الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أهال فكقولهم: ليال، واحدهما أهلاة وليلاة، وقد مر بنا تصديقا لقول سيبويه، فإن واحده في التقدير ليلاه، ما أنشده ابن الأعرابي:
في كل يوم ما وكل ليلاه
…
حتى يقول من رآه إذ راه
يا ويحه من جمل ما أشقاه
انتهى. وقال الأزهري في «التهذيب» : وتصغير ليلة لييلية، أخرجوا الياء الآخرة من مخرجها في الليالي، يقول بعضهم: إنما كان أصل تأسيس بنائها ليلاة فقصرت. وقال الفراء: ليلة كانت في الأصل ليلية، ولذلك صغرت لييلية، ومثلها الكيكة للبيضة، كانت في الأصل كيكية وجمعها الكياكي. انتهىز
وقوله: إذا راه، بحذف عين الفعل وهي الهمزة.
وانشد بعده، وهو الانشاد الواحد والستون:
(61)
دويهية تصفر منها الأنامل
صدره:
وكل أناس سوف تدخل بينهم
وتصغير دويهة للتعظيم، فإنه أراد بها الموت، ولا داهية أعظم منها، والدليل على أنه أراد بها الموت قوله: تصقر منها الأنامل «فإن صفرتها لا تكون إلا بالموت، قال الطوسي في «شرح ديوان لبيد» إذا مات الرجل أو قتل اصفرت
أنامله، واسودت أظافره، ولم يرتضه المحقق الرضي في «شرح الشافية» فإنه قال: قيل: يجيء التصغير للتعظيم، فيكون من باب الكناية، يكنى بالصغر عن بلوغ الغاية [في العظم] ، لأن الشيء إذا جاوز حده جانس ضده، وقريب منه قول الشاعر: وكل أناس سوف تدخل بينهم .. البيت. ورد بأن تصغيرها على حسب احتقار الناس لها، وتهاونهم بها، إذ المراد بها الموت، أي: يجيئتهم ما يحتقرونه مع أنه عظيم في نفسه تصفر منه الأنامل، واستدل [أيضًا] بقوله:
فويق جبيل سامق الرأس لم تكن
…
لتبلغه حتى تكل وتعملا
ورد بتجويز كون المراد دقة الجبل وإن كان طويلًا، وإذا كان كذا فهو أشد لصعوده. انتهى. ورده الجاريردي أيضًا، ووجهه بوجهين، أحدهما: أن التصغير فيه لتقليل المدة، وثانيها: أن المراد أن أصغر الأشياء قد يفسد الأمور العظائم، فحتف النفوس قد يكون بالأمر الصغير الذي لا يؤبه به. انتهى. والداهية: مصيبة الدهر، مشتقة من الدهي – بفتح الدال وسكون الهاء – وهو النكر، فإن كل أحد ينكرها ولا يقبلها، ودهاه الأمر يدهاه إذا أصابه بمكروه، ورواه