الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما قول العماني فإن الأصمعي وأبا عمرو بحضرة الرشيد ولولا أنه غير فصيح لما جاز لهما ذلك، وأما قول الآخر:
إن العجوز جنة جروزا
فانتصب جنة وجروزا على الذم، والخبر تأكل. انتهى.
وترجمة عمر ابن أبي ربيعة تقدمت في الشاهد السادس. والجنح بضم الجيم وكسرها: طائفة من الليل، وقوله: فلتأت، جاء على الأصل كقراءة {فلتفرحوا} [يونس/58] بالتاء الفوقية، والقياس: فأت، و: فافرحوا، وليس من هذا قوله: ولتكن، لأنه مسند إلى خطاك - بضم الخاء - وهو جمع خطوة، بضم الخاء وفتحها، وخفافًا: جمع خفيفة، والحراس: جمع حارس.
وأنشد بعده، وهو الانشاد السابع والأربعون:
(47)
إن من يدخل الكنيسة يومًا
…
يلق فيها جاذرا وظباء
يريد: إنه من يدخل الكنيسة يومًا، فحذف ضمير الشأن ضرورة، كما قاله الأعلم في «شرح أبيات الجمل» ، وابن عصفور في كتاب «الضرائر» قال السيوطي تبعًا لابن السيد في «شرح أبيات الجمل»: البيت للأخطل، وبعده:
ما لت النفس نحوها إذ رأتها
…
فهي ريح وصار جسمي هباء
وقال ابن هشام اللخمي في «شرح أبيات الجمل» : لم أجده في ديوان الأخطل، أقول: وأنا أيضًا فتشت ديوان الأخطل من رواية السكري فلم أجده فيه، والشعر أيضًا ليس من نمط شعره، قال الأعلم في «شرح أبيات الجمل»: هذا البيت نسبه بعضهم إلى الأخطل، وحمله على ذلك تشبيه بالنصرانيات، لأنه كان نصرانيًا، وليس كذلك، لأنه محال أن يتغزل بنسائه في متعبده وموضع تنسكه، والأصح أن يكون غير مسلمًا.
والجآذر: جمع جؤذر، وهو ولد البقرة من الوحش، والظباء: جمع ظبية، والمعنى أنه يشبه أولاد النصارى ونساءهم، ودل عليه ذكر الكنيسة، فشبه أولادهم بالجآدر ونساءهم بالظباء في سعة العيون وطول الأعناق وحسنها. انتهى كلامه.
وقال اللخمي: ويحتمل أن يريد الصور التي يصورونها فيها، لأن كنائس الروم قل أن تخلو من الصور.
والأخطل اسم أربعة من الشعراء، أحدهم: الأخطل النصراني التغلبي، الشاعر المشهور من الأراقم، واسمه غياث بن غوث، وقيل: اسمه غويث، ويكنى أبا مالك، قال صاحب الأغاني: إن السبب في تلقييه بالأخطل أن كعب بن جعيل كان شاعر تغلب في وقته، وكان لا يلزم برهط منهم إلا أكرموه وأعطوه، فنزل على رهط الأخطل فأكرم وجمعوا له غنمًا وحظروا عليها حظيرة، فجاء الأخطل فأخرجها من الحظيرة وفرقها، فخرج كعب وشتمه، واستعان بقوم من تغلب فجمعوها له وردوها إلى الخطيرة، فارتقب الأخطل غفلته ففرقها ثانية، فغضب كعب وقال: كفوا عني هذا الغلام وإلا هجوتكم، فقال له الأخطل: إن هجوتنا هجوناك، وكان الأخطل يومئذ يفرزم – والفرزمة: أن يقول الشعر
في أول أمره قبل أن يستحكم طبعه وتقوى قريحته – فقال كعب: ومن يهجوني؟ فقال: أنا، فقال:
ويل لهذا الوجه غب الجمه
فقال الأخطل:
فناك كعب بن جعيل أمه
فقال كعب: إن غلامكم هذا لأخطل، ولج الهجاء بينهما، فقال الأخطل:
سميت كعبًا بشر العظام
…
وكان أبوك يسمى الجعل
وأنت مكانك من وائل
…
مكان القراد من است الجمل
ففزع كعب منه، وقال ابن السيد في «شرح أدب الكاتب»: لقب الأخطل لبذاءته وسلاطة لسانه، وذلك أن ابني جعيل احتكما إليه مع أمهما فقال:
لعمرك إنني وابني جعيلٍ
…
وأمهما لإستار لئيم
فقيل له: إنه لأخطل، فلزمه هذا اللقب، والإستار: معرب جهار، وهو أربعة من العدد بالفارسية. وعمر دهرًا طويلًا ومات على النصرانية، وكان مقدمًا عند خلفاء بني أمية، لمدحه إياهم وانقطاعه إليهم، ومدح معاوية وابنه يزيد، وهجا الأنصار رضي الله تعالى عنهم بسببه، فلعنه الله تعالى وأخزاه.
والثاني: الأخطل الضبعي، كان شاعرًا وادعى النبوة، وكان يقول: لمضر صدر النبوة ولنا عجزها، فأخذه ابن هبيرة في دولة الأمويين، فقال: ألست القائل: