المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[995] باب إثبات صفة العلو للواحد القهاروبيان سبب خطأ المؤولة في أبواب الصفات - جامع تراث العلامة الألباني في العقيدة = موسوعة العقيدة - جـ ٦

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌كتابالأسماء والصفات

- ‌جماع مقدماتعقدية هامة في توحيد الأسماء والصفات

- ‌[786] باب في وجوب تصفية العقيدة مما شابها من البدع بما فيها أبواب الأسماء والصفات

- ‌[787] باب في أهمية جعل العقيدة بما في ذلك توحيد الأسماء والصفات أولى الأولويات في الدعوة، مع بيان أهمية فهم السلف وخطورة التنكب عنه

- ‌[788] باب هل ينبغي على الدعاة أن يتجنبوا الكلامعلى الأسماء والصفات أمام العامة

- ‌[789] باب هل آيات الصفاتوأحاديثها من المتشابهات أم من المحكمات

- ‌[790] باب منه

- ‌[791] باب هل عقيدة السلفيينفي الصفات هي عقيدة الصحابة

- ‌جماع أبواب أصولأهل السنة في باب توحيد الأسماء والصفات

- ‌[792] باب أصول عقيدة السلف في الأسماء والصفات

- ‌[793] باب من أصول مذهب السلف في الأسماء والصفات

- ‌[794] باب منه

- ‌[795] باب أحاديث وآيات الصفات يجب إمرارها كما جاءت

- ‌[796] باب شرح ما جاء عن جماعة من السلف من قولهم في نصوص الصفات:"أمرُّوها كما جاءت بلا تفسير

- ‌[797] باب معنى ما رويعن السلف من أنهم لا يفسرون نصوص الصفات

- ‌[798] باب شرح ما جاء عن جماعة من السلف من قولهم لمن سأل عن أحاديث الرؤية: "امضها بلا كيف

- ‌جماع أبواب الكلام على بطلانمذهب التفويض وبراءة أهل السنة منه والرد على المفوضة

- ‌[799] باب معنى التفويض في الأسماء والصفات

- ‌[800] باب بيان خطر التفويض وأنه ليس مذهب السلف

- ‌[801] باب هل التفويض هو مذهب السلف

- ‌[802] باب منه

- ‌[803] باب منه

- ‌[804] باب هل التفويضمذهب السلف لقولهم: «نُمِرُّها كما جاءت»

- ‌[805] باب لازم القول بالتفويض

- ‌[806] باب مناقشة الشيخ لمن يدعيأن مذهب الصحابة في الصفات هو التفويض

- ‌[807] باب الرد على من نسب التفويض للسلف

- ‌[808] باب الرد على المفوضة والمعطلة

- ‌[809] باب بيان خطر التفويض والتأويل

- ‌[810] باب مذهب السلف في الصفات وموقف الدعاة اليوم فيه، وبيان ضلال المفوضة والمعطلة

- ‌[811] باب الرد على من ادعى أن كتاب"الإبانة" للأشعري هو على طريقة التفويض

- ‌جماع أبواب الكلامعلى ضلال المؤولة والمعطلة، وجناية أصولهم على الدين

- ‌[812] باب بيان خطر التأويل ونقد مقولة:"مذهب السلف أسلم، ومذهب الخلف أعلم وأحكم

- ‌[813] باب بيان خطر التأويل والتفويض

- ‌[814] باب بيان خطر التأويل وجنايته على العقيدة

- ‌[815] باب لا يجوز العدول عن ظاهر النصوص إلا لقرينة

- ‌[816] باب هل التأويل من مذهب السلف

- ‌[817] باب أثر القول بالمجاز في أبواب الصفات

- ‌[818] باب ذكر بعض أهلالضلال من المعطلة في الصفات والرد عليهم

- ‌[819] باب مذهب السلف في الصفاتوموقف الدعاة اليوم فيه، وبيان ضلال المعطلة

- ‌[820] باب الرد على المعطلة والمفوضة

- ‌[821] باب بيان انحراف المعتزلة في الأسماء والصفات واتِّباع الأشاعرة والماتريدية لهم

- ‌[822] باب الفرق بين النفي والتعطيل

- ‌[823] باب ذكر بعض رؤوس البدع من الجهمية

- ‌[824] باب هل ثبت قتل خالد القسري للجعد بن درهم

- ‌[825] باب جمهور الحنفية مؤولة في العقيدة

- ‌[826] باب مذهب ابن حزم في الصفات

- ‌[827] باب تنبيه حول عقيدة الشيخالشعراوي رحمه الله في الأسماء والصفات

- ‌[828] باب هل يُكَفَّر من أَوَّل الصفات

- ‌جماع أبواب ذكر المجسمةوالمشبهة وبيان ضلالهم في أبواب الأسماء والصفات

- ‌[829] باب التعريف بالكرَّامية ومذهبهم في الصفات

- ‌[830] باب بدعة الغلو في إثبات الصفات (التشبيه والتجسيم)

- ‌[831] باب ضلال المجسمة

- ‌[832] باب من مفاسد الغلو في الإثبات

- ‌[833] باب أهمية تصفية صحيح أحاديث الصفات من ضعيفها وبيان خطورة الإخلال بذلك حيث يؤدي إلى الغلو في باب الإثبات، وضرب أمثلة على ذلك

- ‌[834] باب الدارمي مغال في الإثبات مع إمامته في السنة

- ‌جماع أبواب الرد على شبهأهل الضلال من مخالفي أهل السنة في الأسماء والصفاتمن المفوضة والمعطلة والمؤولة والمجسمة والمشبهة وغيرهم(وقد تقدم بعضه)

- ‌[835] باب رد بعض شبهات المفوضة

- ‌[836] باب الرد على شبهات المعطلةوالمؤولة الصفات شبهة: التنزيه عن التشبيه

- ‌[837] باب منه

- ‌[838] شبهة نفي حلول الحوادث

- ‌[839] باب الرد على من اتهم أهل السنة بأنهم حشوية لأنهم يقولون: الله فوق عرشه بذاته

- ‌[840] باب معنى قوله تعالى: {ليس كمثله شيء} والرد على من استدل به على تأويل الصفات

- ‌[841] باب هل هناك جهمية في العصر الحديث؟والكلام على ضلال الجهمية، والرد على شبه المعطلة، والكلام على حديث الجارية

- ‌[842] باب الرد على المجسمة والمشبهة والمعطلة

- ‌[843] باب الرد على المشبهة

- ‌[844] باب رد تهمة التجسيم عن شيخ الإسلام ابن تيمية

- ‌جماع أبواب ذكر بعض من رجعإلى عقيدة السلف في الأسماء والصفات

- ‌[845] باب ذكر ما آلت إليه عقيدة الجويني إمام الحرمين وأبيه

- ‌[846] باب هل تصح نسبة كتاب «دفع شبة التشبية» لابن الجوزي؟ وبيان رجوع ابن الجوزي لمذهب السلف

- ‌(جماع أبواب قواعد في أسماء الله تعالى)

- ‌[847] باب تقسيم أسماء الله الحسنى من حيث معرفة الناس بها من عدمها

- ‌[848] باب وهل تشتق الأسماء من الصفات

- ‌[849] باب إذا جاءت صفة لله على وزن اسم الفاعل فهل نعدها اسمًا لله تعالى، وهل "الدليل" من أسماء الله

- ‌[850] باب ما قد يستدل به على أن الاسم والمسمى واحد

- ‌جماع أبواب الكلام على عدد الأسماء الحسنى، وهل ذُكرت في حديث، ومعنى حديث من أحصاها دخل الجنة

- ‌[851] باب هل وردت الأسماء الحسنى في حديث

- ‌[852] باب هل صح حديثٌ في تحديد أسماء الله الحسنى؟وما معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «من أحصاها دخل الجنة

- ‌[853] باب هل أسماء الله تعالى محصورة في التسعة وتسعين؟ وهل خطوط باطن الكف تدل على ذلك

- ‌[854] باب حال حديث «إن لله تسعة وتسعين اسمًا»،والكلام حول التوسع في باب الإسماء الحسنى

- ‌[855] باب معنى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الأسماء الحسنى: «من أحصاها دخل الجنة» وهل الأسماء محصورة في التسعة والتسعين

- ‌[856] باب هل من الممكنأن يتوصل عالم إلى تحديد الأسماء التسعة والتسعين

- ‌[857] باب معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «من أحصاها دخل الجنة»

- ‌[858] باب منه

- ‌جماع أبواب الكلامعلى بعض ما ثبت لله تعالى من أسماء وبعض ما لا يثبت

- ‌[859] باب اسم الله الأعظم

- ‌[860] باب ذكر اسم الله الأعظم وهل هو: ربِّ ربِّ

- ‌[861] باب منه

- ‌[862] باب هل صح حديثأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يُرِد أن يُعلِّم عائشة الاسم الأعظم

- ‌[863] باب هل نثبت لله اسم الطيب

- ‌[864] باب هل النور من أسماء الله

- ‌[865] باب هل الساتر من أسماء الله

- ‌[866] باب ضبط اسم الله تعالى الستير

- ‌[867] باب هل المنتقم من أسماء الله

- ‌[868] باب هل نثبت اسم "الواهب" لله تعالى

- ‌[869] باب اسم الحنان

- ‌[870] باب هل «موجود» من أسماء الله

- ‌[871] باب هل الماكر والخادع من أسمائه تعالى

- ‌[872] باب ما تفسير اسمي الخالق والبارئ، وما الفرق بينهما، وطلب ذكر كتاب يشرح الأسماء الحسنى على منهج السلف

- ‌[873] باب هل يجوز أن يتسمى إنسان بالطبيب

- ‌[874] باب هل "آه" من أسمائه تعالى

- ‌[875] باب هل القديم من أسماء الله

- ‌[876] باب هل الماجد من أسماء الله

- ‌[877] باب معنى قوله تعالىعلى لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم «إني انا الدهر»

- ‌[878] باب هل يُطلق على الله تعالى لفظ الذات

- ‌[879] باب هل يجوز إطلاق لفظ شيء على الله عز وجل

- ‌جماع أبواب قواعد عامة في صفات الله تعالى

- ‌[880] باب إثبات قيام الأفعال الاختيارية بذاته تعالى

- ‌[881] باب هل صفاته تعالى محدودة

- ‌[882] باب جواز الحلف بصفات الله تعالى

- ‌[883] باب هل يجوز الحلف بيد الله وقدم الله

- ‌[884] باب هل يجوز التسمي بعبد الرحمة وعبد الرضا

- ‌[885] باب الفرق بين صفة المعنى والصفة المعنوية

- ‌[886] باب هل لله صفات سلبية

- ‌جماع أبواب الكلام على جملةمما ثبت لله تعالى من الصفات الفعلية

- ‌(صفة الضحك)

- ‌[887] باب إثبات صفة الضحك

- ‌[888] باب إثبات صفة الضحكوالرد على من ضعَّف بعض أدلتها

- ‌[889] باب منه

- ‌[890] باب منه

- ‌[891] باب الرد على ابن حبان في تأويله صفة الضحك

- ‌[892] باب خطأ من تأول صفة الضحك بالرضا

- ‌[893] هل تُؤول صفة الضحك بالرضا

- ‌(صفة العجب والمغايرة بينها وبين الضحك)

- ‌[894] باب إثبات صفة العجب لله تعالى

- ‌[895] باب إثبات صفة العجب والمغايرة بينهاوبين صفة الضحك والرد على من تأولهما

- ‌[896] باب منه

- ‌(صفة القرب)

- ‌[897] باب إثبات صفة القرب لله عزوجلوإثبات قيام الأفعال الاختيارية بذاته تعالى

- ‌[898] باب منه

- ‌[899] باب منه

- ‌[900] باب إثبات صفة التقرب وغيرها لله تعالىوبيان خطأ من تأولها

- ‌(صفة الدنو)

- ‌[901] باب إثبات صفة الدنو لله تعالى

- ‌[902] باب منه

- ‌[903] باب هل تُفَسَّر صفة الدنو بالتجلي

- ‌(صفتي المجيء والإتيان)

- ‌[904] باب إثبات صفتي المجيء والإتيان لله تعالىوالرد على من تأولهما والرد على بعض أصول أهل البدعفي الأسماء والصفات

- ‌[905] باب إثبات صفة المجئ والرد على من تأولها

- ‌(صفة الهرولة)

- ‌[906] باب هل تثبت صفة الهرولة لله تعالى

- ‌[907] باب منه

- ‌[908] باب منه

- ‌(صفتي الرضا والغضب)

- ‌[909] باب الرد على من تأول صفتي الرضا والغضب

- ‌(صفة الإرادة)

- ‌[910] باب إثبات صفة الإرادة والرد على من ردها

- ‌(صفة التردد)

- ‌[911] باب إثبات صفة التردد

- ‌(صفة النظر)

- ‌[912] باب إثبات صفة النظر والرد على من تأولها

- ‌(صفتي السمع والبصر)

- ‌[913] باب بيان خطأ المعتزلةفي إنكارهم صفتي السمع والبصر

- ‌[914] باب هل نثبت لله صفة الأذن

- ‌جماع أبوابما قد يُستشكل وصفُ الله به من الصفات الفعليةمما يوصف به تعالى مقيدًا

- ‌(الاستهزاء والسخرية)

- ‌[915] باب هل نثبت لله تعالى صفتي الاستهزاء والسخرية

- ‌(المكر)

- ‌[916] باب هل يوصف الله تعالى بالمكر

- ‌(جماع أبواب جملة مما ثبت لله تعالى من الصفات الذاتية العقلية والخبرية)

- ‌(صفة السلطان)

- ‌[917] باب ما معنى سلطان الله

- ‌(صفة النَفْس)

- ‌[918] باب إثبات صفة النفسوالتقرب وغيرهما لله تعالى وبيان خطأ من أَوَّلَهما

- ‌(صفة اليد)

- ‌[919] باب الرد على من أنكر صفة اليد لله تعالى

- ‌[920] باب المقصودبـ"أيدينا" في قوله تعالى: "مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا

- ‌[921] باب تفسير قوله تعالى: "يد الله فوق أيديهم

- ‌[922] باب معنى قوله تعالى: {يد الله فوق أيديهم}

- ‌[923] باب هل قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«والذي نفسي بيده» من أحاديث الصفات

- ‌[924] باب هل نثبت لله صفة الشمال وكيف الجمع بين حديث «كلتا يدي ربي يمين» وبين الأحاديث التي فيها أن لله شمالاً

- ‌[925] باب منه

- ‌[926] باب منه

- ‌[927] باب منه

- ‌[928] باب منه

- ‌[929] باب منه

- ‌[930] باب منه

- ‌[931] باب ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلمأنه قال: «الحجر يمين الله

- ‌(صفة الساق)

- ‌[932] باب إثبات صفة الساق لله تعالىوالرد على من تأول آية الساق

- ‌[933] باب صفة الساق

- ‌[934] باب كشف الله تعالى عن ساقه يوم القيامة

- ‌[935] باب إثبات صفة الساق لله تعالى

- ‌[936] باب حال حديث: «يكشف ربنا عن ساقه»

- ‌[937] باب هل يؤخذ بتفسير ابن عباس لقوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق}

- ‌[938] باب هل نفى شيخ الإسلام صفة الساق لله عز وجل

- ‌[939] باب معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم «يضع الجبار قدمه في النار»

- ‌[940] باب هل نثبت لله تعالى قدمين

- ‌(صفة العينين)

- ‌[941] باب إثبات صفة العينين لله عز وجل

- ‌[942] باب هل هناك نص بأن لله عينين

- ‌(صفة الإصبع)

- ‌[943] باب الإيمان بأن الله يضعالسموات على إصبع والأرض على إصبع

- ‌[944] باب هل يقال أن لله تعالى خمسة أصابع؟ وهل تثبت الصفة بدلالة المفهوم

- ‌(صفة الحقو)

- ‌[945] باب هل تثبت صفة الحقو لله تعالى

- ‌[946] باب هل نثبت صفةالحُجَز لله تعالى أخذًا من حديث الرحم

- ‌(صفة الوجه وبيان المرادبقوله تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه})

- ‌[947] باب تفسير الوجهفي قوله تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه}

- ‌[948] باب هل يُفسَّر قوله تعالى{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} بـ"إلا ما أريد به وجهه

- ‌[949] باب هل فسر البخاري قوله تعالى:{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} بِمُلْكِهِِ تعالى

- ‌جماع أبواب ذكر ما لا يُوصف الله تعالى بهإما لاستحالته عنه، أو لعدم ثبوته أو وروده

- ‌(البداء)

- ‌[950] باب نسبة البداء إلى الله محال

- ‌[951] باب نسبة البداءة لله تعالى لا يجوز

- ‌[952] باب منه

- ‌[953] باب من الأدلة علىتحريف التوراة أنه نُسب فيها البداء لله تعالى

- ‌(الاستراحة)

- ‌[954] باب بطلان نسبة الاستراحة لله تعالى

- ‌(النور)

- ‌[955] باب هل الله تعالى نور

- ‌[956] باب منه

- ‌(القعود والجلوس)

- ‌[957] باب هل يوصف الله تعالى بالقعود؟ والتنبيه على أنرواية الأحاديث الضعيفة في أبوب الصفات مما يجرئ أهل البدع على وصف أهل السنة بالحشوية والمجسمة

- ‌[958] باب هل يوصف الله تعالى بالقعود على العرش

- ‌[959] باب هل يقعد الله تعالىعلى العرش فيفضل منه مقدار أربع أصابع

- ‌[960] باب نفي صفة الجلوس لله تعالى وبين الجنة والنار

- ‌[961] باب هل ثبتت صفة الجلوس للرب تعالى

- ‌(الاستقرار)

- ‌[962] هل يوصف الله تعالى بأنه مستقر على العرش

- ‌(المماسة)

- ‌[963] باب هل هناك دليل ينفيأو يثبت مماسة الرب عز وجل لعرشه

- ‌(الحركة والانتقال)

- ‌[964] باب هل يوصف الله تعالى بالحركة والانتقال

- ‌[965] باب هل تنسب الحركة لله تعالى؟ وهل يلزمذلك من إثبات صفة المجيء؟ مع نقاش حول ذلك

- ‌(الحواس)

- ‌[966] باب هل نثبت الحواس الخمس لله تعالى

- ‌(المكان والجهة)

- ‌[967] باب هل ينسب المكان لله تعالى

- ‌[968] باب هل تصح نسبة الجهةوالمكان أو نفيهما عن الله عز وجل

- ‌(الشر والظلم)

- ‌[969] باب هل ينسب الشر لله تعالى

- ‌[970] باب هل ينسب الشر لله تعالى

- ‌[971] باب معنى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الشر ليس إليك»

- ‌[972] باب هل ينسب الظلم إلى الله تعالى

- ‌(الملل)

- ‌[973] باب إضافة الملل لله تعالى

- ‌(الظل)

- ‌[974] باب في إضافة الظل إلى الله تعالى

- ‌[975] باب منه

- ‌(المرض)

- ‌[976] باب في إضافة المرض إلى الله عزوجل

- ‌(الدار)

- ‌[977] باب هل ثبتت إضافة الدار لله تعالى

- ‌(الشرف)

- ‌[978] باب حكم قول بعضهم: بشرف الله

- ‌(أن الحجر الأسود يمين الله في الأرض)

- ‌[979] باب ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «الحجر يمين الله

- ‌(النَفَس)

- ‌[980] باب معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم:«إني أجد نَفَسَ الرحمن من هنا» يشير إلى اليمن

- ‌[981] باب هل يصح حديث فيه أن روح الرحمن من جهة اليمن

- ‌جماع أبواب مسائل لفظية لها تعلق بالأسماء والصفات

- ‌[982] باب جواز الحلف بصفات الله تعالى

- ‌[983] باب حكم قول بعضهم: بشرف الله

- ‌[984] باب هل يصح قول القائل: الله على ما يشاء قدير

- ‌[985] باب منه

- ‌[986] باب حكم قول القائل: جرت عادة الله على كذا

- ‌[987] باب هل يجوز الدعاء لأحد بقولنا: أطال الله بقاءك

- ‌[988] باب حكم قول القائل أدامك الله

- ‌جماع أبواب الكلامعلى علو الله تعالى وفوقيته واستوائه على العرش

- ‌[989] باب إثبات صفة العلو لله تعالى والرد على من أنكرها

- ‌[990] باب منه

- ‌[991] باب علو الله تعالى ثابت بالنقل الصحيح والعقل الفطري

- ‌[992] باب إثبات علو الله تعالى مع بيان ضعف حديث الأوعال

- ‌[993] باب من أدلة علو الله

- ‌[994] باب منه

- ‌[995] باب إثبات صفة العلو للواحد القهاروبيان سبب خطأ المؤولة في أبواب الصفات

- ‌[996] باب أدلة نزول القرآن فيها إثبات صفة العلو لله تعالى

- ‌[997] باب تفسير قوله تعالى: {عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ} وهل المقصود بذلك رؤية المؤمنين لربهم دائمًا؟ وبيان أن إثبات الرؤية يستلزم إثبات العلو

- ‌[998] باب أحاديث إثبات الفوقية متواترة

- ‌[999] باب هل يستخدم لفظ "بذاته"في الكلام على علوه تعالى فيقال: الله تعالى فوق عرشه بذاته؟ وهل يستخدم لفظ "بائن" فيقال: بائن من خلقه

- ‌[1000] باب إثبات استواء الله تعالى على عرشه، وذكر بعض من أنكر ذلك

- ‌[1001] باب الرد على من تأول استوى بمعنى استولى

- ‌[1002] باب صحة أثر مالك الشهيرفي الاستواء والرد على من ضعفه

- ‌[1003] باب شرح قول مالك:" والاستواء .. غير مجهول"وبيان خطأ الخوض في كيفية الاستواء

- ‌[1004] باب بيان خطأ من حرَّف أثر مالك الشهير في الاستواء

- ‌[1005] باب جواز الإشارة إلى الله تعالى بالإصبع إلى العلو

- ‌[1006] باب معنى قوله تعالى: «أأمنتم من في السماء»

- ‌[1007] باب معنى (في) في قولنا: الله (في) السماء

- ‌[1008] باب الرد على من أنكر حديث«ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»

- ‌[1009] باب بيان عقيدة أبي حنيفة في علو الله تعالى

- ‌[1010] باب الحنفية المتقدمونكانوا على طريقة السلف في إثبات العلو

- ‌جماع أبواب الكلامعلى حديث الجارية والرد على من طعن فيه

- ‌[1011] باب تفصيل القولفي حديث الجارية والرد على المخالفين

- ‌[1012] باب حديث الجارية قاصمة ظهر المعطلين للصفات

- ‌[1013] باب الرد على من ضعَّف حديث الجارية

- ‌[1014] باب منه

- ‌[1015] باب منه

- ‌[1016] باب منه

- ‌[1017] باب نصيحة الشيخلامرأة من أتباع الحبشي تنكر حديث الجارية

- ‌[1018] باب هل يجوز أن يُسأل عن الله بـ «أين»

- ‌[1019] باب هل المراد بسؤال"أين الله" السؤال عن المكان أم المكانة

- ‌[1020] باب إثبات الفوقية لله تعالى وجواز السؤال عن الله تعالى بـ "أين" وذكر بعض من أنكر ذلك

- ‌[1021] باب جواز السؤال عن الله بـ"أين

- ‌[1022] باب ضلال منكري الفوقية عن الله تعالى، وضلال منكري السؤال عن الله بـ"أين

- ‌جماع أبواب الكلامعلى صفة المعية وبيان عدم منافاتها لعلو الله تعالىوالكلام على بعض ما قد يُفهم منه منافاة العلو

- ‌[1023] باب معية الله للخلق هل تنافي علوه تعالى

- ‌[1024] باب المعية في قوله تعالى: {وهو معكم أينما كنتم} معية علمية والرد على من خالف ذلك

- ‌[1025] باب هل تأويل قوله تعالى: {وهو معكم أينما كنتم} بمعية العلم؛ من التأويل المذموم

- ‌[1026] باب في أقسام المعية

- ‌[1027] باب كروية الأرض وعلو الله تعالى

- ‌[1028] باب الجمع بين علو الله تعالىوقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «فإن الله قبل وجهه»

- ‌[1029] باب هل ينافي قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن أحدكم إذا قام يصلي فلا يبصق قِبَلَ وجهه فإن الله قبل وجهه» عقيدة علو الله تعالى

- ‌[1030] باب حال حديث: «والذي نفس محمد بيده لو أنكم دلَّيتم حبلاً إلى الأرض السفلى لهبط على الله

- ‌جماع أبواب الرد على مخالفي أهل السنة في إثبات صفات العلو والاستواء والفوقية ودفع شبهاتهم(غير ما تقدم)

- ‌[1031] باب رد شبهات حول إثبات الفوقية لله تعالى

- ‌[1032] باب إثبات صفة الاستواء لله تعالى والرد على من أنكر ذلك والرد على شبهة المعطلة: أن إثبات الصفات لله يستلزم التشبيه، مع نَقْلٍ مُهم عن الإمام الجويني حول ذلك كله

- ‌[1033] باب الرد على بعض أهل البدع ممن عطَّل صفة الاستواء وغيرها مع الكلام على مسند الربيع بن حبيب

- ‌[1034] باب رد شبهة حول علوِّ الله تعالى

- ‌[1035] باب رد شبهة حول علوِّ الله تعالى والكلام على كتاب «دفع شبه التشبيه» ومحققه

- ‌[1036] باب بيان عقيدة الشعراوي رحمه الله والكلام على علو الله تعالى، وهل خلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم من نور، وهل هو أول مخلوق

الفصل: ‌[995] باب إثبات صفة العلو للواحد القهاروبيان سبب خطأ المؤولة في أبواب الصفات

قلت: ومن أذنابهم من يتظاهر بتكفيرهم لقولهم هذا، ثم يصرح بما هو شر منه، وهو جحد وجوده تعالى، فيصفه بما يصف به المعدوم، فيقول:" ليس داخل العالم ولا خارجه"!! تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.

"صحيح الأدب المفرد"(ص205).

[995] باب إثبات صفة العلو للواحد القهار

وبيان سبب خطأ المؤولة في أبواب الصفات

الشيخ: كان وُجِّهَ سؤال فيما سبق من الجلسات حول صفة العلو لله عز وجل والآية التي يتوهم الكثيرون منها أنها تنافي صفة العلو لله تبارك وتعالى، ألا وهي قوله عز وجل:{وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} (الحديد:4)، فيجب أن نعلم في هذا الصدد أن الله تبارك وتعالى له كل صفات الكمال، وهو منزه عن جميع صفات النقصان، وأن صفات الكمال منها ما هو معلوم بمجرد العقل والفطرة السليمة، وهذا قليل، مثل كون الله عز وجل فوق المخلوقات أو كلها، فهذا يعرف بمجرد العلم بأن الله عز وجل يليق به كل صفات الكمال، كأن يكون الله عز وجل فوق المخلوقات ولا عكس فهو مما يُعْرَفُ ببديهة العقل، ومع ذلك فقد جاءت النصوص الكثيرة في الكتاب والسنة تصرح تصريحاً ليس بعده تصريح بأن الله عز وجل فوق المخلوقات كلها، وبعض هذه النصوص تبين بأنه فوق العرش بصورة خاصة، كآية {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه:5) التي تكررت في عديد من الآيات الكريمة أشهر من أن تذكر، فالعرش خلق من خلق الله عز وجل، بل هو أعظم مخلوقات الله تبارك وتعالى، فتنصيص رب العالمين على أنه فوق العرش العظيم هو من العقائد التي يجب على المسلم أن يتبناها ولا يجوز له أن ينحرف

ص: 407

عن دلالتها الظاهرة إلى المعاني المخترعة المبتدعة والتي يذهب إليها كثير من علماء الكلام المعروفين بانحرافهم عما كان عليه السلف الصالح من الإيمان بآيات الصفات كلها وأحاديث الصفات كلها، دون أي تحريف أو تأويل.

وقد تواتر أو على الأقل اشتهر عن الإمام مالك رحمه الله أنه جاءه رجل فقال: يا مالك! الرحمن على العرش استوى، كيف استوى؟، فكان جوابه رحمه الله أن قال: الاستواء معلوم، يعني: لغةً، وهو العلو، الاستواء لغة معناه العلو، هكذا يعني الإمام مالك بقوله: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة، والسؤال عنه أي: عن الكيف بدعة، فالإمام مالك رحمه الله يقرر في جوابه هذا للسائل العقيدة السلفية الجامعة لكل صفات الله عز وجل، فهي تثبت كما جاءت وبالمعنى الثابت لغة ولكن لا [يجوز] تمثيلها وتشبيهها؛ لأن الله عز وجل يقول في القرآن الكريم:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى:11) ففي الآية نفي وهو تنزيه (ليس كمثله شيء) وفي الآية إثبات لصفتين من صفات الله عز وجل وهو أنه سميع بصير، فسمعه لا يشبه الأسماع، وبصره لا يشبه الأبصار، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} .

كذلك بهذه الآية حين قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (الشورى:11) ننفي عنه مشابهته للحوادث، ومشابهة الحوادث له، ولكن ذلك لا يعني أن ننفي عنه الصفات التي أثبتها تبارك وتعالى لنفسه.

ومن هنا جاء انحراف الذين انحرفوا عن طريق السلف الصالح وهو من عدم جمعهم بين التنزيه والتثبيت للصفات، لأن الآية نفت وأثبتت، نفت شيئاً وأثبتت شيئاً، فلا يكون الإيمان بالله عز وجل إلا بالإيمان بهذين الأمرين اللذين ذكرهما

ص: 408

الله في هذه الآية، تنزيه وإثبات، تنزيه الله عز وجل عن مشابهته للحوادث، وإثبات الصفات لله عز وجل التي أثبتها الله عز وجل لنفسه، فصفات الله كثيرة، وهي مبثوثة في نصوص الكتاب والسنة، وفي بعضها اتفاق وفي كثير منها اختلاف، ويهمنا الآن البحث بصورة خاصة في صفة من هذه الصفات التي اختلف فيها المسلمون منذ أن وجدت المعتزلة وتأثر من تأثر بهم ممن ينتمي إلى مذهب أهل السنة كالأشاعرة بصورة خاصة، فالمعتزلة أنكروا كثيراً من الصفات الثابتة في الكتاب والسنة؛ يهمنا البحث الآن في صفة العلو لله العلي الغفار:

فقد ذهبت المعتزلة وتبعتهم الأشاعرة ثم لحقهم في ذلك جميع المسلمين الذين هم اليوم على وجه الأرض إلا قليلاً منهم وهم أهل الحديث، المعتزلة والأشاعرة وأكثر المسلمين اليوم ينكرون أن يكون الله تبارك وتعالى فوق مخلوقاته كلها، بل يُصرِّحون بأن الله عز وجل في كل مكان، وأن الله تبارك وتعالى موجود في كل الوجود، أما الآيات الكثيرة والأحاديث الأكثر التي تثبت لله صفة علوه على خلقه فهم يتأولونها بتأويل يعطلون معانيها، أي: هذه التآويل تؤدي بهم إلى إنكار حقائق هذه المعاني التي تضمنتها النصوص المشار إليها من الكتاب والسنة، فمثلاً: من هذه النصوص الصريحة في إثبات العلو لله عز وجل الآية السابقة: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه:5) فهم يؤولون هذه الآية فيعطلون معنى العلو فيها بقولهم: الرحمن على العرش استوى أي: استولى، هكذا يفسرون الآية، الرحمن على العرش استوى يعني: استولى من الاستيلاء، ويحتجون على ما ذهبوا إليه من التأويل المذكور بشعر معروف وهو:

استوى بشر على العراق بغير سيف ودم مهراق

ص: 409

استوى بشر على العراق بمعنى استولى، هكذا يفسرون الآية الكريمة:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه:5) معناه عندهم استولى، وهم حينما يفسرون هذا التفسير لا يتنبهون مع الأسف الشديد إلى أنهم صح فيهم المثل العامي: كان تحت المطر صار تحت المزراب؛ لأنهم بزعمهم نزهوا الله من أن يكون فوق المخلوقات بزعمهم أن هذا لا يليق بالله عز وجل، لأننا إذا قلنا: إنه فوق المخلوقات حصرناه بمكان، هذه شبهتهم وسنأتي على إبطالها قريباً إن شاء الله، ففراراً من هذا الزعم الذي زعموه أنه يلزم من وصف الله بأنه فوق المخلوقات تحييزه بمكان فروا بزعمهم من هذا فوقعوا فيما هو شر منه، وذلك حينما فسروا استوى بمعنى استولى، فإن معناه أن الله عز وجل قبل ذلك لم يكن مستولياً، لأنه في بعض الآيات المتعلقة باستواء الرب على عرشه قال تعالى:{خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ في سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} (الأعراف:54) وكلنا يعلم أن «ثم» تفيد التراخي، فبعد أن خلق السماوات والأرض استولى على العرش، ومعناه أنه قبل ذلك لم يكن مستولياً، ولازم هذا أنه كان عاجزاً عن الاستيلاء شأن الخالق الأكبر سبحانه وتعالى كشأن بشر الذي ضربوا به المثل، فقالوا في الشعر:

استوى بشر على العراق

هذا بلا شك معناه لم يكن قبل ذلك مستوياً، ولماذا؟ لأنه لم يكن قادراً على الاستيلاء، فلذلك قال:

استوى بشر على العراق بغير سيف ودم مهراق

فكلمة استوى بمعنى استولى فيه تعجيز لرب العالمين لم يتنبهوا له، لأنه «ثم استوى» أي: ثم استولى، وقبل ذلك ماذا كان؟ كان غير مستولٍ مع أن المسلم

ص: 410

لمجرد أن يستحضر عظمة الله تبارك وتعالى، وأنه قادر على كل شيء مجرد استحضاره لهذا المعنى يعلم أنه ما يخلق شيئاً إلا وهو مسيطر عليه لا تنفك سيطرته عنه لحظة مهما دقت وصغرت.

فإذاً: هم بزعمهم في سبيل تنزيه الله عن المعنى الخاطئ الذي قام في نفوسهم وقعوا في تنقيص الله عز وجل وفي نسبتهم له إلى العجز والتقصير لأنه لم يكن مستولياً على العرش ولو لحظة من الزمن، ثم استولى على العرش، وهذا ضلال لا يحتاج إلى كثير شرح.

ما الذي أوصلهم إلى مثل هذا التأويل؟

زعموا بأنهم أرادوا الخلاص من جعل الله عز وجل بمكان وبظنهم أن المسلم إذا آمن بقوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} (الأعراف:54) بمعنى استعلى في ظنهم أن معنى هذه الآية أن الله عز وجل بمكان، وهذا ظن خاطئ، ورأي عاطل لا ينبغي أن يتورط أو أن يغتر به المسلم؛ لأن الله تبارك وتعالى ليس بمكان، لا قبل المخلوقات ولا بعد المخلوقات، كان الله ولا شيء معه، الله تبارك وتعالى غني عن مخلوقاته فإنه تبارك وتعالى من أوصافه وهو الغني عن العالمين، كما قال:{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (آل عمران:97) فكان الله كما نعلم جميعاً ولا شيء معه، ولا خلق معه، ثم خلق المخلوقات كلها، فقبل أن يخلق المخلوقات لم يكن في مكان قطعاً، لأن المكان وجد بوجود الخلق، أما قبل وجود الخلق فلم يكن هناك مكان، فإذاً: كان الله ولا خلق معه أي: ولا مكان معه أيضاً، فلما خلق الله تبارك وتعالى المخلوقات وجد المكان، فهل حل في هذا المكان؟ حاشا لربنا أن يكون فقيراً محتاجاً إلى شيء من خلقه، فهو عز وجل من هذه الحيثية ليس بمكان وليس بحاجة إلى

ص: 411

مكان، فهو الآن كما عليه كان قبل وجود مكان، قبل وجود المكان لم يكن في المكان، فهو كذلك بعد وجود المكان ليس في المكان، هذه حقيقة بدهية، وهؤلاء الذين يفسرون الآية السابقة: استوى بمعنى استولى هم يريدون الفرار من إثبات المكان لله، وليس هذا طريق هذا الفرار، كما قيل:

أوردها سعد وسعد مشتمل

ما هكذا يا سعد تورد الإبل

على المسلم أن يثبت أن الله عز وجل لم يكن في مكان وهو كذلك بعد أن خلق المكان ليس في مكان، فاعتبار المسلم أن الله فوق المخلوقات لا يعني أنه في مكان، لأن المخلوقات محدودة المدى، فكل شيء محدود من المخلوقات، فإذا كانت المخلوقات محدودة فما وراء المخلوقات عدم ليس هناك مكان، فإذا كنا نقول: كان الله ولا شيء ولا مكان، فإذاً: هو لم يكن في مكان، فهو كذلك أيضاً ما دام أنه وراء المخلوقات فهو ليس في مكان.

إذاً: المشكلة التي اضطرتهم إلى تأويل عشرات النصوص في الكتاب والسنة هو وهم وخيال؛ لأنهم يتوهمون أن إثبات الفوقية لله معنى ذلك جعلوه في مكان، والفوقية التي هي صفة الله عز وجل لها علاقة بالله الأزلي القديم وليس لها علاقة بالحادث المخلوق الذي وجد بعد أن لم يكن، فهذا المخلوق محدود، ففي حدوده المكان والزمان، أما ما وراء هذا المخلوق فلا مكان ولا زمان، فأي شيء وراء هذا المخلوق ليس إلا الله تبارك وتعالى.

ومن هنا يقول السلف رضي الله عنهم كالإمام أحمد وعبد الله بن المبارك وغيرهم أن الذين ينفون صفة العلو عن الله تبارك وتعالى وأن الله ليس فوق مخلوقاته إنما يريدون إنكار وجود الله عز وجل ولكن بطريقة ملتوية ليست

ص: 412

صحيحة في الإنكار، فهم بدل أن يقولوا: لا إله مطلقاً يقولون مثلاً: الله لا فوق ولا تحت، ولا يمين ولا يسار، ولا أمام ولا خلف، لا داخل العالم ولا خارجه، فأين الله إذاً؟

لو قيل لأفصح العرب بياناً: صف لنا المعدوم، لم يستطع أن يصف المعدوم بأكثر مما يصف هؤلاء نفاة العلو، لا يستطيع هذا الفقيه أن يصف المعدوم بأكثر مما يصف هؤلاء الذين ينكرون صفة الله عز وجل، حين يقولون: الله تبارك وتعالى لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ولا أمام ولا خلف، لا داخل العالم ولا خارجه، إذاً: أين الله؟

بعض الملوك العقلاء جمع في زمانه أو بالتعبير الأدق: بعض النواب، نائب أحد الملوك هناك في دمشق جمع شيخ الإسلام بن تيمية مع أمثال هؤلاء العلماء النفاة لصفة العلو، جمعهم في مجالس عديدة، وجرى نقاش بين ابن تيمية رحمه الله وبين هؤلاء النفاة، وسمع من ابن تيمية حججه وكلامه، وسمع من الآخرين، فقال ذلك النائب نائب الملك في آخر الحديث، قال: هؤلاء قوم ضيعوا ربهم، هذا رجل ما هو عالم، لكنه عاقل، لما سمع حجج ابن تيمية في إثبات الله عز وجل وجوداً وصفةً، ومن صفاته أنه هو القاهر على عباده، وسمع حجج النفاة في هذه الصفة أن الله لا يوصف بأنه فوق لا تحت ولا يمين ولا أمام ولا خلف ولا داخل العالم ولا خارجه، وبعضهم يزيد على ذلك فيقول: لا متصلاً به ولا منفصلاً عنه تأكيداً للتعطيل، لما سمع هذا النائب أو الوالي بالتعبير العصري اليوم، قال: هؤلاء قوم ضيعوا ربهم، وهذه كلمة حق، لأن الذي لا يعرف [أن] ربه فوق المخلوقات كلها معناه أنه لم يعرف ربه، لأنه إن لم يكن لا داخل العالم ولا خارجه فليس

ص: 413

الكون إلا شيء [إما] هذا العالم المخلوق، [وإما] شيء خارج العالم المخلوق، وليس هو إلا الله تبارك وتعالى.

فإذا عرفنا هذه الحقيقة عرفنا بالتالي يقيناً أنَّ لا ضرورة لتأويل الآية {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه:5) فلا نقول: استوى بمعنى استولى، لا نقول هكذا: وإذا قلنا استوى بمعنى استعلى ليس معنى ذلك أننا جعلنا لله مكاناً، لأن المكان في الخلق والله وراء الخلق وفوق الخلق.

لذلك نجد الأحاديث فضلاً عن الآيات الكثيرة تؤكد هذه الصفة الإلهية، أن الله عز وجل فوق خلقه، ونجد أن إنكار الفوقية هي طبيعة الملاحدة قديماً وحديثاً، فنعي مثلاً إلى قول فرعون حين قال لوزيره هامان:{ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ، أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا} (غافر:36، 37) يكذب موسى عليه الصلاة والسلام، ويريد أن يكذبه ببرهان مادي يخيل به على أتباعه الذين ألَّهوه من دون الله تعالى، بأن يبني قصراً شامخاً رفيعاً ممتداً هكذا في السماء، ماذا يعني بهذا البناء الشاهق الرفيع؟ قال: لعلي أبلغ الأسباب، أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى الذي يقول، ماذا يقول موسى؟ أن الله فوق، وإني لأظنه كاذباً، سأبني هذا البنيان الشامخ الرفيع ثم لا أجد الإله الذي يدعوكم موسى إلى عبادته من دوني،

إذاً: هذه الآية فيها إثبات حقيقة وهي التوحيد ووجود الله عز وجل، وإثبات من كان ينكر هذه الحقيقة، هذه الآية فيها إثبات أن الأنبياء والرسل وفي مقدمتهم موسى عليه الصلاة والسلام كان يثبت لله صفة الفوقية، وصفة العلو والاستعلاء على عرشه، وأنه دعا موسى فرعون وجنده إلى أن يؤمنوا بهذا الإله الموصوف بصفة الفوقية، فكذبه موسى بقوله: وإني لأظنه كاذباً.

ص: 414

وفي الآية إثبات أن الذي ينكر هذه الصفة صفة الفوقية فإنما هو ملحد كفرعون تماماً، هذه الآية من جملة الآيات التي تثبت هذه الصفة، ويجب أن نتنبه لهذه الآية إذا تلوناها فنفهم أن فيها إثباتاً لهذه الصفة، ورداًّ على فرعون الذي أنكرها لرده على موسى وقوله: إني لأظنه كاذباً.

كذلك هناك آية: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} (فاطر:10) فإذاً: لله صفة العلو ولذلك يرفع العمل الصالح إليه، كذلك وهذا من عجائب الأمور، قال تعالى:{تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ في يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} (المعارج:4) فالملائكة تعرج، هل معنى العروج النزول أم الصعود؟ الصعود، تعرج إلى من؟ إلى الله تبارك وتعالى تقدم إليه ما سجلته من أعمال الإنسان في الأرض، والأدهى من هذا كله أن المسلمين جميعاً يؤمنون بأن الله عرج بنبيه إلى السماوات العلى، إلى من عرج؟ هؤلاء الذين ضيعوا ربهم فضيعوا أنفسهم يثبتون حقائق وينكرون حقائق، يثبتون هذه الحقيقة ويحتفلون بها كل سنة، أن الله عرج بنبيه إليه، وإلا إذا كان الله ليس له صفة العلو فإلى من عرج الرسول عليه الصلاة والسلام، إذا كان كما يتوهمون الله موجود في كل مكان، فإذاً: الرسول هذا العروج لم يكن عروجه إلى الله، لأن الله معنا في كل مكان، وسيأتي البحث على كل حال في قوله تعالى:{وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} (الحديد:4).

إذاً: فهذه الحقائق حينما يدخل التأويل تتعطل هذه الحقائق من أذهان الناس وتتبخر، ويصير أمرهم أنهم ينكرون ما أثبت الله عز وجل في كتابه، وما شرحه نبيه صلى الله عليه وآله وسلم في حديثه.

"الهدى والنور"(483/ 25: 27: 00).

ص: 415