الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
احذر صواعق مني كلما صقعت
…
تشقى بها منكم الأكتاف والضلع
وأي أكل إذا ما شئت آكله
…
أنت الذليل وأنت الخائف القنع
قوله: قومي خفاف بن عوف .. الخ، بنو خفاف: بطن من بني سليم، وهو خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم، وخفاف بن ندبة أحدهم، وقوله: لألفينك وبرًا، بفتح الواو وسكون الموحدة: دابة على قدر السنور غبراء حسنة العين شديدة الحياء، يطلق على الإنسان تحقيرًا له. والغياطل: جمع غيطل وهو السنور، والشرع بضمتين: جمع شارع، يقال: رمح شارع: منصوب نحو العدو للطعن، والعصل بضمتين: جمع أعصل، وهو الناب الأعوج، والضمة الثانية للإتباع، قال جامع ديوانه: أي: كل ما يقع فيه. بصر: حجارة صم، أي: بكسر الموحدة وسكون الصاد المهملة، والمشرجع: المعول، سماه بذلك لأنه، مطول. انتهى. والمنقار: حديدة كالفأس ينقر بها، وصاب به: نزل به في «القاموس» : الصوب: المجيء من عل، وفل: ثلم، والقنع بفتح القاف والنون: البائس.
وقائل البيتين صحابي، وهو العباس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة بن عبد بن عباس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم، وأسلم قبل فتح مكة بيسير، وأمه الخنساء الصحابية، قاله صاحب «الأغاني» تبعًا لأبي عبيدة، وقال الكلبي: الخنساء أم ولد مرداس جميعًا إلا العباس فإنها ليست أمه، والعباس ممن حرم الخمر على نفسه في الجاهلية.
وأنشد بعده، وهو الانشاد الرابع والأربعون:
(44)
إما أقمت وأما أنت مرتحلًا
…
فالله يكلأ ما تأتي وما تذر
على أن الرواية بكسر الأولى وفتح الثانية، فلو كان المفتوحة مصدرية لزم عطف المفرد على الجملة، وهذا إن لم يكن تأويل أحدهما إلى الآخر يجعلهما جملتين أو مفردين امتنع العطف، وإذا امتنع العطف ظهر أن المفتوحة شرطية كالمكسورة، ونقل أبو منصور الأزهري في آخر «تهذيب اللغة» عن المبرد أنه قال: إذا أتيت بأما وإما فافتحها مع الأسماء واكسرها مع الأفعال، وأنشد:
إما أقمت وأما أن ذا سفرٍ
…
فالله يحفظ ما تأتي وما تذر
كسرت إما قمت مع الفعل، وفتحت أما أنت لأنها وليت الاسم، وقال:
أبا خراشة أما أنت ذا نفرٍ
المعنى: إذ أنت ذا نفر، قاله ابن كيسان.
وقال البصريون: أما هي: «أن» المفتوحة، ضمت إليها «ما» عوضًا من الفعل، وهي بمنزلة إذ، وينشدون:
أبا خراشة أما أنت ذا نفرٍ
قالوا: فإن ولي هذه الفعل كسرت، وأنشدوا:
إما أقمت وأما أنت مرتحلا
فكسر الأولى وفتح الثانية. انتهى كلام «التهذيب» وهذا لا يحصل لهو وما نقله المصنف عن ابن الحاجب قاله في «الإيضاح» شرح «المفصل» وهذه عبارته: وقد روي قوله:
إما أقمت وأما أنت مرتحلًا
…
البيت
بكسر الأول وفتح الثاني، أما كسر الأول فلأنه شرط، فوجب كسره ودخول ما عليه، كدخولها في قولك: إما تكرمني أكرمك. وفتح الثاني واجب، لأنه مثل قولك: أما أنت منطلقًا وقد تقدم ذكره.
وقوله فالله يكلأ .. الخ، فجواب الشرط معلل بقوله: أما أنت مرتحلًا، وصح أن يكون لهما جميعًا من حيث كان الشرط والعلة في معنى واحد، ألا ترى أن قولك: إن أتيتني أكرمتك، بمعنى قولك: أكرمتك لأجل إتيانك، فإذا ثبت أن الشرط والتعليل بمعنى واحد صح أن يعطف أحدهما على الآخر، ويجعل الجواب لهما جميعًا، فصار مثل قولك إن أكرمتني وأحسنت إلي أكرمتك، إلا أنه وضع موضع: أحسنت إلي، لفظ التعليل، فصار كأنك قلت: إن أكرمتني فلأجل إتيانك، فأنا أكرمك، وذلك سائغ، انتهى كلامه.
ويكلأ: يحفظ، ومصدره الكلاءة بالفتح والمد، و «ما» موصولة، والعائد محذوف، أي: ما تأتيه وما تذره، وتذر بمعنى تترك، وقد أمانوا ماضيه ومصدره واسم فاعله واسم مفعوله. وقيل: ما مصدرية ظرفية، أي: مدة إتيانك، أي فعلك وتركك، والإتيان بمعنى الفعل، ومنه قوله تعالى:{كان وعده مأتيا} [مريم/61]، أي: مفعولا، وقوله تعالى: {أتأتون الفاحشة] [الأعراف/80]، أي: أتفعلونها.
وفي البيت المطابقة بين أقمت ومرتحلا وبين تأتي وتذر.
والبيت مع شهرته في كتب النحو وغيرها لم أظفر بقائله ولا بتتمته، والله تعالى أعلم.