الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخلاصة: هؤلاء الذي يزعمون بأن السلف أولوا: إن كانوا يعنون أنهم جعلوا مذهبهم التأويل كما هو مذهب الخلف فهم يُكَذِّبون أنفسَهم بأنفسِهم؛ لأن الخلف يقولون: مذهب السلف أسلم، ما هو مذهب السلف؟ هو أنهم لا يؤولون، ومذهب الخلف زعموا أنه أعلم وأحكم، لماذا؟ لأنهم يؤولون، فنفس علماء الخلف يعترفون بأن السلف ما كانوا يؤولون، لكن هؤلاء لتضليل الناس اليوم وإخراجهم عن سبيل المؤمنين الأولين يزعمون بأن السلف أولوا، الحقيقة: أنهم ما أولوا والنصوص الكثيرة والكثيرة جداً يجدها المسلم مجموعة في كتاب الحافظ الذهبي المعروف بالعلو للعلي الغفار.
وكنت أنا اختصرته وحذفت منه بعض الروايات والآثار الواهية الضعيفة، فتجد هناك عشرات الصحابة والتابعين وأتباعهم والحفاظ من الأئمة كلهم لا يؤولون ويردون على المؤولة؛ لذلك فهذا تضليل من هذا السخاف لسبيل المؤمنين، من أجل أن يضلوا هؤلاء الناس الذين لا علم لهم بما يدجل به هذا الإنسان الذي ابتلي من حوله اليوم ومن وصلت رسائله إليهم بأضاليله الكثيرة المبثوثة في رسائله.
"الهدى والنور"(795/ 17: 44: 00)
[803] باب منه
سؤال: كثيراً ما يُزْعَمُ أن مذهب السلف هو التفويض في الصفات، ويستندون على ذلك ببعض الأقوال لأهل العلم.
الشيخ: الأهل من؟
مداخلة: للأئمة مثل الإمام أحمد كقوله: أَمِرُّوها كما جاءت بلا تفسير، نعم،
شيخنا يعني لم توجهوا هذه الأقوال خاصة أنها ثابتة عن الإمام أحمد وغيره نرجو منكم بيان هذه المسألة وجزاكم الله خيراً؟
الشيخ: سبق أن تكلمنا عن هذه المسألة وجواباً عنها نقول: إن السلف كما جاء في كتب أئمة الحديث وكما جاء في بعض كتب الأشاعرة كالحافظ ابن حجر العسقلاني، هو من حيث الأصول والعقيدة هو أشعري على علمه وفضله وهو قد ذكر في أكثر من موضع واحد في الكتاب العظيم المسمى بفتح الباري أن عقيدة السلف فهم الآيات على ظاهرها دون تأويل ودون تشبيه، فقول الأمام أحمد أمروها كما جاءت أي افهموها كما جاءت دون أن تتعمقوا في محاولة معرفة الكيفية، والذين يقولون إن مذهب السلف هو التفويض أولاً يلزمهم أمران اثنان وكما يقال أحلاهما مر يلزمهم أن الآيات التي وصف الله عز وجل نفسه بها فضلاً عن الأحاديث الكثيرة التي وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم ربه فيها كل هذه النصوص معناها على مذهب التفويض أننا لا نفهم هذه النصوص بل ولا ندري لماذا ربنا عز وجل أنزلها في كتابه ولا ندري لماذا نبيه وصف ربه بهذه الصفات، والواجب علينا أن لا نفهم هذه الصفات المذكورة في القرآن والسنة علماً أن الله عز وجل نعى على قوم أنهم لا يهتمون بفهم القرآن الكريم حينما قال رب العالمين:{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (محمد:24).
بلا شك أن أعظم شيء يتعلق بهذا الإسلام هو معرفة الرب الذي شرع هذا الدين وعلى لسان نبيه عليه الصلاة والسلام، فحينما يقال في آيات الصفات وفي أحاديث الصفات لا نفهم منها شيئاً إذاً هم لم يعتبروا بمثل قوله في الآية السابقة {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (محمد:24) ويشملهم أيضاً: {لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} (الحج:46).
{وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} (العنكبوت:43).
والآيات كلها إنما أنزلت لتُعقل وتُفهم عن الله عز وجل فإن كانت متعلقة بالعقيدة تبناها عقيدةً وأن كانت متعلقة بالأحكام تبناها وعمل بها.
إذاً إذا كانت الآيات المتعلقة بصفة الله عز وجل لا تفهم فإذاً نحن لا ندري عن ربنا شيئاً إلا أن له وجوداً، وعلى هذا هناك صفات مجمع عليها بين العلماء حتى علماء الخلف مثلاً:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى:11).
هل نفهم من السميع أن نُفَوِّض فنقول: لا ندري ما هي صفة السمع البصير لا ندري ما هي صفة البصر والقدير والحكيم والعليم إلى آخره معنى ذلك التفويض المزعوم أننا لا نفهم شيئاً من هذه الصفات، إذاً آمنا برب موجود لكن لا نعرف له صفة من الصفات وحينئذٍ كفرنا برب العباد حينما أنكرنا الصفات بزعم التفويض، هذا هو الذي يرد أولاً على أولئك المفوضة زعموا.
الشيء الثاني: إذا قال الإمام أحمد أو غيره أمروها كما جاءت تُرى قبل الإمام أحمد إمام دار الهجرة وهو الإمام مالك رحمه الله تعالى هل كان على هذا المذهب حينما جاءه ذاك السائل فقال له: يا مالك يا مالك {الرحمن على العرش استوى} ، كيف استوى؟ قال: الاستواء معلوم فالاستواء معلوم لا يعني الاستواء مفوض معناه لا قال الاستواء معلوم، وهو العلو، ولكن الكيف مجهول، وهذا هو مذهب السلف، ولذلك تمام كلام الإمام مالك رحمه الله أن قال: أخرجوا الرجل فإنه مبتدع لم يكن هذا الرجل السائل مبتدعاً لأنه سأل عن معنى خفي عليه من قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه:5).
وإنما أخرج وبُدِّع؛ لأنه سأل عن كيفية الاستواء فكان قول الإمام مالك هذا
هو الذي يمثل منهج السلف الصالح والمتبعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
وهو أن معاني آيات الصفات وأحاديث الصفات مفهومة لغة لكن كيفياتها
مجهولة تماماً.
فلا يعرف كيفية الذات إلا صاحب الذات ولا يعرف كيفية الصفات إلا الذات نفسها، لكن الاستواء والسمع معلوم والبصر معلوم والعلم معلوم وو إلى أخره ولذلك فأنا أعتقد أن تفسير كلمة الإمام أحمد أمِرُّوها كما جاءت هو بأنها تعني عدم فهم الآيات وأن نقول الله أعلم بمراده كما يزعم الخلف هذا هو أصل التعطيل أن نؤدي إلى جحد الخالق سبحانه وتعالى، ولذلك فأنا يعجبني كلمة الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وأكررها على مسامعكم لتحفظوها لأن فيها جماع هذه المسألة في كلمتين اثنتين يقول رحمه الله: المشبه يعبد صنماً والمعطل
يعبد عدما.
فالله إذا قال إنسان ليس فوق وليس تحت وليس يمين وليس يسار وليس داخل العالم ولا خارجه كما يقول بعض المبتدعة الضالين في هذا البلد
خاصة يزعمون بأن الله لا داخل العالم ولا خارجه هذا وصف للمعدوم الذي
لا وجود له.
لو قيل لإنسان ما العدم ماذا تتصورون يكون الجواب؟ هو شيء لا شيء العدم لا شيء، إذا قيل هذا العدم لا شيء هل هو داخل العالم أو خارجه هل يصح هذا الوصف؟
مداخلة: لا يصح
الشيخ: لا يصح هذا الوصف. لا يصح طيب، فإذا كان هناك شيء له وجوده
وله كيانه فهل يقال أنه ليس داخل العالم وليس خارج العالم؟ كذلك لا يقال إذاً من هنا قال ابن تيمية رحمه الله: والمعطل يعبد عدما أي شيء لا وجود له، وقد قلنا في بعض مناسبات كثيرة أن حديث عمران بن حصين رضي الله عنه المروي في صحيح البخاري: أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن العرش وعما خلق الله بعد العرش وعما كان قبل العرش فقال عليه الصلاة والسلام: «كان الله ولا شيء معه» .
أي لا مخلوق، فإذاً هو كان ولا مخلوق ثم خلق العرش ثم خلق السموات والأرض فإذاً حينما خلق السموات والأرض كان الموجود بإيجاد الله إياه، لا شك ولا ريب أن الله والحالة هذه ليس في المخلوقات.
أما أن يقال أنه ليس خارج المخلوقات فهذا جحد لوجود الله عز وجل؛ لأنه كان ولا مخلوقات ولا أي عرش ولا كرسي ولا سماء ولا أرض ولا .. إلى أخره.
لذلك نحن نقول عاقبة التأويل هو التعطيل، لهذا يقول ابن تيمية:
المجسم يعبد صنماً، وهذا حرام بلا شك لأن الله يقول:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (الشورى:11).
