الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البشر نصف أنفسنا لنا يمين ولنا شمال، لكن هل يجوز لنا أن نصف أنفسنا فنقول كما قال بعض الوُعَّاظ المصريين مخاطبًا الرسول عليه السلام، يقول في تعظيمه وفي مدحه: يا رسول الله وكلتا يديك يمين! هذا هو الضلال المبين، فلا يجوز للمسلم أن يصف نفسه إلا بما هو معروف من بشريته، فله يمين وله شمال، ولكن لا يجوز أن يصف بشرًا ما مهما سما وعلا ولو كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقول: وكلتا يدي رسول الله يمين؛ لأن هذه الصفة مما تفرد بها رب العالمين تبارك وتعالى.
والأمر في الصفات كما تعلمون يوجد اشتراك لفظي بين صفات الله عز وجل وبين صفات العباد، فالله سميع بصير كما سمعتم في الآية السابقة ولكنه قال بالنسبة لآدم:{فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} (الإنسان:2) لكن هذا السمع وهذا البصر يختلف تمامًا في حقيقتهما عن حقيقة صفة السمع والبصر كصفتين لله تبارك وتعالى، تأكيدًا لهذا التنزيه الذي ذكره الله عز وجل في قوله:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (الشورى:11) من هذا الباب جاء قوله عليه الصلاة والسلام: «وكلتا يدي ربي يمين» فاليمين والشمال يوجد اشتراك لفظي، أما كلتا يدي ربي يمين لا أحد يشاركه في اللفظ فضلًا عن المعنى.
هذا هو الجواب عن هذا السؤال.
(فتاوى جدة (14أ) /01:16:26)
[931] باب ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
أنه قال: «الحجر يمين الله
…
»
[روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال]:
[قال الإمام]:
وإذا عرفت ذلك "أي: كون الحديث منكراً"، فمن العجائب أن يسكت عن الحديث الحافظ ابن رجب في " ذيل الطبقات " (7/ 174 - 175) ويتأول ما روي عن ابن الفاعوس الحنبلي أنه كان يقول:" الحجر الأسود يمين الله حقيقة "، بأن المراد بيمينه أنه محل الاستلام والتقبيل، وأن هذا المعنى هو حقيقة في هذه الصورة وليس مجازاً، وليس فيه ما يوهم الصفة الذاتية أصلا، وكان يغنيه عن ذلك كله التنبيه على ضعف الحديث، وأنه لا داعي لتفسيره أو تأويله لأن التفسير فرع التصحيح كما لا يخفى.
"الضعيفة"(1/ 390، 392).