الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - باب الأَذانِ فِي السَّفَرِ
1203 -
حَدَّثَنا هارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنا ابن وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الحارِثِ أَنَّ أَبا عُشّانَةَ المَعافِرِيَّ حَدَّثَهُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَعْجَبُ رَبُّكُمْ مِنْ راعِي غَنَمٍ في رَأْس شَظِيَّةٍ بِجَبَلٍ يُؤَذِّنُ بِالصَّلاةِ وَيُصَلِّي فَيَقُولُ اللهُ عز وجل انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هذا يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ الصَّلاةَ يَخافُ مِنِّي فَقَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي وَأَدْخَلْتُهُ الجَنَّةَ"(1).
* * *
باب الأذان في السفر
[1203]
(حدثنا هارون بن معروف) أبو علي الخزاز الضرير البغدادي أخرج له الشيخان في مواضع.
(حدثنا) عبد الله (بن وهب، عن (2) عمرو بن الحارث) الأنصاري.
(أن أبا عُشانة) بضم العين المهملة (3) وتخفيف الشين المعجمة وبعد الألف نون مخففة، واسمه [حي بن](4) يؤمن بلفظ المضارع من الإيمان (المعافري) بفتح (5) الميم والعين المهملة وفاء بعد الألف، نسبة إلى المعافر بن يعفر (6) بن مالك، قاله السمعاني (7).
(1) رواه النسائي 2/ 20، وأحمد 4/ 145.
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(1086).
(2)
في (م): ابن.
(3)
سقط من (م).
(4)
في (ص): حيي أبو. والمثبت من (س، ل، م)، و"الإكمال" 2/ 397.
(5)
في (م): بضم.
(6)
في (م): يعقوب.
(7)
"الأنساب"(10030).
قيل: ينسب إليهم كثير عامتهم بمصر (1). أخرج له البخاري في "الأدب"(حدثه عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (2): يعجب) بفتح التحتانية والجيم (ربكم)(3) إطلاق التعجب على الله تعالى مجاز (4)؛ لأنه لا يخفى عليه أسباب الأشياء، والتعجب ما خفي سببه ولم يعلم، ومعناه: هنا يعظم (5) هذا الفعل ويكبر (6) عند ربنا تبارك وتعالى (7)؛ لأن الآدمي إنما يتعجب من الشيء إذا عظم عنده موقعه، وقيل: معناه: يرضى ربك بهذا الفعل ويثيب عليه ثوابًا جزيلًا، فسماه عجبًا مجازًا، والأول أوجه (8).
(من راعي غنم في رأس شظية) بفتح الشين المعجمة وكسر الظاء المعجمة أيضًا بعدهما ياء مثناة تحت مشددة ثم تاء تأنيث، كذا ضبطه المنذري (9)، وهي القطعة المرتفعة في رأس الجبل التي لم تنفصل منه، والشظية الفلقة من العصا ونحوها (بجبل) بالباء (10) بمعنى من جبل، فالباء بمعنى (من) (11) كقوله تعالى:{يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} (12). ولفظ
(1)"اللباب في تهذيب الأنساب"(3/ 229).
(2)
ليست في (م).
(3)
في (ص): ربك. وفي (س): ربك ربنا. والمثبت من (ل، م)، و"السنن".
(4)
في (م): تجاوز.
(5)
في (ص): تعظيم. والمثبت من (س، ل، م).
(6)
في (ص): تكثيره. والمثبت من (س، ل، م).
(7)
زاد في (ص، س، ل): ونسبته إلى الله تعالى. وهي زيادة مقحمة.
(8)
"النهاية في غريب الحديث والأثر" 3/ 174.
(9)
"مختصر سنن أبي داود" 2/ 50.
(10)
في النسخ الخطية: الباء. والمثبت هو الأنسب للسياق.
(11)
من (س، ل، م).
(12)
الإنسان: 6.
النسائي: في رأس شظية الجبل (1).
(يؤذن للصلاة) لفظ النسائي: يؤذن بالصلاة (2).
وفيه استحباب الأذان لمن يصلي وحده في فلاة أو غيرها (3)، وبوب عليه النسائي باب (4) الأذان لمن يصلي وحده (5)، وهو الجديد من مذهب (6) الشافعي (7) لرواية البخاري:"إذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت للصلاة، فارفع صوتك بالنداء. ."(8) الحديث، والقول القديم لا يستحب؛ لانتفاء المعنى المقصود منه وهو الإعلام (9)، وخصه المتولي بمنفرد يصلي في البلد دون الصحراء، وقيل: إن رجا المؤذن المنفرد حضور جمع أذن له، وإلا فلا (10).
(ويصلي) وحده (فيقول الله تعالى: انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم للصلاة) فيه استحباب إقامة الصلاة للمنفرد على الجديد والقديم (11). وقيل (12): إن قلنا: لا يؤذن فلا يقيم أيضًا. (يخاف مني) فيه فضيلة الأعمال الصالحة خوفًا من الله تعالى (قد غفرت لعبدي) ذنوبه. يعني: الصغائر (وأدخلته الجنة) فيه التعبير بالماضي عن المستقبل إذا تحقق كقوله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ} (13) ونحوه.
(1) و (2)"المجتبى" 2/ 20.
(3)
في (م): بلد.
(4)
ليست في (م).
(5)
"المجتبى" 2/ 20.
(6)
في (م): قولي.
(7)
"الأم" 1/ 170، "الشرح الكبير" 1/ 405.
(8)
"صحيح البخاري"(609، 3296، 7548).
(9)
و (10)"الشرح الكبير" 1/ 405.
(11)
"المجموع" 3/ 82، 85.
(12)
في (م): فيه.
(13)
الأعراف: 48.