الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مما إذا كان لكراهته كما لا يخفى. قال شيخنا الخفاجي: أقول: هذا خطأ منه، فإنه حمل القرى في البيت على قرى الضيف، وليس معناه هذا، فإنه استعارة تهكمية، والمراد به قتلهم. انتهى. والعجب من ابن الملا، فإنه قال قبل ذلك: ثم اعلم أن قوله: نزلتم منزل الأضياف، ليس على ظاهره، فإنه إنما يريد أنهم جاؤوا محاربين لهم، فنزلهم منزلة الأضياف تهكمًا بهم، فليس القرى المعجل لهم قرى الضيوف، بل قرى الأسنة والسيوف، فهو استعارة تحقيقية، قرنت بلا يلائم المستعار منه وهو التعجيل ترشيحًا، كالتبعية في قوله:
نقريهم لهذميات نقد بها
…
ما كان خاط عليهم كل زراد
أي: طعنات منسوبة إلى لهذم، وهو القاطع من الأسنة. انتهى. وقوله: مرادة، هي صخرة عظيمة تطحن ما مرت به، شبه الكتيبة بها فقال: جعلنا قراكم الحرب لما نزلتم بنا، ولقيناكم بكتيبة تطحنكم طحن الرحى، قال التبريزي.
ومرادة منصوب بنزع الخافض وهو الباء، قاله بعض شراح المعلقة، وهو أحمد بن الفقيه محمد بن أبي بكر محمد. وقال ابن الملا: نصب على الحال من قراكم.
وغالب أبيات هذه القصيدة قد شرح في مواضع متفرقة من شواهد «شرح الكافية» للمحقق الرضي.
وقائلها عمرو بن كلثوم، شاعر فارس جاهلي قد تقصينا ترجمته مع شرح أول معلقته في الشاهد الثامن والثمانين بعد المائة.
وأنشد في إن المكسورة المشددة، وهو الانشاد السادس والأربعون:
(46)
إذا اسود جنح الليل فلتأت ولتكن
…
خطاك خفافًا إن حراسنا أسدا
قال الحقاف الإسبيلي في «شرح الجمل الزجاجية» : زعم بعض النحويين أنها – أي: الحروف المشبهة بالفعل – يجوز فيها أن تنصب الاسم والخبر معًا، وممن ذهب إلى ذلك ابن سلام في «طبقات الشعراء» وزعم أنها لغة، واستدل على ذلك بقول عمر ابن أبي ربيعة: إذا اسود جنح الليل فلتأت .. البيت، فنصب الحراس والأسد بإن، وكذلك قول الآخر:
إن العجوز جنة جروزا
…
تأكل كل ليلة قفيزا
فنصب بإن العجوز، وجنة جروزًا، وكذلك قول أبي نخيله العماني
كأن أذنيه إذ تشوفا
…
قادمة أو قلما محرفا
وزعم الفراء أن ذلك لا يجوز إلا في «ليت» واستدل على ذلك بقوله:
يا ليت أيام الصبا رواجعا
فنصب أيام الصبا ورواجعا بليت، ولا حجة في شيء من ذلك عندنا.
أما قوله: إن حراسنا أسدا، فالخبر محذوف، والتقدير: تجدهم أسدًا، أو تلقاهم أسدًا، وكذلك قوله:
يا ليت أيام الصبا رواجعا
كأنه قال: أقبلت رواجعًا، وخبر هذه الحروف يجوز حذفه إذا فهم المعنى،