الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
انتهى. وفي هذه الثالثة بيت أورده المصنف في الباب الخامس وهو:
أكر وأحمى للحقيقة منهم
…
وأضرب منا بالسيوف القوانسا
وهناك نورد القصيدة إن شاء الله تعالى، ونشرحها بتوفيق الله تعالى.
وأنشد بعده، وهو الانشاد السادس والسبعون:
(76)
أفي الحق أني مغرم بك هائم
تمامه:
وأنك لاخل هواك ولا خمر
وقبهل:
هل الوجد إلا إن قلبة لو دنا
…
من الجمر قيد الرمح لاحترق الجمر
وبعده:
فإن كنت مطبوبًا فلا زلت هكذا
…
وإن كنت مسحورًا فلا برأ السحر
هكذا أورد هذه النتفة أبو تمام والأعلم الشنتمري في «حماستيهما» ، وقوله: هل الوجد، أي: ما الوجد، في «نهاية ابن الأثير»: وجدت بفلانة وجدًا، إذا أحببتها حبًا شديدًا، ودنا: من الدنو، والقيد بكسر القاف: المقدار من المسافة، يقال: بينهما قيد رمح أي: قدر رمح، يقول: ليس الوجد إلا هذا الذي بي، وهو
أن قلبي لو قرب من الجمر حتى لا يكون بينهما مقدار رمح، لغلب ناره نار الجمر، فكان الجمر يحترق.
وقوله: أفي الحق: الهمزة للاستفهام الإنكاري، ومغرم: من أغرم بالشيء، بالبناء للمفعول، أي: أولع به، والاسم: الغرام، وفي «القاموس»: الغرام: الولوع، والشر الدائم، والهلاك والعذاب، والمغرم أسير الحب، والدين، والمولع بالشيء. والهائم: من هام يهيم، إذا خرج على وجهه لا يدري أين يتوجه. والكاف في المواضع مكسورة، خطاب مع مؤنث. والهوى: الميل والمحبة.
قال شراح «الحماسة» : يقال: ما هو بخل ولا خمر، أي: ليس بشيء يخلص ويتبين. يقول: لا يدخل في الحق ووجوهه أن يكون حبي لك غرامًا، وحبك لا يرجع إلى معلوم. وفي «مجمع الأمثال» للميداني:«ما أنت بخل ولا خمر» قال أبو عمرو: بعض يجعل الخمر للذتها خيرًا، والخل لحموضته شرًا، وأنه لا يقدر على شربه. وبعضهم يجعل الخمر شرًا، والخل خيرًا. ويقولون: لست من هذا الأمر في خل ولا خمر، أي: لست منه في خير ولا شر.
والعجب من الزمخشري، فإنه قال في «مستقصى الأمثال»: ما عنده خل ولا خمر، قال:
أفي الحق أني مغرم بك هائم .. البيت
ولم يزد على البيت، فكأنه أحال معنى المثل على البيت.
قوله: فإن كنت مطبوبًا، قال شراح «الحماسة»: المطبوب: المسحور، والطب: السحر والعلم جميعًا، يقول: إن كان الذي بي داء معلومًا يعرف