والمعطل يعبد عدماً أي شيئاً لا وجود له، فآمِنوا بالله ورسوله على أساس من الفهم للآيات على الأسلوب العربي الذي كان عليه سلفنا الصالح أولاً مع الاحتفاظ بأن حقائق هذه الصفات وهذه الأسماء لا يعرفها إلا الله تبارك وتعالى.
مداخلة: شيخنا إذا سمحت بارك الله فيك كما الإثبات على أنه الإمام أحمد رضي الله عنه ورحمه الله تعالى يعرف ويفهم معنى {الرحمن على العرش استوى} عندما أثبت أن الله عز وجل فوق السماء بذاته سُئل وقيل له يا إمام: ماذا تقول في قول الله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} (المجادلة:7).
قال بعلمه إلى آخر الآيات فهذا يدل أيضاً على أن الإمام أحمد يفهم قول الله تبارك وتعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه:5).
الشيخ: يا سيدي هذه الحقيقة أن يقال أن السلف ما فسَّروا هذا جحد لحقيقة تشبه جحد البديهيات من الأمور.
مداخلة: ثم بدعة جديدة يا شيخ.
الشيخ: الله المستعان نعم.
مداخلة: ابتدعها السقاف في هذه الأيام بالنسبة لهذه المسألة تكلمت مع أحد تلامذته أو رواده فعندما ناقشت هذه المسألة قال شيخنا يقول لنا عندما قالوا له أن هي في صحيح مسلم هذا الحديث الجارية قال: الصحابة قالوا أن الرحمن على العرش استوى ولكنهم يريدون التأويل، فعندما ناقشت هذا الرجل كلما يأتي بشيء آتي له بشيء قال في النهاية: أنا أثبت أن الله عز وجل فوق السماء كما أثبتتُّ في الجارية يعني بقي مصر على كلام شيخه أن الجارية أثبتته ولكن تريد التأويل.
الشيخ: وما يدريه؟
مداخلة: أنا قلت له ما هي الحجة ما هو البرهان هذا لا بد له من برهان
ودليل قال ..
الشيخ: على كل حال هذه الكلمة أعتقد أنا أنها كلمة يقولونها بألسنتهم يقولونها هرباً من الحجة التي تقام عليهم لأن الرجل في كتبه يصرح بأن القول بأن الله في السماء كفر هكذا: {أَأَمِنتُمْ مَنْ في السَّمَاءِ} (الملك:16).
قال في بعض كتبه ونقلاً عن بعض المفسرين المؤولين مع الأسف: {أَأَمِنتُمْ
مَنْ في السَّمَاءِ} (الملك:16).
كما يقول أهل الشرك هكذا الكتاب مطبوع، ولذلك إذا وصل معك إلى أن يقول أنا أقول كما قالت الجارية لكن مع التأويل هذا أولاً: أعتقد أحد شيئين حتى ننصف الرجل هذا أو الشاب الذي تشير إليه إما أنه كفر بشيخه أو تأول كلام الشيخ بتأويل لا يرضاه الشيخ.
أو أن الشيخ علمهم إذا قيل لكم كذا فقولوا كذا لكن قولهم هذا يخالف المسطور في كتبهم لأن الرجل يصرح بأنه لا يجوز للمسلم أن يقول الله في السماء، لأن هذه قول كفار فالمشركين في العهد الجاهلي، وهو تلقاه عن الشيخ عبد الله الغماري المغربي، فهو يصرح أيضاً في بعض تعليقاته على كتاب "التمهيد" هذا الكتاب العظيم الذي ابتلي ببعض المعلقين من أهل الأهواء وأهل التعطيل ولا أقول التأويل، ولذلك فهذا القول إذا قال حقيقة فهذه خطوة إلى الأمام، لكن الحقيقة أن السقاف لا يؤمن إلا أن كلمة الله في السماء هذا كفر لأنه يفسر في السماء أي في جوف السماء، وهذا كفر لهذا يقول بأننا نحن نقول بأن الله عز وجل ليس في مكان ومن قال إن الله في مكان فقد كفر، لذلك يتأولون ليتهم يتأولون في بمعنى على كما هو صريح الآيات الأخرى.
ثم يقول أن الله عز وجل ليس في مكان وليس خارج المكان، الله لا داخل العالم ولا خارجه، وذلك هو شنشنة المعطلة، ومن عجائب أقوالهم أنهم يُكَفِّرون من يقول بقول الله ورسوله ويؤمنون بمن يقول بِقَوْلة ما قالها لا رسول الله ولا صحابي ولا تابعي ولا إمام من أئمة المسلمين.
نقول لذلك السائل من قال من العلماء الذين هم يؤمنون بعلمهم وصلاحهم: