الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنشد بعده، وهو الانشاد التاسع والسبعون:
(79)
فأما القتال لاقتال لديكم
على أن الفاء الرابطة للجواب بالشرط قد حذفت لضرورة الشعر، والأصل: فلا قتال لديكم. وتمامه:
ولكن سيرًا في عراض المواكب
وقبله:
فضحتم قريشًا بالفرار وأنتم
…
قمدون سودان عظام المواكب
وسيرًا: اسم لكن، والخبر محذوف، والتقدير: ولكن لكم سيرًا، ويجوز أن يكون الأصل: ولكنكم تسيرون سيرًا. وفي متعلقة يسيرًا، أو بتسيرون المحذوف. وعراض بكسر أوله: جمع عرض، بضمه وسكون الراء بمعنى الناحية. والموكب: الجماعة ركبانًا أو مشاة، وقيل: ركاب الإبل، من وكب يكب وكوبًا: مشى في درجان.
وهذا البيت أورده ابن إباز في «شرح الفصول» مستشهدًا به على الاكتفاء بالعموم عن الرابط، قال: فالقتال مبتدأ، ولا قتال لديكم خبره، وليس فيه
ضمير راجع، لكن لما كانت لا لنفي الجنس، دخل تحتها المذكور وغيره. قال: وصرح ابن خروف وغيره بأنه لا يجوز غير هذا. انتهىز
والقمد بضم القاف والميم وتشديد الدال: الطويل، وقيل: الطويل العنق الضخمه، من القمد – بفتحتين – وهو الطول، وقيل: ضخامة العنق في طول، والوصف: أقمد وقمد، والأنثى قمداء وقمدة. وأراد بالسودان الأشراف، وهو جمع سود، وسود جمع أسود، أفعل تفضيل من السادة. قال الأصبهاني في «الأغاني»: وهذان البيتان مما هجي بهما قديمًا بنو أسد بن أبي العيص بن أمية ابن عبد شمس. وقال ابن خلف في شرح بيت «الكتاب» لابن ميادة:
ألا ليت شعري هل إلى أم معمرٍ
…
سبيل فأما الصبر عنها فلا صبرا
هما للحارث بن خالد المخزومي، وهو الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. قال الزبير بن بكار في «أنساب قريش»: كان الحارث شاعرًا كثير الشعر، وهو الذي يقول:
من كان يسأل عنا أين منزلنا
…
فالأقحوانة منا منزل قمن
إذ نلبس العيش غضًا لا يكدره
…
خوف الوشاة ولا ينبو بنا الزمن
والأقحوانة: ما بين بئر ميمون إلى بشر ابن هشام. وكان يزيد استعمله على مكة، وابن الزبير يؤمئذ بها، فمنعه ابن الزبير، فلم يزل في داره معتزلًا لابن الزبير، حتى ولي عبد الملك بن مروان، فولاه مكة، ثم عزله، فقدم عليه دمشق، فلم ير له عنده ما يحب، فانصرف عنه وقال: