الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذه (1) الصفة المميزة للسلفي على غيره من الخلفيين؛ فان هؤلاء على قسمين: قسم مفوضة يؤمنون بألفاظ الآيات وأحاديث الصفات دون الإيمان بحقائق معانيها اللائقة بالله تعالى. وهذا هو الذي عليه الآن كثير من الخلفيين الذين لم يدرسوا عقيدة السلف أو درسوها ولم يفهموها أو فهموها ولم يهضموها ولم يؤمنواً بها.
ويغلب هذا على الذين يتظاهرون بأنهم من الدعاة إلى الإسلام (وفاقد الشيء لا يعطيه) وبعضهم يزعم أن هذا هو مذهب السلف جهلا أو تجاهلا ومنهم الكوثري شيخ أبو غدة كما صرح بذلك في تعليقه على «الاختلاف في اللفظ» لابن قتيبة (ص30).
وقسم مؤولة معطلة ينكرون حتمًا بعض صفات الله تعالى باسم التأويل وتحريف الكلم عن مواضعه، ومنهم الكوثري، بل هو حامل راية هذا الانحراف في العصر الحاضر.
"كشف النقاب عما في كلمات أبي غدة من الأباطيل والافتراءات"(ص80 - 81)
[811] باب الرد على من ادعى أن كتاب
"الإبانة" للأشعري هو على طريقة التفويض
[قال الذهبي في "العلو"]:
قال الأشعري في كتاب "الإبانة في أصول الديانة" له، في باب الاستواء:
(1) كذا، والظاهر أن صوابها: فهذه الصفة
…
فإن قال قائل: ما تقولون في الاستواء؟ قيل (له)(1) نقول: إن الله مستو على عرشه كما قال: {بل رفعه الله إليه} وقال حكاية عن فرعون: {وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب، أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأضنه كاذباً} فكذب موسى في قوله: إن الله فوق السموات وقال عز وجل: {أأمنتم من في السماء} يعني جميع السموات فقال: {وجعل القمر فيهن نوراً} ولم يرد أن يملؤهن جميعاً، "وأنه فيهن جميعاً" قال: ورأينا المسلمين جميعاً يرفعون أيديهم - إذا دعوا - نحو السماء لأن الله مستو على العرش الذي هو فوق السماوات، فلولا أن الله على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش.
وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية: إن معنى استوى: استولى وملك وقهر، وأنه تعالى في كل مكان، وجحدوا أن يكون على عرشه، كما قال أهل الحق، وذهبوا في الاستواء إلى القدرة، فلو كان كما قالوا كان لا فرق بين العرش وبين الأرض السابعة لأنه قادر على كل شيء، والأرض شيء، فالله قادر عليها وعلى الحشوش، وكذا لو كان مستوياً على العرش بمعنى الاستيلاء، لجاز أن يقال: هو مستو على الأخلية والحشوش، فبطل أن يكون الاستواء {على العرش}: الاستيلاء.
وذكر أدلة من الكتاب والسنة والعقل سوى ذلك (2).
وكتاب "الإبانة" من أشهر تصانيف أبي الحسن، شهره الحافظ ابن عساكر واعتمد عليه، ونسخه بخطه الإمام محيي الدين النووي.
(1) زيادة من المخطوطة، وقد وقعت هذه الزيادة في " الإبانة " بعد "قيل" ولعله الأقرب إلى الصواب. [منه].
(2)
"الإبانة"(ص 34 ـ 37). [منه].
[قال الإمام]:
قلت: وفي قول الأشعري دليل واضح على بطلان قول الكوثري في تعليقه على "تبيين كذب المفتري"(ص 28) أن كتاب "الإبانة" هذا هو على طريقة المفوضة في الإمساك عن تعيين المراد، وهو مذهب السلف!
فإن كلام الأشعري الذي نقله المصنف رحمه الله عن "الإبانة" وأشرنا إلى محله منه صريح في تعيين المراد، وهو أن الاستواء بمعنى العلو، فأين التفويض والإمساك عن تعيين المراد الذي زعمه الكوثري، ولا شك أن قوله " وهو مذهب السلف "، كذب أيضاً كما يعلمه من درس أقوالهم في كتب أصول السنة التي جمعها المصنف رحمه الله تعالى في كتاب " العلو" فأوعى، ثم قَرَّبتها إليك في "مختصره" هذا، منبهاً على ما صح إسناده منها كما ترى.
"مختصر العلو"(ص238 - 239)