الصفات يجب إمرارها كما جاءت

- ‌[796] باب شرح ما جاء عن جماعة من السلف من قولهم في نصوص الصفات:"أمرُّوها كما جاءت بلا تفسير

- ‌[797] باب معنى ما رويعن السلف من أنهم لا يفسرون نصوص الصفات

- ‌[798] باب شرح ما جاء عن جماعة من السلف من قولهم لمن سأل عن أحاديث الرؤية: "امضها بلا كيف

- ‌جماع أبواب الكلام على بطلانمذهب التفويض وبراءة أهل السنة منه والرد على المفوضة

- ‌[799] باب معنى التفويض في الأسماء والصفات

- ‌[800] باب بيان خطر التفويض وأنه ليس مذهب السلف

- ‌[801] باب هل التفويض هو مذهب السلف

- ‌[802] باب منه

- ‌[803] باب منه

- ‌[804] باب هل التفويضمذهب السلف لقولهم: «نُمِرُّها كما جاءت»

- ‌[805] باب لازم القول بالتفويض

- ‌[806] باب مناقشة الشيخ لمن يدعيأن مذهب الصحابة في الصفات هو التفويض

- ‌[807] باب الرد على من نسب التفويض للسلف

- ‌[808] باب الرد على المفوضة والمعطلة

- ‌[809] باب بيان خطر التفويض والتأويل

- ‌[810] باب مذهب السلف في الصفات وموقف الدعاة اليوم فيه، وبيان ضلال المفوضة والمعطلة

- ‌[811] باب الرد على من ادعى أن كتاب"الإبانة" للأشعري هو على طريقة التفويض

- ‌جماع أبواب الكلامعلى ضلال المؤولة والمعطلة، وجناية أصولهم على الدين

- ‌[812] باب بيان خطر التأويل ونقد مقولة:"مذهب السلف أسلم، ومذهب الخلف أعلم وأحكم

- ‌[813] باب بيان خطر التأويل والتفويض

- ‌[814] باب بيان خطر التأويل وجنايته على العقيدة

- ‌[815] باب لا يجوز العدول عن ظاهر النصوص إلا لقرينة

- ‌[816] باب هل التأويل من مذهب السلف

- ‌[817] باب أثر القول بالمجاز في أبواب الصفات

- ‌[818] باب ذكر بعض أهلالضلال من المعطلة في الصفات والرد عليهم

- ‌[819] باب مذهب السلف في الصفاتوموقف الدعاة اليوم فيه، وبيان ضلال المعطلة

- ‌[820] باب الرد على المعطلة والمفوضة

- ‌[821] باب بيان انحراف المعتزلة في الأسماء والصفات واتِّباع الأشاعرة والماتريدية لهم

- ‌[822] باب الفرق بين النفي والتعطيل

- ‌[823] باب ذكر بعض رؤوس البدع من الجهمية

- ‌[824] باب هل ثبت قتل خالد القسري للجعد بن درهم

- ‌[825] باب جمهور الحنفية مؤولة في العقيدة

- ‌[826] باب مذهب ابن حزم في الصفات

- ‌[827] باب تنبيه حول عقيدة الشيخالشعراوي رحمه الله في الأسماء والصفات

- ‌[828] باب هل يُكَفَّر من أَوَّل الصفات

- ‌جماع أبواب ذكر المجسمةوالمشبهة وبيان ضلالهم في أبواب الأسماء والصفات

- ‌[829] باب التعريف بالكرَّامية ومذهبهم في الصفات

- ‌[830] باب بدعة الغلو في إثبات الصفات (التشبيه والتجسيم)

- ‌[831] باب ضلال المجسمة

- ‌[832] باب من مفاسد الغلو في الإثبات

- ‌[833] باب أهمية تصفية صحيح أحاديث الصفات من ضعيفها وبيان خطورة الإخلال بذلك حيث يؤدي إلى الغلو في باب الإثبات، وضرب أمثلة على ذلك

- ‌[834] باب الدارمي مغال في الإثبات مع إمامته في السنة

- ‌جماع أبواب الرد على شبهأهل الضلال من مخالفي أهل السنة في الأسماء والصفاتمن المفوضة والمعطلة والمؤولة والمجسمة والمشبهة وغيرهم(وقد تقدم بعضه)

- ‌[835] باب رد بعض شبهات المفوضة

- ‌[836] باب الرد على شبهات المعطلةوالمؤولة الصفات شبهة: التنزيه عن التشبيه

- ‌[837] باب منه

- ‌[838] شبهة نفي حلول الحوادث

- ‌[839] باب الرد على من اتهم أهل السنة بأنهم حشوية لأنهم يقولون: الله فوق عرشه بذاته

- ‌[840] باب معنى قوله تعالى: {ليس كمثله شيء} والرد على من استدل به على تأويل الصفات

- ‌[841] باب هل هناك جهمية في العصر الحديث؟والكلام على ضلال الجهمية، والرد على شبه المعطلة، والكلام على حديث الجارية

- ‌[842] باب الرد على المجسمة والمشبهة والمعطلة

- ‌[843] باب الرد على المشبهة

- ‌[844] باب رد تهمة التجسيم عن شيخ الإسلام ابن تيمية

- ‌جماع أبواب ذكر بعض من رجعإلى عقيدة السلف في الأسماء والصفات

- ‌[845] باب ذكر ما آلت إليه عقيدة الجويني إمام الحرمين وأبيه

- ‌[846] باب هل تصح نسبة كتاب «دفع شبة التشبية» لابن الجوزي؟ وبيان رجوع ابن الجوزي لمذهب السلف

- ‌(جماع أبواب قواعد في أسماء الله تعالى)

- ‌[847] باب تقسيم أسماء الله الحسنى من حيث معرفة الناس بها من عدمها

- ‌[848] باب وهل تشتق الأسماء من الصفات

- ‌[849] باب إذا جاءت صفة لله على وزن اسم الفاعل فهل نعدها اسمًا لله تعالى، وهل "الدليل" من أسماء الله

- ‌[850] باب ما قد يستدل به على أن الاسم والمسمى واحد

- ‌جماع أبواب الكلام على عدد الأسماء الحسنى، وهل ذُكرت في حديث، ومعنى حديث من أحصاها دخل الجنة

- ‌[851] باب هل وردت الأسماء الحسنى في حديث

- ‌[852] باب هل صح حديثٌ في تحديد أسماء الله الحسنى؟وما معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «من أحصاها دخل الجنة

- ‌[853] باب هل أسماء الله تعالى محصورة في التسعة وتسعين؟ وهل خطوط باطن الكف تدل على ذلك

- ‌[854] باب حال حديث «إن لله تسعة وتسعين اسمًا»،والكلام حول التوسع في باب الإسماء الحسنى

- ‌[855] باب معنى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الأسماء الحسنى: «من أحصاها دخل الجنة» وهل الأسماء محصورة في التسعة والتسعين

- ‌[856] باب هل من الممكنأن يتوصل عالم إلى تحديد الأسماء التسعة والتسعين

- ‌[857] باب معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «من أحصاها دخل الجنة»

- ‌[858] باب منه

- ‌جماع أبواب الكلامعلى بعض ما ثبت لله تعالى من أسماء وبعض ما لا يثبت

- ‌[859] باب اسم الله الأعظم

- ‌[860] باب ذكر اسم الله الأعظم وهل هو: ربِّ ربِّ

- ‌[861] باب منه

- ‌[862] باب هل صح حديثأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يُرِد أن يُعلِّم عائشة الاسم الأعظم

- ‌[863] باب هل نثبت لله اسم الطيب

- ‌[864] باب هل النور من أسماء الله

- ‌[865] باب هل الساتر من أسماء الله

- ‌[866] باب ضبط اسم الله تعالى الستير

- ‌[867] باب هل المنتقم من أسماء الله

- ‌[868] باب هل نثبت اسم "الواهب" لله تعالى

- ‌[869] باب اسم الحنان

- ‌[870] باب هل «موجود» من أسماء الله

- ‌[871] باب هل الماكر والخادع من أسمائه تعالى

- ‌[872] باب ما تفسير اسمي الخالق والبارئ، وما الفرق بينهما، وطلب ذكر كتاب يشرح الأسماء الحسنى على منهج السلف

- ‌[873] باب هل يجوز أن يتسمى إنسان بالطبيب

- ‌[874] باب هل "آه" من أسمائه تعالى

- ‌[875] باب هل القديم من أسماء الله

- ‌[876] باب هل الماجد من أسماء الله

- ‌[877] باب معنى قوله تعالىعلى لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم «إني انا الدهر»

- ‌[878] باب هل يُطلق على الله تعالى لفظ الذات

- ‌[879] باب هل يجوز إطلاق لفظ شيء على الله عز وجل

- ‌جماع أبواب قواعد عامة في صفات الله تعالى

- ‌[880] باب إثبات قيام الأفعال الاختيارية بذاته تعالى

- ‌[881] باب هل صفاته تعالى محدودة

- ‌[882] باب جواز الحلف بصفات الله تعالى

- ‌[883] باب هل يجوز الحلف بيد الله وقدم الله

- ‌[884] باب هل يجوز التسمي بعبد الرحمة وعبد الرضا

- ‌[885] باب الفرق بين صفة المعنى والصفة المعنوية

- ‌[886] باب هل لله صفات سلبية

- ‌جماع أبواب الكلام على جملةمما ثبت لله تعالى من الصفات الفعلية

- ‌(صفة الضحك)

- ‌[887] باب إثبات صفة الضحك

- ‌[888] باب إثبات صفة الضحكوالرد على من ضعَّف بعض أدلتها

- ‌[889] باب منه

- ‌[890] باب منه

- ‌[891] باب الرد على ابن حبان في تأويله صفة الضحك

- ‌[892] باب خطأ من تأول صفة الضحك بالرضا

- ‌[893] هل تُؤول صفة الضحك بالرضا

- ‌(صفة العجب والمغايرة بينها وبين الضحك)

- ‌[894] باب إثبات صفة العجب لله تعالى

- ‌[895] باب إثبات صفة العجب والمغايرة بينهاوبين صفة الضحك والرد على من تأولهما

- ‌[896] باب منه

- ‌(صفة القرب)

- ‌[897] باب إثبات صفة القرب لله عزوجلوإثبات قيام الأفعال الاختيارية بذاته تعالى

- ‌[898] باب منه

- ‌[899] باب منه

- ‌[900] باب إثبات صفة التقرب وغيرها لله تعالىوبيان خطأ من تأولها

- ‌(صفة الدنو)

- ‌[901] باب إثبات صفة الدنو لله تعالى

- ‌[902] باب منه

- ‌[903] باب هل تُفَسَّر صفة الدنو بالتجلي

- ‌(صفتي المجيء والإتيان)

- ‌[904] باب إثبات صفتي المجيء والإتيان لله تعالىوالرد على من تأولهما والرد على بعض أصول أهل البدعفي الأسماء والصفات

- ‌[905] باب إثبات صفة المجئ والرد على من تأولها

- ‌(صفة الهرولة)

- ‌[906] باب هل تثبت صفة الهرولة لله تعالى

- ‌[907] باب منه

- ‌[908] باب منه

- ‌(صفتي الرضا والغضب)

- ‌[909] باب الرد على من تأول صفتي الرضا والغضب

- ‌(صفة الإرادة)

- ‌[910] باب إثبات صفة الإرادة والرد على من ردها

- ‌(صفة التردد)

- ‌[911] باب إثبات صفة التردد

- ‌(صفة النظر)

- ‌[912] باب إثبات صفة النظر والرد على من تأولها

- ‌(صفتي السمع والبصر)

- ‌[913] باب بيان خطأ المعتزلةفي إنكارهم صفتي السمع والبصر

- ‌[914] باب هل نثبت لله صفة الأذن

- ‌جماع أبوابما قد يُستشكل وصفُ الله به من الصفات الفعليةمما يوصف به تعالى مقيدًا

- ‌(الاستهزاء والسخرية)

- ‌[915] باب هل نثبت لله تعالى صفتي الاستهزاء والسخرية

- ‌(المكر)

- ‌[916] باب هل يوصف الله تعالى بالمكر

- ‌(جماع أبواب جملة مما ثبت لله تعالى من الصفات الذاتية العقلية والخبرية)

- ‌(صفة السلطان)

- ‌[917] باب ما معنى سلطان الله

- ‌(صفة النَفْس)

- ‌[918] باب إثبات صفة النفسوالتقرب وغيرهما لله تعالى وبيان خطأ من أَوَّلَهما

- ‌(صفة اليد)

- ‌[919] باب الرد على من أنكر صفة اليد لله تعالى

- ‌[920] باب المقصودبـ"أيدينا" في قوله تعالى: "مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا

- ‌[921] باب تفسير قوله تعالى: "يد الله فوق أيديهم

- ‌[922] باب معنى قوله تعالى: {يد الله فوق أيديهم}

- ‌[923] باب هل قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«والذي نفسي بيده» من أحاديث الصفات

- ‌[924] باب هل نثبت لله صفة الشمال وكيف الجمع بين حديث «كلتا يدي ربي يمين» وبين الأحاديث التي فيها أن لله شمالاً

- ‌[925] باب منه

- ‌[926] باب منه

- ‌[927] باب منه

- ‌[928] باب منه

- ‌[929] باب منه

- ‌[930] باب منه

- ‌[931] باب ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلمأنه قال: «الحجر يمين الله

- ‌(صفة الساق)

- ‌[932] باب إثبات صفة الساق لله تعالىوالرد على من تأول آية الساق

- ‌[933] باب صفة الساق

- ‌[934] باب كشف الله تعالى عن ساقه يوم القيامة

- ‌[935] باب إثبات صفة الساق لله تعالى

- ‌[936] باب حال حديث: «يكشف ربنا عن ساقه»

- ‌[937] باب هل يؤخذ بتفسير ابن عباس لقوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق}

- ‌[938] باب هل نفى شيخ الإسلام صفة الساق لله عز وجل

- ‌[939] باب معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم «يضع الجبار قدمه في النار»

- ‌[940] باب هل نثبت لله تعالى قدمين

- ‌(صفة العينين)

- ‌[941] باب إثبات صفة العينين لله عز وجل

- ‌[942] باب هل هناك نص بأن لله عينين

- ‌(صفة الإصبع)

- ‌[943] باب الإيمان بأن الله يضعالسموات على إصبع والأرض على إصبع

- ‌[944] باب هل يقال أن لله تعالى خمسة أصابع؟ وهل تثبت الصفة بدلالة المفهوم

- ‌(صفة الحقو)

- ‌[945] باب هل تثبت صفة الحقو لله تعالى

- ‌[946] باب هل نثبت صفةالحُجَز لله تعالى أخذًا من حديث الرحم

- ‌(صفة الوجه وبيان المرادبقوله تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه})

- ‌[947] باب تفسير الوجهفي قوله تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه}

- ‌[948] باب هل يُفسَّر قوله تعالى{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} بـ"إلا ما أريد به وجهه

- ‌[949] باب هل فسر البخاري قوله تعالى:{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} بِمُلْكِهِِ تعالى

- ‌جماع أبواب ذكر ما لا يُوصف الله تعالى بهإما لاستحالته عنه، أو لعدم ثبوته أو وروده

- ‌(البداء)

- ‌[950] باب نسبة البداء إلى الله محال

- ‌[951] باب نسبة البداءة لله تعالى لا يجوز

- ‌[952] باب منه

- ‌[953] باب من الأدلة علىتحريف التوراة أنه نُسب فيها البداء لله تعالى

- ‌(الاستراحة)

- ‌[954] باب بطلان نسبة الاستراحة لله تعالى

- ‌(النور)

- ‌[955] باب هل الله تعالى نور

- ‌[956] باب منه

- ‌(القعود والجلوس)

- ‌[957] باب هل يوصف الله تعالى بالقعود؟ والتنبيه على أنرواية الأحاديث الضعيفة في أبوب الصفات مما يجرئ أهل البدع على وصف أهل السنة بالحشوية والمجسمة

- ‌[958] باب هل يوصف الله تعالى بالقعود على العرش

- ‌[959] باب هل يقعد الله تعالىعلى العرش فيفضل منه مقدار أربع أصابع

- ‌[960] باب نفي صفة الجلوس لله تعالى وبين الجنة والنار

- ‌[961] باب هل ثبتت صفة الجلوس للرب تعالى

- ‌(الاستقرار)

- ‌[962] هل يوصف الله تعالى بأنه مستقر على العرش

- ‌(المماسة)

- ‌[963] باب هل هناك دليل ينفيأو يثبت مماسة الرب عز وجل لعرشه

- ‌(الحركة والانتقال)

- ‌[964] باب هل يوصف الله تعالى بالحركة والانتقال

- ‌[965] باب هل تنسب الحركة لله تعالى؟ وهل يلزمذلك من إثبات صفة المجيء؟ مع نقاش حول ذلك

- ‌(الحواس)

- ‌[966] باب هل نثبت الحواس الخمس لله تعالى

- ‌(المكان والجهة)

- ‌[967] باب هل ينسب المكان لله تعالى

- ‌[968] باب هل تصح نسبة الجهةوالمكان أو نفيهما عن الله عز وجل

- ‌(الشر والظلم)

- ‌[969] باب هل ينسب الشر لله تعالى

- ‌[970] باب هل ينسب الشر لله تعالى

- ‌[971] باب معنى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الشر ليس إليك»

- ‌[972] باب هل ينسب الظلم إلى الله تعالى

- ‌(الملل)

- ‌[973] باب إضافة الملل لله تعالى

- ‌(الظل)

- ‌[974] باب في إضافة الظل إلى الله تعالى

- ‌[975] باب منه

- ‌(المرض)

- ‌[976] باب في إضافة المرض إلى الله عزوجل

- ‌(الدار)

- ‌[977] باب هل ثبتت إضافة الدار لله تعالى

- ‌(الشرف)

- ‌[978] باب حكم قول بعضهم: بشرف الله

- ‌(أن الحجر الأسود يمين الله في الأرض)

- ‌[979] باب ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «الحجر يمين الله

- ‌(النَفَس)

- ‌[980] باب معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم:«إني أجد نَفَسَ الرحمن من هنا» يشير إلى اليمن

- ‌[981] باب هل يصح حديث فيه أن روح الرحمن من جهة اليمن

- ‌جماع أبواب مسائل لفظية لها تعلق بالأسماء والصفات

- ‌[982] باب جواز الحلف بصفات الله تعالى

- ‌[983] باب حكم قول بعضهم: بشرف الله

- ‌[984] باب هل يصح قول القائل: الله على ما يشاء قدير

- ‌[985] باب منه

- ‌[986] باب حكم قول القائل: جرت عادة الله على كذا

- ‌[987] باب هل يجوز الدعاء لأحد بقولنا: أطال الله بقاءك

- ‌[988] باب حكم قول القائل أدامك الله

- ‌جماع أبواب الكلامعلى علو الله تعالى وفوقيته واستوائه على العرش

- ‌[989] باب إثبات صفة العلو لله تعالى والرد على من أنكرها

- ‌[990] باب منه

- ‌[991] باب علو الله تعالى ثابت بالنقل الصحيح والعقل الفطري

- ‌[992] باب إثبات علو الله تعالى مع بيان ضعف حديث الأوعال

- ‌[993] باب من أدلة علو الله

- ‌[994] باب منه

- ‌[995] باب إثبات صفة العلو للواحد القهاروبيان سبب خطأ المؤولة في أبواب الصفات

- ‌[996] باب أدلة نزول القرآن فيها إثبات صفة العلو لله تعالى

- ‌[997] باب تفسير قوله تعالى: {عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ} وهل المقصود بذلك رؤية المؤمنين لربهم دائمًا؟ وبيان أن إثبات الرؤية يستلزم إثبات العلو

- ‌[998] باب أحاديث إثبات الفوقية متواترة

- ‌[999] باب هل يستخدم لفظ "بذاته"في الكلام على علوه تعالى فيقال: الله تعالى فوق عرشه بذاته؟ وهل يستخدم لفظ "بائن" فيقال: بائن من خلقه

- ‌[1000] باب إثبات استواء الله تعالى على عرشه، وذكر بعض من أنكر ذلك

- ‌[1001] باب الرد على من تأول استوى بمعنى استولى

- ‌[1002] باب صحة أثر مالك الشهيرفي الاستواء والرد على من ضعفه

- ‌[1003] باب شرح قول مالك:" والاستواء .. غير مجهول"وبيان خطأ الخوض في كيفية الاستواء

- ‌[1004] باب بيان خطأ من حرَّف أثر مالك الشهير في الاستواء

- ‌[1005] باب جواز الإشارة إلى الله تعالى بالإصبع إلى العلو

- ‌[1006] باب معنى قوله تعالى: «أأمنتم من في السماء»

- ‌[1007] باب معنى (في) في قولنا: الله (في) السماء

- ‌[1008] باب الرد على من أنكر حديث«ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»

- ‌[1009] باب بيان عقيدة أبي حنيفة في علو الله تعالى

- ‌[1010] باب الحنفية المتقدمونكانوا على طريقة السلف في إثبات العلو

- ‌جماع أبواب الكلامعلى حديث الجارية والرد على من طعن فيه

- ‌[1011] باب تفصيل القولفي حديث الجارية والرد على المخالفين

- ‌[1012] باب حديث الجارية قاصمة ظهر المعطلين للصفات

- ‌[1013] باب الرد على من ضعَّف حديث الجارية

- ‌[1014] باب منه

- ‌[1015] باب منه

- ‌[1016] باب منه

- ‌[1017] باب نصيحة الشيخلامرأة من أتباع الحبشي تنكر حديث الجارية

- ‌[1018] باب هل يجوز أن يُسأل عن الله بـ «أين»

- ‌[1019] باب هل المراد بسؤال"أين الله" السؤال عن المكان أم المكانة

- ‌[1020] باب إثبات الفوقية لله تعالى وجواز السؤال عن الله تعالى بـ "أين" وذكر بعض من أنكر ذلك

- ‌[1021] باب جواز السؤال عن الله بـ"أين

- ‌[1022] باب ضلال منكري الفوقية عن الله تعالى، وضلال منكري السؤال عن الله بـ"أين

- ‌جماع أبواب الكلامعلى صفة المعية وبيان عدم منافاتها لعلو الله تعالىوالكلام على بعض ما قد يُفهم منه منافاة العلو

- ‌[1023] باب معية الله للخلق هل تنافي علوه تعالى

- ‌[1024] باب المعية في قوله تعالى: {وهو معكم أينما كنتم} معية علمية والرد على من خالف ذلك

- ‌[1025] باب هل تأويل قوله تعالى: {وهو معكم أينما كنتم} بمعية العلم؛ من التأويل المذموم

- ‌[1026] باب في أقسام المعية

- ‌[1027] باب كروية الأرض وعلو الله تعالى

- ‌[1028] باب الجمع بين علو الله تعالىوقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «فإن الله قبل وجهه»

- ‌[1029] باب هل ينافي قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن أحدكم إذا قام يصلي فلا يبصق قِبَلَ وجهه فإن الله قبل وجهه» عقيدة علو الله تعالى

- ‌[1030] باب حال حديث: «والذي نفس محمد بيده لو أنكم دلَّيتم حبلاً إلى الأرض السفلى لهبط على الله

- ‌جماع أبواب الرد على مخالفي أهل السنة في إثبات صفات العلو والاستواء والفوقية ودفع شبهاتهم(غير ما تقدم)

- ‌[1031] باب رد شبهات حول إثبات الفوقية لله تعالى

- ‌[1032] باب إثبات صفة الاستواء لله تعالى والرد على من أنكر ذلك والرد على شبهة المعطلة: أن إثبات الصفات لله يستلزم التشبيه، مع نَقْلٍ مُهم عن الإمام الجويني حول ذلك كله

- ‌[1033] باب الرد على بعض أهل البدع ممن عطَّل صفة الاستواء وغيرها مع الكلام على مسند الربيع بن حبيب

- ‌[1034] باب رد شبهة حول علوِّ الله تعالى

- ‌[1035] باب رد شبهة حول علوِّ الله تعالى والكلام على كتاب «دفع شبه التشبيه» ومحققه

- ‌[1036] باب بيان عقيدة الشعراوي رحمه الله والكلام على علو الله تعالى، وهل خلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم من نور، وهل هو أول مخلوق

الفصل: ‌[1034] باب رد شبهة حول علو الله تعالى

صح في المعقول وثبت بالواضح من الدليل أنه كان في الأزل لا في مكان - كما قال حافظ الأندلس ابن عبد البر رحمه الله في "التمهيد"(7/ 135 - 136) -، فهو تعالى ليس في مكان أزلاً وأبداً.

ومع هذا الجهل البالغ فقد وقعوا فيما منه فروا، لقد فروا مما توهموه ضلالاً - وهو الحق يقيناً، أن الله فوق المخلوقات كلها ومنها الأمكنة -، فوقعوا في الضلال الأكبر حين قالوا: إنه في كل مكان، وافترى بعض الإباضية في ذلك حديثاً نسبوه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما سترى في الحديث الذي بعده -. والله المستعان.

"الضعيفة"(13/ 2/728 - 734).

[1034] باب رد شبهة حول علوِّ الله تعالى

سؤال: شيخنا بعض الأحباش تلاميذ عبد الله الحبشي قاموا بمخاطبة بعض نساء هذا البلد عن طريق الفطرة يخاطبهم كمثال يقول لهم: من خلق المكان فيجيب النساء: الله، فيقول هذا الحبشي: وهل يجوز أن الله هو خالق المكان أن يكون داخل هذا المكان؟ فتجيب المرأة: طبعاً لا، فيقول لها: إذاً الله يعني لا يحده شيء لا هو في الأعلى ولا في الأسفل ولا للأمام ولا للخلف ولا عن اليمين وعن اليسار، وكذلك سائر الصفات يقول بأن اليد المتعارف عليها هي الجارحة التي بين البشر، وهذا محال أن يكون لخالق البشر وهو رب العباد؟ أفيدونا جزاكم الله خير.

الشيخ: ليتها كانت طريقة فطرية.

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

ص: 536

اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران:102){يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (النساء:1){يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (الأحزاب:70، 71] أما بعد .. فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

قبل أن أشرع في الإجابة عن هذا السؤال إني أُطَمئن المسلمين جميعاً الحاضرين منهم والغائبين، الرجال منهم والنساء بأن الله تبارك وتعالى منزه عن كل مكان؛ ذلك لأن المكان حينما يُطلق فإنما يقصد به ما كان عدماً ثم خلقه الله عز وجل فجعله مكاناً لمثل هذه المخلوقات الشتى من إنس وجن وملائكة، ولكن هذه الكلمة التي تُلقى من أولئك الناس وهم معلومون عند أهل العلم بأنهم يحييون سنة سيئة من علم الكلام القائم على العقل وليت هذا العقل كان عقلاً موحداً بين جميع الناس، بين المسلمين منهم والكافرين، بين الصالحين من المسلمين والطالحين، ليت هذا العقل كان عقلاً موحداً حتى يصح لكل عاقل أن يرجع في الحكم إليه، أما والعقول مختلفة أشد الاختلاف، ولذلك كان من الحماقة بمكان عظيم أن يحكم هؤلاء المنتمون إلى الإسلام بإخلاص أو بغير إخلاص فحسابهم على الله، لو كان العقل موحداً كان لهم نوع من العذر أن يُحَكِّموا عقولهم، أما والعقول أولاً مختلفة -كما قلنا ولا أعيد التفصيل- بين صالح وطالح، والآن أقول فرقاً آخر: عقل العالم يختلف كل الاختلاف عن عقل الجاهل، ولا أقول عقل عالم بالشرع وإنما أقول

ص: 537

عقل عالم بأي علم يختلف كل الاختلاف عن عقل آخر ليس بعالم بذاك العلم الذي عقله الرجل الأول، فمثلاً العاقل الطبيب لا يمكن أن يشاركه في عقله وفي علمه من لم يكن مشاركاً له في طبه والعكس بالعكس تماماً من كان عالماً مثلاً بالفيزياء أو الكيمياء لا يمكن أن يشاركه من كان عالماً بالطب، وهكذا نقول في النهاية .. في نهاية المطاف لا يمكن أن يكون العاقل العالم بالكتاب والسنة كذاك العاقل الجاهل بالكتاب والسنة، والأمر أهم من هذا التقسيم وهذا التفصيل العاقل العالم بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح لا يمكن أن يكون عقله كعقل ذاك الرجل

الذي يتكئ على عقله في فهم الكتاب والسنة ولا يرجع في فهمه إلى ما كان عليه السلف الصالح.

فهنا إذاً في نهاية هذا التقسيم عالمان بالكتاب والسنة، لكن أحدهما يعتمد في فهمه للكتاب والسنة على الآثار السلفية التي تعود أولاً إلى أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الأولين، ثم من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

هذا الذي يعتمد على الكتاب والسنة وعلى هذا المنهج السلفي يختلف عقله كل الاختلاف عن ذاك الرجل الآخر الذي يعتمد على الكتاب والسنة، ولكن يعتمد على فهمه إياهما وليس على فهم السلف لهما، هؤلاء الناس من علماء الكلام المحدثين أو أولئك العلماء علماء الكلام القدامى كلهم يحكمون عقولهم، ليت عقلهم كان معتمداً فقط على الكتاب والسنة، وليس كالفريق الأول الذي يعتمد على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، لا أدري هذا المكان يتطلب مني وقفة أرجو أن تكون قصيرة للتفريق بين الرجلين الأول الذي يعتمد على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح والآخر الذي يعتمد على الكتاب والسنة دون أن يلوي رأسه وعقله وفهمه إلى ما كان عليه سلفنا الصالح،

ص: 538

لعل هذا لا يحتاج إلى توضيح، أم أن الأمر بحاجة إلى شيء من التوضيح؟

الشيخ: إذا كان هذا التفريق واضحاً في آذان إخواننا الحاضرين وإخواننا الحاضرين الغائبين .. إذا كان هذا واضحاً فأقول: هذه فلسفة نعرفها من أقدم حينما يعتمدون على الكلام ولا أقول على العقل بعد ذاك التفصيل، وإنما على عقلهم فقط، يريدون أن ينزهوا الله عز وجل عن المكان وهو منزه عن المكان بحكم قول الله عز وجل:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (الشورى:11){وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ} (البقرة:255) فالله عز وجل كما نعلم جميعاً على اختلاف الفرق الإسلامية كان الله ولا شيء معه، لم يكن ثمة زمان ولا مكان، ثم خلق الله عز وجل المكان والزمان، فلذلك فلا شك ولا ريب أن الله عز وجل ليس في مكان، ولكن الذي يجب الانتباه له أن تلك الكلمة الحبشية إذا صحت هذه النسبة يتبين لنا بهذه الكلمة الموجزة أنها كلمة حق أريد بها باطل، أي قولهم: إن المكان مخلوق ولا يُعقل أن يكون الله عز وجل حالاً في مخلوق .. هذا كلام صحيح، لكن هي كلمة حق أريد بها باطل، ما هو الباطل الذي يُراد بهذه الكلمة؟ يريدون أن يعطلوا الله عز وجل عن صفاته وعن أسماءه تبارك وتعالى المصرح بها في القرآن وفي السنة الصحيحة، فنحن نقول معهم بأن الله عز وجل ليس في مكان، ولكن هل يقولون معنا كما قال الله عز وجل في القرآن {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه:5]؟ هل يقولون معنا الآية الكريمة {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} (فاطر:10)؟ هل يقولون معنا كما قال ربنا: {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ في يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} (المعارج:4)؟ هل يقولون .. هل يقولون؟ الجواب مع الأسف لا، إذاً تلك كلمة حق أريد بها باطل، والآن سيتضح لكم ولكل من قد يكون تسربت إليهم أو إليهن شيء من شبه أولئك الأحباش، سنقول: إن الله عز

ص: 539

وجل قد وصف في هذه الآيات وفي غيرها، وفي أحاديث كثيرة وكثيرة جداً أن له صفة العلو .. أن له تبارك وتعالى صفة العلو، فلا جرم أن المصلي حينما يسجد يقول: سبحان ربي الأعلى، وأن من أدب التلاوة في قيام الليل في صلاة الليل، إذا قرأ الإمام سبح اسم ربك الأعلى أن يقول المقتدون من وراءه: سبحان ربي الأعلى، ونحو ذلك من نصوص كثيرة في الكتاب والسنة قاطعة الدلالة على أن لله عز وجل صفة العلو على المخلوقات كلها، هل هم يقولون مع قولهم إن الله ليس في مكان أن الله على العرش استوى؟ لا يقولون بذلك، والسبب يعود إلى أمرين اثنين والأمر كما يقال أحلاهما مر: إما أن يكون الأمر هذا يعود إلى انحراف في الفكر والعقل بل وإلى نقص في العقل والفهم، وإما أن يكون القصد الهدم للإسلام من أقوى جوانبه ألا وهو العقيدة المتعلقة بالله تبارك وتعالى، وكما علمتم أحلاهما مر .. سواء كان قولهم هذا بأن ينكروا ما صرح الله عز وجل في تلك الآيات والنصوص ما ذكرنا منها وما لم نذكر بأن لله صفة العلو، إنكارهم لهذه الصفة إما أن يكون نقصاً في العقل والفهم والعلم، وإما أن يكون كيداً للإسلام والمسلمين فأحلاهما مر.

نحن سنقول الآن: الله عز وجل ليس في مكان خلقه بعد أن كان عدماً، هذه حقيقة لا شك ولا ريب فيها، لكن هل الله عز وجل فوق المخلوقات كلها وهو ليس في مكان لا تلازم؟ وهنا يظهر جهل هؤلاء أو كيدهم، لا تلازم إطلاقاً بين إثبات صفات العلو لله عز وجل على المخلوقات كلها، وبين أن يكون هو في مكان؛ لأن المكان حينما يُطلق إنما يراد به شيئاً كان مسبوقاً بالعدم ثم خلقه الله عز وجل.

إذاً هؤلاء الذين يبدؤون الكلام بالفلسفة الكلامية المكان مخلوق أم ليس

ص: 540

بمخلوق؟

نعم هو مخلوق.

هل يليق بالله عز وجل أن يكون في مكان خلقه؟

الجواب: لا يليق.

إذاً كيف يقال: إن الله في مكان؟

نقول: لا أحد من المسلمين يقول إن الله في مكان إلا المنحرفين عن الكتاب والسنة، هناك طائفتان اثنتان: طائفة تثبت المكان لله ولعلكم تسمعون هذا الإثبات من ألسنة من ينتمون إلى أهل السنة والجماعة من بين أظهرنا، لا نذهب بكم بعيداً عنا فأحدنا في بعض المجالس طالما سمع بأذنيه قائلاً من المسلمين وليسوا من الأحباشيين، طالما سمعناهم يقولون: الله في كل مكان، الله موجود في كل الوجود .. ! هذه عقيدة ليست من عقائد المسلمين إطلاقاً، وهذا إنما هو عقيدة طائفة من طائفتين انحرفتا عن العقيدة الصحيحة التي ذكرناها آنفاً من المقطوع بها في القرآن وفي السنة وهي أن الله عز وجل على العرش استوى، هم المعتزلة قديماً وحديثاً، المعتزلة القدامى يصرحون بأن الله في كل مكان، ومن هؤلاء الطوائف التي لا تُعرف اليوم باسم المعتزلة لكنهم يُعرفون باسم آخر وهم طائفة من الخوارج الذين نعرف جميعاً شيئاً من تاريخهم ومن انحرافهم في كثير من العقائد الصحيحة تلك الطائفة الموجودة اليوم هم المعروفون بالإباضية .. الإباضية الآن يتبنون عقيدة المعتزلة أن الله عز وجل في كل مكان، لا كلام لنا الآن مع هؤلاء؛ لأنهم قد عرفتم بأنهم مبطلون حينما يحشرون الله عز وجل في كل مكان، لكن مع الأسف يجب أن تتنبهوا وأن تتذكروا أن هؤلاء الأحباش وأمثالهم حينما يلتقون

ص: 541

مع بعض المسلمين أو المسلمات ويشككونهم في عقيدتهم الصحيحة وهي أن الله عز وجل على العرش استوى، كيف لا كيف كما تعلمون، وهذا له بحث آخر .. فبدل أن يعالجوا ما نسمعه في مجالس أهل السنة والجماعة كما يقولون اليوم إن الله موجود في كل مكان، بدل أن يعالجوا هذا الخطأ يعالجون عقيدة صحيحة باسم إنكار هذا الخطأ، فالمعتزلة قديماً ومن على شاكلتهم من الإباضية حديثاً يصرحون بأن الله في كل مكان، وهذا ضلال ما بعده ضلال، ولعلنا نعرج لتفصيل شيء من هذا الضلال ..

أما الطائفة الأخرى فهم الذين يقولون إن الله ليس في مكان مطلقاً سواء كان المكان مكاناً وجودياً أي الذي كان عدماً ثم خلقه الله، أو كان مكاناً ذهنياً، كلنا يعلم كما ذكرت لكم آنفاً بأن الله عز وجل كان ولا زمان ولا مكان، فهل كان في مكان؟ إن كان المقصود بالمكان مكان المخلوق فحاشاه، كان ولا شيء معه مطلقاً، أما إن كان في هذا العدم الذي كونه فيما بعد فجعل قسماً منه خلقاً بقوله:{كُنْ فَيَكُونُ} (البقرة:117) فالله كان وهو من هذه الحيثية لا يزال كما كان، أي ليس في مكان مخلوق، هذا واضح جداً .. فالطائفة الأخرى ينكرون أن يكون الله عز وجل كما كان في الأزل ليس في مكان، ولذلك فهم لا يثبتون له صفة العلو على المخلوقات كلها، هؤلاء لهم قولة من أبطل ما يقوله كافر لا أقول مسلم، هؤلاء الفريق الثاني الذين يخالفون المعتزلة في ضلالهم عرفتم المعتزلة يقولون: إن الله في كل مكان .. ! هذا ضلال واضح ولا يحتاج إلى بيان إن شاء الله على الأقل الآن، أولئك الذين يقولون الله ليس في مكان كما تقول المعتزلة وكما تقول الأحباش، هؤلاء لا يقولون إن الله عز وجل له صفة العلو على المخلوقات كلها، لا يعلم كيفية ذلك إلا الله عز وجل ماذا يقولون؟ يقولون اسمعوا الآن وانتبهوا،

ص: 542

وهذه عقيدة الأحباش فأرجو مَنْ تمكنوا مِنْ الوسوسة إليهم أن يعرفوا حصيلة وسوستهم ألا وهي جحد الخالق والمصير إلى الإلحاد المطلق كما هو مذهب الشيوعيين والدهريين والزنادقة والملاحدة الذين يقولون: لا شيء إلا المادة، اسمعوا الآن بماذا يصفون ربهم؟ يقولون: الله تبارك وتعالى لا فوق ولا تحت

ولا يمين ولا يسار ولا أمام ولا خلف، لا داخل العالم ولا خارجه، ها نحن

اتفقنا معهم المكان مخلوق وهو العالم، فالله ليس داخل العالم، ولكن ما بالهم يقولون: أيضاً ليس خارج العالم؟ هذا هو الإلحاد وهذا هو الجحد المطلق، زاد بعضهم إغراقاً في التعطيل وفي النفي فقالوا بعد أن قالوا: لا داخل العالم ولا خارجه، قالوا: لا متصلاً به ولا منفصلاً عنه، هذا هو الجحد، هذا الذي يقوله الدهريون جميعاً.

ويعجبني بهذه المناسبة مناظرة وقعت بين شيخ الإسلام وبين بعض علماء الكلام من أمثال الأحباش هؤلاء كانوا قد شكُوا شيخ الإسلام ابن تيمية إلى حاكم البلد يومئذ في دمشق، بأنه يقول كذا وكذا وكذا .. ويجسم ويتهمونه بما ليس فيه، وطلبوا عقد مجلس مناظرة معه، فاستجاب الأمير لذلك ودعا شيخ الإسلام ابن تيمية والمخالفين له، فجلسوا أمام الأمير فسمع الأمير دعوى هؤلاء المشائخ، وسمع من شيخ الإسلام الآيات والأحاديث التي تُثبت لله عز وجل صفة العلو على خلقه مع التنزيه التام كما هو مصرح به في القرآن {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى:11) فلما سمع كلام الشيخ من جهة وكلام أولئك العلماء من جهة أخرى قال وهذا يدل على عقل وذكاء ممتاز قال: هؤلاء قوم أضاعوا ربهم، هذه كلمة حق .. أناس يقولون عن ربهم باختصار، ما في داعي نعيد عليكم .. حسبكم أن تتذكروا الحصيلة لا داخل العالم ولا خارجه، لا متصلاً به ولا

ص: 543

منفصلاً عنه، صدق ذلك الأمير حينما قال عن هؤلاء الأقوام: هؤلاء قوم أضاعوا ربهم؛ لأننا إذا قلنا لأفصح رجل في اللغة العربية صف لنا المعدوم الذي لا وجود له؟ لما استطاع أن يصفه بأكثر مما يصف هؤلاء معبودهم وربهم، المعدوم: الذي ليس داخل العالم ولا خارجه، فهل الله كذلك؟ حاشا لله، كان الله ولا شيء معه، لذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الحقيقة يصف الطريقين المجسمة الذين يشبهون الله ببعض مخلوقاته، هؤلاء الذين يتستر من ورائهم الأحباش هؤلاء فينكرون أن يكون لله مثلاً صفة اليد التي ذكرها في القرآن والصفات الأخرى التي قد نتعرض لذكر شيء منها قريباً إن شاء الله .. وصف هؤلاء ابن تيمية المجسمة بوصف دقيق جداً كما أنه وصف المعطّلة وقرن الطائفتين وجمعهم في وصف يجمعهم الضلال قال: المُجسِّم يعبد صنماً والمعطّل يعبد عدماً، الله ليس جسماً .. ! حاشا لله، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى:11) أما المعطل فيعبد عدماً، كيف؟ لا داخل العالم ولا خارج العالم، لا متصلاً به ولا منفصلاً عنه هذه هي عقيدة المعتزلة وعلماء الكلام ومنهم الأشاعرة اليوم، ومنهم بعض الماتريدية قديماً وقد يكونون اليوم عامة الماتريدية حيث لا يقولون بقولة الحق التي قالها بعض الماتريدية القدامى الذين تمسكوا بهدي السلف الصالح فقال قائلهم بحق:

ورب العرش فوق العرش لكن

بلا وصف التمكن واتصال

أي أن الله عز وجل كما قال: {إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (العنكبوت:6) فالله عز وجل استوى على العرش أي استوى على المخلوقات كلها ليس لأنه بحاجة إليها وإنما ليكون مهيمناً وقاهراً لكل مخلوقاته.

يأتي هنا أن نقول لهؤلاء الأحباش وأمثالهم من المنحرفين عن عقيدة السلف

ص: 544

الصالح أن الله عز وجل فوق العرش استعلى بنص القرآن الكريم وتفسير السلف الصالح ها أنتم تقولون إن الله عز وجل ليس في مكان، هل يجوز للمسلم أن يقول أين الله؟ هنا سينكشف البرقع عن هؤلاء المتسترين بتنزيه الله عز وجل عن المكان المخلوق، لكننا نسألهم هل يجوز للمسلم أن يقول أين الله؟ إعتقادي وتجربتي في أكثر من نصف قرن من الزمان أنهم يأبون أن يُسأل المسلم مثل هذا السؤال أين الله؟ بالتالي من باب أولى أنهم يأبون أن يكون جواب هذا السؤال:

الله عز وجل في السماء، علماً بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي سن لنا نحن معشر المسلمين المتبعين للكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح هو الذي سن لنا أن نسأل من نشك في إيمانه بالله عز وجل: أين الله؟ وبالتالي سن لنا الجواب أن يكون هو: الله في السماء، لكن هذا لا بد أنه بحاجة إلى شيء من البيان، أي حينما نقول الله في السماء، وهذا سأقوم به إن شاء الله بعد أن أذكر إخواننا وأخواتنا السامعات بحديث أخرجه الأئمة في كتبهم واتفق علماء الحديث وعلماء التفسير وفقهاء الأئمة الأربعة وغيرهم على صحة الحديث التالي، وقد أخرجه من أهل الحديث الإمام مسلم في صحيحه ومن قبله الإمام مالك في موطئه ومن بعده الإمام أحمد في مسنده، وغيرهم كثير وكثير جداً ممن تبعوهم بإحسان، ذلك الحديث هو ما جاء بالسند الصحيح عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله تعالى عنه أنه صلى يوماً وراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعطس رجل بجانبه فقال له وهو يصلي: يرحمك الله، فنظروا إليه بأطراف أعينهم مسكتين له، لكنه يبدو أنه كان حديث عهد بالإسلام حديث عهد بمعرفة الأحكام المتعلقة بالصلاة، ولذلك فقد ضاق بهم ذرعاً حينما رآهم ينظرون إليه نظرة تسكيت له، فقال رافعاً صوته: واثكل أمياه، ما بالكم تنظرون إلي؟ فأخذوا ضرباً على أفخاذهم، أيضاً يتابعونه

ص: 545

بالإسكات، فحينئذ كأنه تبين أنه على خطأ، فذكر من هديه عليه السلام ولطفه معه قال: فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصلاة أقبل إليّ فوالله ما قهرني ولا كهرني ولا ضربني ولا شتمني وإنما قال لي: «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي تسبيح وتكبير وتحميد» ، لما وجد هذا الرجل هذا اللطف وكل شيء من معدنه جميل فهو الذي وصفه رب العالمين في القرآن الكريم {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم:4) حينما وجد منه هذا اللطف في التعليم طمع أن يزداد علماً بعد أن عرف أنه أخطأ في الصلاة وتكلم ولا يجوز له الكلام، فقال: يا رسول الله إن منا أقواماً يتطيرون قال: فلا يصدنكم، قال: إن منا أقواماً يأتون الكهان، قال: فلا تأتوهم، قال: إن منا أقواماً يخطون بالرمل، ضرب الرمل معروف إلى اليوم مع الأسف، قال عليه الصلاة والسلام:«قد كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه خطه فذاك» ، قال: يا رسول الله .. والشاهد الآن يأتي، وما مضى يحتاج إلى محاضرة بل وأكثر من محاضرة، ولكن الشاهد الآن هو ما يأتي .. قال: يا رسول الله لي جارية ترعى غنماً لي في أُحُد فسطا الذئب يوماً على غنمي وأنا رجل أغضب كما يغضب البشر فصككتها صكة وعليّ عتق رقبة، فقال عليه الصلاة والسلام:«هاتها» ، فلما جاء قال لها عليه الصلاة والسلام:«أين الله؟ قالت: في السماء قال لها: من أنا قالت: أنت رسول الله قال لسيدها: اعتقها فإنها مؤمنة» .

هذا الحديث اتفق علماء المسلمين على اختلاف تخصصاتهم من علماء الحديث وهذا تخصصهم، وعلماء التفسير وعلماء الفقه وعلماء التوحيد .. كلهم اتفقوا على تصحيح هذا الحديث إلا علماء الكلام الذين يركبون رؤوسهم ويتبعون أهواءهم فهم الذين يردُّون هذا الحديث بعقولهم العقول التي عرفتم أنها لا قيمة لها، هذا الحديث سن لنا أنه يجوز لنا أن نسأل الأحباشيين وأمثالهم من

ص: 546

أذناب المعتزلة أو الإباضية: أين الله؟ فتراهم حيارى، والجريء منهم يقول: هذا السؤال لا يجوز، وهم يجهلون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي سَنَّ هذا السؤال لأمته، فهم إذاً يردون على نبيهم الذي يزعمون أنهم يؤمنون به، ثم كان الجواب من الجارية الله في السماء، قد لا تصدقون ولكن الكتاب موجود، إن بعض العلماء في العصر الحاضر يقولون إن القول بأن الله في السماء هي عقيدة الجاهلية وليست عقيدة المسلمين، وأن هذه الكلمة أن الله في السماء هي حكاها عنهم رب العالمين في القرآن الكريم، والله كما تعلمون من سورة تبارك {أَأَمِنتُمْ مَنْ في السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ، أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ في السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} (الملك:16، 17) هناك قسم آخر أقرب إلى الهدى وأبعد عن ضلال القسم الأول الذين قالوا إن القول بأن الله في السماء هو قول الجاهلية يتأولون هذه الآية بتأويل: يقولون من في السماء، يعني الملائكة، وهذا من شؤم ما يسمونه بالمجاز إنهم يسلكون طرق المجاز لتعطيل الصفات الإلهية.

يأتي هنا أحاديث كثيرة لإبطال مثل هذا التأويل من ذلك الحديث المتداول بين الناس اليوم ولكن أكثر الناس لا يعلمون بل لا يفقهون ما به يتكلمون، ذلك الحديث هو:«الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء .. » من في السماء: هو الله، من في الأرض: خلق الله من إنسان ومن حيوان ومن دواب إلى آخره .. هذا الحديث لأنه يوضح المعنى المقصود من قوله تعالى: {أَأَمِنتُمْ مَنْ في السَّمَاءِ} وهذا الذي قلت آنفاً ربما نعرج لبيان معنى في السماء؛ لأن في من حيث الاستعمال العربي تأتي في بعض الأحيان بمعنى الظرفية، وأحياناً تأتي بمعنى آخر من حروف الجر فتأتي بمعنى على، فيا تُرى «في» هنا في هذه الآية هل هي بالمعنى المعهود، أي إنها ظرف؟ الجواب لا، ومن

ص: 547

هنا يظن علماء الكلام أنهم إذا نفوا أن يكون الله في السماء أنهم نزهوه، هم في الحقيقة نزهوه عن فهمهم الخطأ للآية، لكن قد أنكروا أن يقولوا كما قال الله: الله في السماء، فجهلوا معنى أن الله في السماء أنه على السماء، وفي ذلك أو في هذه الحالة يلتقي معنى هذه الآية مفسراً بالحديث السابق:«ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» ، من في الأرض ليس المقصود من كان في جوف الأرض من ديدان وحشرات وو إلى آخره، وإنما المعنى واضح جداً من على الأرض، من تتعاملون معهم من بني جنسكم من الإنس أو مما ذلل الله لكم من الحيوانات .. ارحموا من على الأرض يرحمكم من في السماء، أي من على السماء حينئذ هذا التفسير الذي يُوضِّحه هذا الحديث يلتقي تماماً مع كل الآيات التي ذكرنا بعضها وأحاديث أخرى أن الله عز وجل له صفة العلو، فحينما نوجه السؤال إلى هؤلاء الأحباش أو غيرهم ممن هم على شاكلتهم في ضلالهم أين الله؟ يجب أن يكون جوابهم كما قالت الجارية: الله في السماء، لكن ليس بمفهومهم "في" ظرفية؟ لا، وإنما بالمفهوم الذي وضحه الحديث أولاً وكان عليه سلفنا الصالح ثانياً؛ أي: أن الله في السماء أي على السماء، أي على العرش؛ لأن كل ما علاك فهو سماء، فحينئذ تسد الطرق كلها أمام هؤلاء الأحباش الذين يظنون أولاً أنه لا يجوز أن يسأل المسلم أين الله، وثانياً يظنون أنه لا يجوز أن يقول أن الله في السماء بعد أن تبين لهم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي سَنَّ هذا السؤال: أين الله؟ وهو الذي شهد لتلك الجارية بالإيمان حينما نطقت بلفظ القرآن: الله في السماء.

وهنا عبرة لا بد من أن أذكرها وهي .. يتبين لنا الفرق بين الحياة التي كان يعيشها عامة المسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى الجارية راعية الغنم، وبين ما يعيشه اليوم عامة المسلمين وكثير من خاصتهم؛ لأن هذا السؤال لو وُجِّه إلى كثير

ص: 548

من الخاصة وفيهم بعض كبار علماء الأزهر الذي يوصف فيقال: الأزهر الشريف، إذا وجِّه إليهم هذا السؤال: أين الله؟ لم يجيبوا بجواب الجارية، ما هذه الفارقة بين كبار العلماء في العصر الحاضر لا يجيبون عن سؤال الرسول عليه السلام بينما راعية الغنم تعرف الجواب الصحيح لهذا السؤال الوجيه، أقول: هذا دليل أن المسلمين في العهد الأول كانوا ربوا جميعاً لا فرق بين خاصتهم وعامتهم، كانوا ربوا جميعاً بتربية النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما يتعلق على الأقل بالعقيدة التي لا بد لكل مسلم أن يكون فاهماً لها أولاً، ثم مؤمناً بها، هذه جارية كيف عرفت العقيدة الصحيحة؟ الجواب: الجارية لا نتصور أنها كانت تتمكن أن تحضر حلقات العلم التي كان يحضرها كبار أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخاصتهم، بينما الآخرون ما كانوا يحضرون جلسات الرسول عليه السلام، إذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما بُلّغ حديثاً من أبي هريرة رضي الله عنه ندم فقال: شغلنا الصفق في الأسواق، إذا كان هذا عمر فماذا نقول عن الصحابة الآخرين، وماذا نقول عن النساء، بل ماذا نقول أخيراً عن الجواري وعن راعية الغنم.

أريد من هذه التوطئة كيف فهمت هذه الجارية هذه العقيدة الصحيحة التي إلى الآن لم يفهمها بعض الخاصة من أهل العلم؟ إنها كانت تعيش في جو مُوحِّد في التوحيد الصحيح، لا مثيل له في الدنيا إطلاقاً بسبب وجود الرسول عليه السلام، بسبب وجود النور بين ظهراني أولئك الصحابة من الرجال والنساء من الخاصة والعامة، هذه الجارية تلقت هذه العقيدة من سيدها، فسيدها يسمع العقيدة الصحيحة بل والأحكام الشرعية من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم لا يقتصر على الاحتفاظ بها بل ينقلها إلى من هو يعوله من ينفق عليه مادةً، وينفق عليه أيضاً علماً ومعنى، من هنا نعرف لماذا عرفت الجارية هذه العقيدة الصحيحة؛ لأنها عاشت في ذلك الجو

ص: 549

الوحيد في فهمهم للتوحيد الصحيح، أما اليوم فالمسلمون يعيشون في أجواء متباينة، في عقائد متفرقة متضاربة أشد التضارب ولذلك فلا نجاة للمسلمين في هذا الزمان إلا أن يعودوا إلى ما كان عليه السلف الصالح، وأن يحققوا في أنفسهم خبر نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم حينما قال واصفاً للفرقة الناجية قال: هي التي تكون على ما أنا عليه وأصحابي.

أردت أن أختم الكلمة بهذا الحديث، لكني تذكرت أنه كان في جملة السؤال المطروح آنفاً أن هؤلاء الأحباش ينكرون في جملة ما ينكرون اليد التي وصف الله عز وجل نفسه بها، يقولون: اليد جارحة .. ! سبحان الله، وهم يتكلمون عن أنفسهم، فكيف يقولون في اليد التي ذكرها الله إنها جارحة؟ هؤلاء من أجهل الناس إن لم يكونوا من أضل الناس؛ ذلك لأنهم يقيسون الغائب على الشاهد، بل يقيسون غيب الغيوب وهو الله تبارك وتعالى على أنفسهم، هذا في منتهى الحماقة إن لم يكن في منتهى الضلال، نحن نجاريهم جدلاً لا عقيدةً وحاشى أن نشاركهم في عقيدتهم، نقول لهم: الله ذات متصف بصفات الكمال، هل تقولون معنا؟ لا بد أن يقولوا معنا: نعم أو يقولوا: لا، فإن قالوا: لا فذاك هو الذي يدل على ضلالهم ويؤكد ما هم فيه فلا كلام لنا معهم؛ لأن الكلام حينئذ يكون مع الزنادقة، والمفروض الآن أننا نتكلم مع مسلمين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويصلون وو إلى آخره .. فإذا قالوا نحن معكم بأن الله عز وجل له كل صفات الكمال، فإذا قالوا هذه الكلمة فقد تناقضوا حينما قالوا الله ذات وله صفات، وأنت أيها المتكلم بكلام علماء الكلام حينما تقول اليد جارحة هذه جارحة بالنسبة لذاتك، فهل ذاتك كذات الله أو ذات الله كذاتك؟ ستقول حاشى لله، ذاته ليست كالذوات، وبالتالي صفاته ليست كسائر صفات المخلوقات، إذاً انتهت المشكلة يا جماعة .. يقال في الذات ما يقال في الصفات، يقال في الصفات

ص: 550

ما يقال في الذات إيجاباً وسلباً الله ذات له كل صفات الكمال ومنزه عن كل صفات النقص، ذلك قوله تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى:11) فهو سميع وبصير صدق الله، لكن سمعه ليس كسمعنا، بصره ليس كبصرنا، لا بد لهؤلاء المجادلين بالباطل والمتسترين بكلام ظاهره حق وباطنه باطل، لا بد لهؤلاء أن ينكروا كل صفات الله عز وجل، لماذا؟ لأن وصف الله بهذه الصفات في الغالب فيها اشتراك لفظي ليس حقيقي معنوي، الله عز وجل قال عن آدم {فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} (الإنسان:2) ووصف نفسه بأنه سميع بصير، إذاً انتهى الوقت؟

إذاً ننهي هذا الكلام فنقول: إذا كان الله عز وجل قال: {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى:11) ووصف آدم عليه السلام بأنه جعله سميعاً بصيراً، فعلى طريقة هؤلاء الأحباش وأمثالهم من المعطلة لا بد من أحد شيئين: إما أن نقول إن الله ليس كما قال: {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى:11]) لأنه قال في آدم: {فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} (الإنسان:2) أو أن نقول لا هو كما وصف به نفسه لكن قوله في آدم {فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} (الإنسان:2) ليس كذلك فلا بد من تعطيل أحد الوصفين إما ما كان منهما متعلقاً بالله عز وجل وهذا كفر، وإما ما كان متعلقاً بوصف الله لآدم عليه السلام بأنه جعله سميعاً بصيراً إنكار أيضاً هذا فهو كفر فهم دائرون ما بين كفر وكفر وذلك عاقبة من لا يتبع السلف الصالح، ولذلك قيل:

وكل خير في اتباع من سلف

وكل شر في ابتداع من خلف

فنوصي الحاضرين جميعاً ألا يصغوا لعلماء الكلام ولا لأذنابهم، وعليهم أن يعرفوا عقيدة السلف ليكونوا إن شاء الله مهتدين، والحمد لله رب العالمين.

"الهدى والنور"(695/ 54: 00: 00) و (695/ 43: 27: 00)

ص: 551