الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[قال الإمام]:
(تنبيه) قوله في هذا الحديث " في " هو بمعنى " على " كما في قوله تعالى: {قل سيروا في الأرض} فالحديث من الأدلة الكثيرة على أن الله تعالى فوق المخلوقات كلها، وفي ذلك ألَّف الحافظ الذهبي كتابه " العلو للعلي العظيم " وقد انتهيت من اختصاره قريباً، ووضعت له مقدمة ضافية وخرَّجت أحاديثه وآثاره ونزهته من الأخبار الواهية.
"الصحيحة"(2/ 594، 596).
[991] باب علو الله تعالى ثابت بالنقل الصحيح والعقل الفطري
[قال الإمام في مقدمة "مختصر العلو" معلقًا على قول شيخ الإسلام]:
"واعلم أنه ليس في العقل الصريح ولا في شيء من النقل الصحيح ما يوجب مخالفة الطريقة السلفية أصلا".
[قال الإمام]:
وأقول: أما النقل الصحيح فهو موضوع مختصر كتاب الحافظ الذهبي الذي بين يديك فستجد فيه ما يجعلك على مثل اليقين مؤمناً بأن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والآثار السلفية متفقة كلها على أن الله تعالى فوق عرشه بذاته، بائناً من خلقه، وهو معهم بعلمه، وسترى إنشاء الله تعالى أن أئمة المذاهب المتبعة وأتباعهم الأولين ومن سار على نهجهم من التابعين لهم حتى أواخر القرن السادس من الهجرة؛ قد اتفقت فتاواهم وكلماتهم على إثبات الفوقية
لله تعالى على عرشه وخلقه وعلى كل مكان، وأن ذلك كما أنه متواتر عن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (1) فهو مجمع عليه من السالفين والأئمة الماضين من المحدثين والفقهاء والمفسرين واللغوين وغيرهم وستراهم بأسمائهم وأقوالهم الثابتة عنهم في ذلك حتى قاربوا في عددهم المائتين وهم في الواقع يبلغون المئات ولكن ذلك ما تيسر جمعه للمؤلف رحمه الله تعالى (2)، فإذا وقف الطالب المخلص للحق على كلماتهم تيقن أنه يستحيل أن يكونوا قد أجمعوا على الضلال، ولعلم أن مخالفهم هو في الضلال، وما أحسن ما قاله المصنف رحمه الله تعالى في " صفات رب العالمين " بعد أن ذكر قليلا مما أشرنا إليه من النقول (187/ 1 - 2): "ولو ذكرنا قول كل من له كلام في إثبات الصفات من الأئمة لا تسع الخرق، وإذا كان المخالف لا يهتدي بمن ذكرنا أنه يقول: الإجماع على إثباتها من غير تأويلها أو لا يصدقه في نقله؛ فلا هداه الله، ولا خير والله فيمن رد على مثل الزهري، ومكحول، والأوزاعي، والثوري، والليث بن سعد، ومالك وابن عيينة، وابن المبارك، ومحمد بن الحسن، والشافعي، والحميدي، وأبي عبيد، وأحمد بن حنبل، وأبي عيسى الترمذي، وابن سريج، وابن جريج الطبري، وابن خزيمة، وزكريا الساجي، وأبي الحسن الأشعري، أو يقول مثل قولهم من الإجماع مثل الخطابي، وأبي بكر الإسماعيلي، وأبي القاسم الطبراني، وأبي أحمد العسال
…
(فذكر غيرهم مما سيأتي) والشيخ عبد القادر الجيلي (الإمام في كل عصر) - الذين هم قلب اللب ونقاؤه".
قلت: والعقل الفطري السليم يشهد لهؤلاء الأئمة وما معهم من نصوص
(1) صرح بتواتر ذلك الحافظ الذهبي في " صفات رب العالمين "(1/ 175/2). [منه].
(2)
وذكر ابن القيم - رحمه الله تعالى - في " اجتماع الجيوش الإسلامية " جماعة آخرين من العلماء فراجعه إن شئت. [منه].