الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والشباك: الحبائل، والطوامث: الحيض، من طمثت المرأة: حاضت. وفي وقوع هذه الجملة متوسطة بين أجزاء كلام واحد، كما هو الظاهر من كلامه، نوع خفاء، إذ الظاهر أن قوله: بها المرء ينجو .. الخ، كلام مستقل. وقيل: آخر المصراع المذكور:
ثلاثًا ومن يخرق أعق وأظلم
لكن الرواية في هذا البيت «عزيمة» مكان «ألية» ولعل فيه رواية أخرى لم أطلع عليها. انتهى.
وقال بعضهم: هذا الاعتراض على مذهب الزمخشري فإن الاعتراض عنده: ما يساق لكتة سوى دفع الإبهام، ويكون لا محل لهاز
وأنشد بعده، وهو الانشاد الثالث والسبعون:
(73)
بدأت ببسم الله في النظم أولا
على أن أبا شامة قال: «أل» في النظم خلف عن ياء المتكلم، وهذه عبارته: واللام في النظم للعهد المعلوم من جهة القرينةو وهي قائمة مقام الإضافة، أي: في نظمي، نزله منزلة المعروف المشهور تفاؤلًا له بذلك، أو أراد: في هذا النظم، نزله منزلة الموجود الحاضر، فأشار إليه. انتهى.
قال السمين في شرحهك أما كون «أل» يقوم مقام الإضافة، فعبارة غريبة، وإنما مسألة الخلاف: هل يقوم مقام الضمير أم لا؟ فمذهب الكوفيين: نعم، نحو:(جنات عدنٍ مفتحة لهم الأبواب)[ص/50] أي: أبوابها، وقوله تعالى:(فإن الجنة هي المأوى)[النازعات/40] أي: مأواه و: (في أدنى الأرض)[الروم/1] أي: أرضهم. والبصريون يمنعون ذلك، وفيه بحث طويل، ويحتمل أن تكون
للجنس، وليس المعنى: بدأت في كل نظم، وإنما المراد: في هذا النظم. انتهى.
والمصراع الثاني:
تبارك رحمانًا رحيمصا وموئلا
والبيت أول قصيدة الإمام الشاطبي في القراءات السبع. وقوله: ببسم الله، الباء الأولى للتعدية، متعلقة ببدأت. والثانية هي الداخلة في البسملة، فهي مع مجرورها في محل جر، وإنما أتى باللفظ محكيًا، كأنه قال: بدأت بهذا اللفظ المشتمل على بسم الله، ولولا ذلك لما ساغ دخول حرف الجر على مثله، إذ لا يجوز ذلك إلا في مثل هذا، أو يكون قد أعيد الحرف توكيدًا، وهو شاذ أو ضرورة.
وأول: صفة مصدر، أو ظرف بدأت، والتقدير: بدأت بسم الله في نظمي نظمًا أول لم يسبق إلى أسلوبه، أو أول نظمي. وتبارك: تفاعل من البركة، والبركة: كثرة الخير وزيادته، ومعنى تبارك الله: تزايد خيره وإحسانه على خلقه. وتبارك: فعل لا ينصرف، بل يلزم المضي، ولا يسند لغير الله تعالى، وجيء به على بناء المفاعلة، نحو: تعالى، مبالغة في ذلك، وقيل: معنى تبارك: ثبت ودام، ومنه مبرك البعير، قاله السمين. ويأتي إن شاء الله تعالى الكلام على نصب رحمان ورحيم في الباب الرابع، فإن المصنف أنشد المصراع الثاني هناك. والموثل: مفعل، من وأل إليه إذا رجع ولجأ، فمعنى قوله موئلًا: مرجوعًا إليه، وملتجأ إليه. أو من «وأل من»: إذا نجا وخلص. والله تعالى ملتجأ العباد، ومنجى لهم، وفي الحديث:«لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك»